سجّل تقرير الأمم المتحدة السنوي بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة وقوع أكثر من 27 ألف انتهاك جسيم تم التحقق منه، تضرر منه قرابة 19 ألف صبي وفتاة في مختلف أنحاء العالم خلال عام 2022.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، في إحاطة للصحفيين، الثلاثاء في نيويورك، بعد نشر التقرير، إن وقوع هذا العدد من الانتهاكات “يعزز أهمية العمل على منع وقوع الانتهاكات الجسيمة وتوفير الدعم الشامل لإعادة الإدماج لجميع الأطفال المتضررين من الصراع”.
وأفادت غامبا بأنه عند إضافة عدد حوادث الهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وهما أكثر انتهاكين جسامة بحق الإطفال، فإن عدد الانتهاكات الجسيمة يفوق 27 ألفا في عام 2022.
وفيما يلي أهم ما وثقته الأمم المتحدة في تقريرها عن بعض دول الشرق الأوسط.
العراق
تحققت الأمم المتحدة من وقوع 202 انتهاكا جسيما على 173 طفلا، منهم 48 فتاة.
وقالت إنه تم التحقق أيضا في عام 2022 من وقوع 17 انتهاكا جسيما في سنوات سابقة ضد 15 طفلا، منهم تسع فتيات.
وأضاف التقرير أنه تعرض ما مجموعه 32 طفلا (18 فتى و14 فتاة)، منهم من لم يتجاوز سن الحادية عشرة، للتجنيد والاستخدام من قبل قوات الدفاع الشعبي التابعة لحزب العمال الكردستاني وعددهم 28 طفلا، وأن الأربعة الآخرين تم استخدامهم من قبل تنظيم داعش.
وقالت الأمم المتحدة في التقرير إنها تحققت عام 2022 من تجنيد واستخدام 494 فتى في سنوات سابقة من قبل قوات الدفاع الشعبي التابعة لحزب العمال الكردستاني، إذ تم استخدام أولائك الأطفال في القتال وفي حراسة نقاط التفتيش.
وبحلول ديسمبر 2022، كان 936 طفلا (927 فتى و9 فتيات) لا يزالون رهن الاحتجاز بتهم ذات صلة بالأمن القومي.
وتعرض ما مجموعة 55 طفلا للقتل و71 للتشويه على أيدي جناة مجهولين، أو خلال غارات جوية عسكرية تركية استهدفت أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني أو حزب العمال الكردستاني نفسه أو تنظيم داعش.
وتم التحقق في 2022 من حالات عنف جنسي تم ارتكابها ضد خمس فتيات، ارتكبها تنظيم داعش في سنوات سابقة.
كما تم التحقق من سبع حالات تم استخدام المدارس فيها لأغراض عسكرية على أيدي قوات الأمن العراقية والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني خلال العام الماضي، كما ظلت حوالي 35 مدرسة تستخدم لأغراض عسكرية.
ورحبت الأمم المتحدة في الوقت ذاته بتوقيع الحكومة العراقية معها في 30 مارس الماضي، على خطة عمل لإنهاء ومنع تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل قوات الحشد الشعبي.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل حزب العمال الكردستاني وحثته على تسريح جميع الأطفال من قوات الدفاع الشعبي التابعة له.
الفلسطينيون
قالت الأمم المتحدة إنها تحققت من وقوع 3133 انتهاكا جسيما على 1139 طفلا فلسطينيا، وثمانية أطفال إسرائيليين، في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وإسرائيل.
وقالت الأمم المتحدة إنها تحققت من تجنيد واستخدام أربعة أطفال فلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية التي استخدمتهم كدروع بشرية، كما استخدمت ألوية الناصر صلاح الدين، ثلاثة أطفال كمقاتلين في الضفة الغربية.
وأضاف التقرير أنه تم احتجاز 852 طفلا فلسطينيا بدعوى ارتكاب جرائم أمنية. وتلقت الأمم المتحدة شهادات من 82 طفلا أبلغوا عن سوء المعاملة على أيدي القوات الإسرائيلية أثناء احتجازهم.
وقتل ما مجموعة 55 طفلا فلسطينيا، وطفل إسرائيلي واحد، خلال عام 2022.
ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى وضع حد لأي انتهاكات أخرى بحق الأطفال ومنع ارتكابها، واعتماد خرائط طريق لتنفيذ التزامات واضحة ومحددة زمنيا، كما حثت إسرائيل على الحرص على المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال، وعلى التحقيق في كل حالة تستخدم فيها الذخيرة الحية.
لبنان
تحققت الأمم المتحدة من وقوع 67 انتهاكا جسيما بحق 66 طفلا، كما تم تجنيد واستخدام 48 طفلا تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما بأيدي جماعات مسلحة مجهولة الهوية، بينهم طفل على يد جماعة حزب الله، وطفل من جماعة جند أنصار الله، وطفل على يد فتح الإسلام.
وقتل ستة أطفال في لبنان، كما تعرض 12 للتشويه، بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب، وعلى أيدي جناة مجهولي الهوية في الاشتباكات المسلحة.
وتعرض طفلان للاعتقال ولوحقا قضائيا في إطار الولاية القضائية العسكرية بتهم تتعلق بالأمن القومي.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء احتجاز الأطفال أو تجنيدهم، كما أعربت عن انزعاجها من استمرار الاشتباكات المسلحة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتأثيرها السلبي على سبيل حصول الأطفال على التعليم والخدمات الصحية.
ليبيا
تحققت الأمم المتحدة من وقوع 102 انتهاكا جسيما بحق 63 طفلا خلال عام 2022.
وقالت إنه تم استخدام 24 طفلا كعمال نظافة من قبل كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش الوطني الليبي في سبها.
وتلقت الأمم المتحدة تقارير عن احتجاز حوالي 46 طفلا مع أمهاتهم، وهم ينتمون لعدة جنسيات، بدعوى ارتباط الأمهات بتنظيم داعش من قبل الشرطة القضائية في سجن الجديدة، والجيش الوطني الليبي والقوات التابعة له في سجن الكويفية.
وأضافت أنها تحققت من مقتل 13 طفلا وتشويه 12 آخرين، على أيدي جناة مجهولي الهوية، وفي حوادث تباطل إطلاق النار أو بمتفجرات من مخلفات الحرب.
ووثقت الأمم المتحدة من ارتكاب عنف جنسي بحق خمس فتيات، منهن 3 مرتبطة بجماعات مسلحة لها علاقة بوزارة الداخلية.
كما أشار التقرير إلى وقوع أربع هجمات على المدارس وخمس على المستشفيات، في عام 2022.
وأعربت الأمم المتحدة عن شعورها بـ”الجزع” إزاء ما تنقله التقارير عن انتهاكات يتعرض لها الأطفال الاجئون والمهاجرون، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي.
الصومال
تحققت الأمم المتحدة من وقوع 1783 انتهاكا جسيما على 2282 طفلا في عام 2022.
وقالت إنه تم تجنيد واستخدام 1094 طفلا منهم من لا يتجاوز الثامنة من العمر، كان أغلبهم على يد حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، بالإضافة إلى القوات الإقليمية.
وتعرض 176 طفلا للاحتجاز، بدعوى الارتباط بجماعات مسلحة، أفرج عن 104 منهم وقتل طفل واحد.
السودان
تحققت الأمم المتحدة من وقوع 306 انتهاكا جسيما على 253 طفلا في عام 2022.
وقالت إنه تم تجنيد 68 طفلا تتراوح أعمارهم بين تسع إلى 17 عاما من قبل مجموعات مسلحة مختلفة، منهم اثنين من قبل الجيش السوداني نفسه.
وخلال عام 2022، قتل 74 طفلا في السودان، وتم تشويه 67 آخرين، منهم واحد على يد الجيش، وواحد على يد قوات الدعم السريع، كما ارتكب العنف الجنسي بحق 35 فتاة تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عاما، منهن خمسة على يد قوات الدعم السريع.
سوريا
قالت الأمم المتحدة إنها تحققت من وقوع 2438 انتهاكا جسيما على 2407 طفلا في سوريا خلال عام 2022.
وأضافت أنه تم تجنيد واستخدام 1696 طفلا من قبل مجموعات سورية مسلحة مختلفة، وكان معظم ذلك من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
وخلال عام 2022، تم اعتقال طفل من قبل قوات النظام السوري، وواحد من قبل حماية الشعب الكردية، بدعوى ارتباطهما بجماعات مسلحة.
وأشار التقرير إلى أنه في نهاية العام الماضي، أفيد بأن أكثر من 600 طفل، من ضمنهم أطفال أجانب، كانوا لا يزالون محتجزين بدعوى ارتباطهم بالجماعات المسلحة، ولا سيما تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، في حين ظل أكثر من 55 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال في مخيمي الهول والروج في شمال شرق سوريا.
وقالت الأمم المتحدة إن 711 طفلا تعرضوا للقتل والتشويه في سوريا خلال عام 2022.
اليمن
قالت الأمم المتحدة إنها تحققت من وقوع 1596 انتهاكا جسيما على 637 طفلا في اليمن خلال عام 2022.
كما تم التحقق من تجنيد واستخدام 105 طفلا لم يتجاوز بعضهم سن العاشرة، كان معظمهم (77 طفلا) على يد الحوثيين.
وتحققت الأمم المتحدة من استخدام 67 مدرسة وست مستشفيات لأغراض عسكرية، نسب 66 منها للحوثيين، وستة للقوات المسلحة اليمنية، وواحدة لقوات النخبة الشبوانية.