ودّعت “القوات اللبنانية” والأشرفية رئيس مركز “القوات اللبنانية” في كرم الزيتون الشهيد رولان المر حيث نقل جثمانه ظهراً في موكب مهيب من مستشفى القديس جورجيوس “الروم” إلى امام المركز في كرم الزيتون فكان الوداع الأخير مع الرفيقات والرفاق وأعضاء المركز الذي كان يرأسه. المحطة التالية كانت في ساحة ساسين حيث كان في إنتظاره النواب غسان حاصباني، جهاد بقرادوني، فادي كرم ونزيه متى والأمين العام لـ”القوات” إميل مكرزل ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات” الوزير السابق ريشار كيومجيان وحشد من مسؤولي وجمهور “القوات”. بعدها رُفع النعش على الراحات وإنطلق المشاركون يتقدمهم “كشافة الحرية” على وقع إطلاق الألعاب النارية وعزف “موسيقى غوسطا” في مسيرة راجلة الى كنيسة “سيدة الانتقال” للروم الملكيين الكاثوليك-اتشيناك – الأشرفية.
ترأس مراسم الدفن المتروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بخعوني الذي اشاد في عظته بمزايا الراحل وفي طليعتها محبته لوطنه وللناس ومساعيه الدائمة للتوفيق بين من هم على خلاف. كما شارك في الصلاة ممثل رئيس أساقفة بيروت للمواررنة الاب غبريال تابت وكاهن الرعية الارشيمندريت نيكولا عبودي ولفيف من الكهنة. حضر الدفن الى جانب حاصباني وبقرادوني النواب: نديم الجميل، بيار بو عاصي، فادي كرم، ملحم رياشي، أغوب تريزيان، رازي الحاج، الياس إسطفان، النواب السابقون: عماد واكيم، وهبي قاطيشا وإدي ابي اللمع، الوزيران السابقان مي شدياق وريشار قيومجيان، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، الهيئة التنفيذية في “القوات”، الامين العام، الامناء المساعدون، رؤساء الأجهزة والمصالح، منسقو المناطق في “القوات” وحشد من فاعليات ومخاتير وأهالي الاشرفية وحشود من القواتيين.
مع انتهاء مراسم الجنازة، كانت هناك كلمتان الاولى لشقيقة الراحل والثانية لابنته فيوليت المر. بعدها القى حاصباني كلمة بإسم رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع جاء فيها: “نودّع اليوم رفيقنا رولان الذي غادرنا بالجسد، لكن ذكراه معنا ستبقى للأبد. سنفتقد بسمته الدائمة، ونشاطه الذي لا يتوقف. تركنا باكراَ وهو يخدم أهله ومنطقته وكان دائماً المصلح والغيور على الوفاق بين الناس، وللمفارقة غُدر به وهو يحل مشاكل الناس”.
تابع: “رولان الأب الحنون، الأخ المحب الصديق الوفي، المواطن المثابر والرفيق المناضل. رحل تاركاً رفاقه وعائلته المُحبة زوجته وأولاده واخوته ومحبيه ورفاقه، وبالرغم من ان لا شيء يعوّض فقدان رولان بهذه الطريقة لكن لا بد للعدالة أن تتحقق ويحاسب الفاعل وتنزل بحقه أشد العقوبات التي يتيحها القانون، لأن العبث بحياة الناس وأمنهم وطمأنينتهم لا مكان له في الأشرفية أو في أي مكان في لبنان”.
حاصباني شدّد أنه كان لدى رولان و”القوات اللبنانية” وكل الرفاق هدف سامٍ يعملون له وهو حماية منطقة الاشرفية ومدينة بيروت وكل لبنان من الدمار والقتل والانهيار، وتحقيق الاستقرار تحت سلطة القانون، مضيفاً: “لم نكن يوما نتوقع ان يحصل ما حصل بين أهل الحي الواحد. مهما كان السبب، فلا مبرّر لهذه الأفعال والتصرفات، ولا بدّ لوضع حد نهائي لها كي لا تعود وتطال مواطنا آخر أو تهدد سلم المدينة”.
كما أكّد أن “حكمة الرفاق والأهل في الأشرفية وقوة الدولة والقانون ووضع حد لظاهرة التجمعات المسلحة، هم الضمانة الوحيدة لعدم تكرار المآسي وتخويف الناس”.
كذلك، ناشد حاصباني الدولة أن تقوم بواجبها كما هو متوقع منها وأن توقف الأجهزة الأمنية المرتكبين أو تسعى لتسليمهم، مضيفاً: “من لديه معلومات أو يساعد في تهريبهم، فليرح ضميره ويسلمهم. بتوقيف المجرمين تثبت الدولة عن قدرتها أن تمسك بزمام الأمور، وتعزّز الثقة بها، ويشفى غليل العائلة الصغيرة والكبيرة لرولان بتحقيق العدالة واحقاق الحق. ولن نتوقف جماعة وفرادى، عن المتابعة بكل الطرق المتاحة حتى إحقاق الحق وتحقيق العدالة وتأمين سلامة أهل المنطقة”
تابع حاصباني: “لمن يؤمن فعلا بالرب، ويصلي في العلن، ويردّد المزامير والأناشيد، ثم يفعل ما فعله قاين بهابيل، حين قال لأخيه: ”تَعَالَ نَخْرُجُ لِلْخَلَاءِ.“ وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ، هَجَمَ قَايِنُ عَلَى أَخِيهِ وَقَتَلَهُ”. لهذا نقول، تذكر المزمور ٣٧ لداود النبي الذي قال: “يَسْتَلُّ الأشْرَارُ سُيُوفَهُمْ وَيَمُدُّونَ أقوَاسَهُمْ لِقَتلِ المَسَاكِينِ وَذَبْحِ الصَّالِحِينَ المُسْتَقِيمِين، لَكِنَّ سُيُوفَهُمْ سَتَخْتَرِقُ قُلُوبَهُمْ، وَأقوَاسَهُمْ سَتَنْكَسِرُ. القَلِيلُ الَّذِي يَمْلِكُهُ البَارُّ خَيْرٌ مِنَ الثَّروَةِ العَظِيمَةِ الَّتِي يُكَدِّسُهَا الأشْرَارُ. لِأنَّ قُوَّةَ الأشْرَارِ سَتُكْسَرُ”. فإن كنتم من المؤمنين، لا تكونوا من الأشرار. إفعلوا الصواب الآن قبل فوات الأوان، وتعاونوا مع الدولة لتحقيق العدالة واحقاق الحق وتأمين الاستقرار”.
ختم حاصباني: “أنت يا رولان، إعرف أنك معنا باقٍ بطلا وفارسا خدم أهله، باقٍ بأفعالك، بأولادك وبمحبيك، وبرفاقك. أستودعك الله باسم كل الرفاق بكلام الشاعر عن الأبطال:
يا فارساً عرشَ العُلا تتربَّعُ صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ
أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً وَهَببْتَ طوعاً عنْ دِيارك تَدْفعُ
يا فارساً بَذَلَ الحياةَ رخيصَةً بُورِكْتَ شِبلاً لِلْمَعَاليَ تَنْزعُ
دَمُكَ المنارةُ تَهتدي بِشعَاعِها سُفُنُ الفِداءِ المارداتُ الشُّرَعُ
َتَوسَّدِ الجَوزاءَ في عِزٍّ وكُنْ كالشَّمسِ شامِخةً تهِلُّ وتسطَعُ
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، عشتم، عاشت القوات اللبنانية ليحيا لبنان”.