فقد تردّد في الآونة الأخيرة خبر يدّعي أن “أطناناً من الأرُز المستورَد بيعت في السوق اللبنانية أواخر العام الفائت، كانت عيّنة منها خضعت للفحوصات المخبريّة المطلوبة، وجاءت النتيجة غير مُطابقة للمواصفات المعمول بها في لبنان، لاحتوائها على ترسّبات مبيدات زراعية أعلى من الحدّ الأقصى المسموح به”.
هذه المعلومات حملتها “المركزية” إلى نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي ليؤكد أنه لا يزال يستقصي المعلومات حول هذا الموضوع “لتبيان مدى صحّته كي يُبنى على الشيء مقتضاه”.
لكنه يقرّ في السياق، بـ”الجدل الكبير الذي أثير حول مواصفة مادة “الأرُز” منذ العام 2018، ويعتبر أن المستويات المطلوبة لمواصفة ترسّبات المبيدات الزراعية هي “تعجيزية”، فيما هناك بلدان كاليابان والولايات المتحدة الأميركية تقبل بمستويات أعلى بكثير من تلك المحدّدة في لبنان، وتصل إلى 0.03mg/kg و0.09mg/kg! وبالتالي إن نسبة الترسّبات المحددة في لبنان 0.01mg/kg هي نسبة تعجيزية، في حين تشترط دول الاتحاد الأوروبي هذا المعدّل من أجل حماية منتجاتها ومحاصيلها الزراعية. لكن لا يمكن اعتبار المواد مُسَرطنة في حال تخطّت نسبة الـ0.01mg/kg.
في ضوء ذلك، يشير بحصلي إلى “وجود الكثير من التهويل في مواصفة ترسّبات المبيدات الزراعية، وهو في غير محله على الإطلاق، بغضّ النظر عن الحادثة المذكورة آنفاً والتي لا تزال محط بحث وتَحَقُق.. لكن مستوى الترسّبات الذي تحدّده الدولة اللبنانية 0.01mg/kg هو مستوى متدنٍ جداً”.
ويطمئن اللبنانيين إلى أنه “في حال تخطّت ترسّبات المبيدات الزراعية نسبة الـ0.01mg/kg، يبقى المعدل طبيعياً ولن تكون مُسَرطنة إطلاقاً…. لذلك لا داعي للخوف في هذا الشأن. فالكلام عن أن اللبنانيين يأكلون مواد غذائية وحبوباً مستورَدة “مُسرطنة” هو كلام مُبالَغ فيه، بغض النظر عن ملف “الأرُز المُسَرطن” المثار إعلامياً والذي ندرسه حالياً ونتحقق منه وبالتالي لا يمكن التعليق عليه قبل التأكد من كامل تفاصيله ومدى صحّته”.