اغتيال دفعها.. هذا هو السبب المعلن لاجتياح إسرائيل لبنان بالثمانينات

وكرد على ذلك، لم تتردد إسرائيل، قبل الاجتياح، في قصف مناطق عدة من الجنوب اللبناني متسببة في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وعلى إثر محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي بلندن شلومو أرغوف يوم 3 حزيران/يونيو 1982، اتخذت إسرائيل قرارا بالتدخل عسكريا بالجنوب اللبناني ضد منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تكن بدورها مسؤولة عن محاولة الاغتيال.

الحياة الدبلوماسية لأرغوف

على مدار سنوات، خدم شلومو أرغوف بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غريون، ومع التحاقه بوزارة الخارجية الإسرائيلية، عمل أرغوف كدبلوماسي بسفارة بلاده بنيجيريا قبل أن يعين سنة 1960 سفيرا.

وبالفترة التالية، انتقل أرغوف للعمل بسفارة إسرائيل بغانا. وبحلول سنة 1965، عيّن الأخير بقنصلية بلاده بنيويورك قبل أن ينتقل سنة 1968 للعمل بالسفارة الإسرائيلية بواشنطن. وما بين سنتي 1971 و1974، حصل أرغوف على منصب سفير إسرائيل بالمكسيك قبل أن ينقل فيما بعد بحلول سنة 1977 ليشغل خطة سفير بلاده بهولندا.

بحلول أيلول/سبتمبر 1979، اتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن لتعيين شلومو أرغوف سفيرا لإسرائيل بلندن. وببريطانيا، دافع أرغوف عن إسرائيل بالمحافل الدولية كما التقى بالعديد من كبار الشخصيات اليهودية ببريطانيا. وبسبب ذلك، كسب الأخير شعبية كبيرة لدى اليهود البريطانيين.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

محاولة اغتيال فاشلة

عقب حضوره لعشاء بنزل دورشستر (Dorchester) بلندن يوم 3 حزيران/يونيو 1982، استعد أرغوف لامتطاء سيارته. وبتلك اللحظة، اقترب ثلاثة أشخاص، وهم حسين غسان سعيد ومروان البنا ونواف الروسان، من أرغوف وأطلقوا النار صوبه. وحسب تقارير الشرطة البريطانية، أقدم حسين غسان سعيد على استهداف أرغوف بمسدس بي أم 63 راك (PM-63 RAK) عيار 9 ملم. وأثناء إطلاق النار، استقرت رصاصة برأس شلومو أرغوف الذي سرعان ما فقد وعيه.

خلال عملية إطلاق النار نجا أرغوف من الموت حيث نقل الأخير على جناح السرعة نحو المستشفى الوطني لطب وجراحة الأعصاب بلندن. وهنالك وضع أرغوف بوحدة عناية خاصة حيث خضع لعملية جراحية عاجلة على مستوى الدماغ ظلّ على إثرها ثلاثة أشهر في غيبوبة.

بالفترة التالية، اعتقلت الشرطة البريطانية منفذي محاولة الاغتيال الذين انتموا لمنظمة أبو نضال المنشقة عن حركة التحرير الفلسطينية. وحسب التقارير الإسرائيلية، نظمت محاولة الاغتيال من طرف المخابرات العراقية، أثناء فترة حكم صدام حسين، التي تحدثت عن إمكانية تدخل الجيش الإسرائيلي بلبنان وإضعاف حزب البعث السوري الذي عاش على وقف عداوة مع حزب البعث العراقي منذ صعود صدام حسين وإطاحته بأحمد حسن البكر أواخر السبعينات.

لاحقا، نال منفذو محاولة الاغتيال أحكاما بالسجن تراوحت بين 30 و35 سنة. وفي الأثناء، اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان يوم 6 حزيران/يونيو 1982 وتمكنت بعد حصار وقصف عنيف من إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت.

يوم 23 شباط/فبراير 2003، توفي شلومو أرغوف عن عمر ناهز 73 سنة. وبحسب التقارير الإسرائيلية، جاءت وفاة الأخير بسبب مضاعفات الإصابة التي تعرض لها بمحاولة الاغتيال عام 1982.