وينذر التهويل الإسرائيلي الأخير على لسان قادة سلاح الجو بتوسيع وتكثيف قوة الغارات بتعطيل الحركة السياحية وعدم تشجيع المغتربين اللبنانيين على قضاء فصل الصيف في موطنهم، تزامناً مع استمرار الأزمة الرئاسية وتداعيات أزمة النازحين السوريين والاهتزازات الأمنية المتنقلة اعتراضاً على الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية مروراً بإطلاق النار قرب بيت الكتائب وصولاً إلى كشف النقاب عن تهريب مسدسات وبنادق تركية إلى لبنان عبر مرفأ طرابلس.
واليوم الأربعاء، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة ميس الجبل، وغارة على منطقة البطيشية الواقعة ما بين بلدتي علما الشعب والضهيرة. وسجلت غارة من مسيرة استهدفت بصاروخين عيتا الشعب، قبل ان تستهدف البلدة مرة ثانية. وزعم جيش الاحتلال أنه نفّذ غارات على مبان عسكرية لحزب الله في عيتا الشعب ومواقع استطلاع في علما الشعب.
وقصفت المدفعية المعادية بلدة مركبا ما تسبب بحريق كبير، عملت فرق الدفاع المدني جاهدة بإخماده. كما تعرضت بلدة حولا لقصف مماثل وكذلك أطراف طيرحرفا وعلما الشعب.
شهيدان لحزب الله
وكان شهيدان لحزب الله سقطا بغارة من مسيّرة إسرائيلية استهدفت بلدة العديسة. وأصدر حزب الله بيانين نعى فيهما المجاهد محمد علي بو طعام “نور الزهراء” مواليد عام 2000 من بلدة الطيبة وعلي حسن سلطان “ساجد” مواليد عام 1991 من بلدة الصوانة في جنوب لبنان.
في المقابل، استهدف الحزب الأربعاء ثكنة “راميم” بصواريخ بركان وأصابها إصابة مباشرة، وذكر الإعلام الإسرائيلي أن حريقاً اندلع داخل مبنى في “أفيفيم” بعد إصابته بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، ولفت حزب الله في بيان إلى “أن استهداف المبنى جاء رداً على لاعتداء على عمال شركة الكهرباء في بلدة مارون الراس”، كذلك قصف الحزب موقع “الصدح” بالمدفعية.
إلى طهران
توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إيران لتقديم واجب العزاء بوفاة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، على رأس وفد ضم وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان، والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان، ورئيس مصلحة الإعلام في مجلس النواب علي دياب.
نوّهت مواقف القيادات الشيعية بالدور الإيراني في “إرسال الدعم والتسليح وكل ما يلزم من أجل أن يدافع الفلسطينيون عن وجودهم في ظل عدوانية جامحة يمارسها الصهاينة”.
وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “إذا تمكن العدو من تحقيق أهدافه في غزة من يضمن أن لبنان يبقى سالماً من العدو؟”. وأضاف “من يحتج ويقول ما علاقتكم بغزة، نقول له أنتم لا تعنيكم بالأصل المواجهة مع العدو بل تنتظرون الفرصة لتمدوا أيديكم إلى العدو ويصافحكم”. وتابع “لنا شأن في غزة لأن ما سيؤول الوضع عليه هناك سينعكس على بلدنا أمناً واستقراراً أو خوفاً واندلاعاً للحروب، لذلك نحن معنيون في أن نستبق العدو ونعرب عن جهوزيتنا ونقول له إياك أن تخطىء في حساباتك لأننا جاهزون لها”.
بدوره، توجّه نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى طهران للمشاركة في تشييع رئيسي وعبد اللهيان ورفاقهما.
وأشاد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالجمهورية الإيرانية، وقال في بيان “بيوم تشييع الأخ الأعز سماحة رئيس جمهورية إيران الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي وأخوانه الأبرار، لا شيء أنفع من وصية وطنية أقدّمها للبنانيين مفادها: استثمروا بالأمن سيما الأمن السياسي والثقة الوطنية، وقيمة لبنان وأمنه من قيمة مَن انتشله من أخطر أزماته الوجودية يوم تخلى كل العالم عنه إلا طهران، والقضية قضية بلد ومؤسسات ومشروع سياسي وإنقاذ وطني”. وأضاف “للتاريخ أقول: لطهران بذمة لبنان دَيْن كبير وأقل الوفاء لطهران يبدأ بالخروج من تحت النفوذ الأمريكي الذي كافأ لبنان بالمتعددة الجنسيات كدعم مباشر للاحتلال الإسرائيلي، ولولا الجهود الإيرانية بهذا المجال لكانت أجيال هذا البلد تتكلم العبرية، ومع النفير الأول لاستعادة لبنان كان السيد إبراهيم رئيسي جندياً متفانياً بصف استعادة لبنان لأرضه وسيادته”.