فماذا قصد «حزب الله» من هذا الاستعراض؟ وهل يقول للداخل والخارج إن قيام دولة فعلية في لبنان هو أمر مستحيل؟ وهل يقول لقوى بعينها إن أذرعها المسلحة خارج حدودها باتت أمراً خارجاً عن التفاوض على الطاولات الإقليمية؟ وماذا عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، هل فكر بأسهمه التي قد تهبط في مفاوضات البحث عن 65 صوتاً؟ «حزب الله» استبق الأسئلة التي ستطرح، وأفاد على لسان مسؤوله الإعلامي محمد عفيف، بأن هذا العرض يأتي في سياق توجيه رسالة إلى العدو عن جاهزية المقاومة لردع العدوان والدفاع عن لبنان.
وبالعودة إلى الاستعرض، فقد جرى الكشف عن بعض الصواريخ وتسيير الدبابات، ونفذ ملثمون مسلحون تدريبات عسكرية حية كأنها تحاكي هجوماً برياً، حيث حملوا الصواريخ على أكتافهم.
واللافت أن الحزب لم يحصر الدعوة لحضور هذه المناورة بالإعلاميين المقربين منه بل وسّع تلك الدعوات لتطال مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية على اختلاف ألوانها وانتماءاتها السياسية.
من جانبها، التزمت الدولة اللبنانية الصمت كعادتها حتى كتابة هذه السطور، فيما انقسم الشارع اللبناني واشتبك كل فريق مع خصمه على مواقع التواصل الاجتماعي، أما السياسيون فغرد المعارضون منهم للسلاح، وكتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على حسابه في «تويتر» قائلا: إنها رسالة تحد للبنانيين أولاً، والعرب ثانياً، وصورة للوطن الذي ينتظرنا إذا ما كرّست هيمنته على البلد.
وأضاف: للمجتمع العربي والدولي نتساءل: هل تقبلون ازدواجية سلاح ومناورات عسكرية وخطف قرار الدولة في بلادكم؟ لن نخضع لسطوة السلاح، ولا لتوظيف أرضنا وشبابنا في خدمة الخارج.