وفي تداعيات الجبهة، هدد رئيس المجلس الاقليمي في الجليل موشيه دافيدوفيتش بالانفصال عن إسرائيل على خلفية التوترات المتصاعدة في الشمال، بعد الهجمات والمواجهات مع حزب الله، وقال المسؤول الإسرائيلي على شاشة القناة الـ13: “سننفصل عن الدولة”، معرباً عن “شعوره بالإحباط من عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية على حماية مواطنيها في الشمال”. وختم: “نحن لا نريد أن نكون جزءاً من دولة لا تهتم بأمن مواطنيها.. إذا لم تتمكن الحكومة من حمايتنا، فسنحمي أنفسنا”.
اما رئيس مجلس إقليم “ميتا أشير” فقال: “نشعر أننا نُترك لنواجه مصيرنا بأنفسنا”، مؤكداً أن “الحكومة لا تفعل ما يكفي لحمايتنا، ونحن نفكر بجدية في الانفصال عن الدولة”.
عمليات عسكرية
وفي جديد المواجهات الميدانية، أعلن حزب الله انه “بعد رصدٍ وترقبٍ لقوات العدو الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (00:50) فجر يوم الجمعة بقذائف المدفعية وحققوا إصاباتٍ مؤكدة”. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى واندلاع حريق” وعن اطلاق صفارات الانذار في كريات شمونة. واستهدف الحزب التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع مسكفعام بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابةً مباشرة وتم تدميرها.
ونعى حزب الله في بيان “المجاهد الجريح حسن علي كريم “طارق” مواليد عام 1978 من بلدة دير سريان في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس متأثراً بجروحه”.
وكان القصف الاسرائيلي تواصل على المناطق الجنوبية وخصوصاً على وادي العصافير في الخيام ومنطقة اللبونة في الناقورة وراشيا الفخار وكفرحمام وأطراف حلتا وكفرشوبا. وأغار الطيران الحربي على بلدة كفركلا.
وأغارت مسيّرة على بلدة طيرحرفا قرب محطة MTC للهاتف الخلوي ما أدى إلى سقوط شهيدين بعد استهداف المنطقة بصاروخين أحدهما العنصر من الدفاع المدني في “كشافة الرسالة الإسلامية” غالب حسين الحاج من بلدة شيحين، اما الشهيد الثاني فهو فني من شركة power tec المتعهدة أعمال الصيانة في شركة MTC. وكان فريق العمال المشترك من شركتي “أوجيرو” و”تاتش” حصل على إذن مسبق من “اليونيفيل” للحضور إلى طيرحرفا وإجراء الصيانة لأعمدة الإرسال. وزعم جيش الاحتلال أنه قصف مسلحين تابعين لحزب الله بالقرب من بنى تحتية تابعة للحزب في يارون.
وقرابة منتصف الليل، استهدف الطيران الاسرائيلي منزلاً في بلدة علما الشعب، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة.
تطوير قدرات المقاومة
في المواقف، أشار رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى “أن المقاومة طوّرت قدراتها وتحدت أهداف العدو وأحبطتها وهذا هو النصر الذي سيتحقق إن شاء الله”. وقال “إننا نواجه عدواً يستهدفنا في هويتنا الحضارية قبل أن يستهدفنا في دنيانا وعمراننا وفي مصالحنا وفي وطننا، وهو يريد أن ينزع منا قيمنا ليحتكر العيش الهانئ والكريم في هذه الدنيا وصراعنا معه هو صراع وجود ننتقل به من مرحلة إلى أخرى لأن هذا العدو طالما أنه يحس ويستشعر دعماً دولياً لوحشيته طالما يمارس هذه العدوانية بأبشع صورها”، معتبراً ان “ما يفعله العدو اليوم في غزة سيفعله في كل بلد يستضعفه ويستشعر منه الخذلان والانقسام والضعف والاستعداد للاستسلام”.
وقال “علينا أن نتنبه إلى أن هدف العدو ينبغي أن نحبطه من بداية الطريق وهذا ما سعينا إليه حين تصدينا له تضامنا مع المستضعفين والمستهدفين في غزة”. واضاف: “يتحدثون عن تسوية ولا نرى أن طبيعة هذا العدو تستجيب لتسويات وهو يستشعر القدرة على فعل شيء وإن تباينت بعض الآراء بينه وبين أسياده الأمريكيين فهو تباين مرحلي ولحظوي لمصلحة العدو وعلينا ألا نستكين لمثل هذه المسرحيات والادوار التي نشهدها هنا وهناك، فما يصنع استقرارنا هو قوتنا ومقاومتنا وتماسك صفنا ووحدة أبناء مجتمعنا وفهمنا لأخطار الأهداف التي يسعى إليها عدونا”.
من جهته، شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على “أن الرهان اليوم لوقف العدوان هو على ثبات وصلابة المقاومة في الميدان وتمسكها بشروطها ومطالبها في المفاوضات وليس على الإدارة الأمريكية التي مهما بلغ الخلاف بينها وبين رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تبقى شريكاً أساسيًا للعدو في هذه المعركة، وهي ليست وسيطاً نزيهاً ومحايدًا، وإنما منحازة بالكامل، ومن السهل أن تتراجع عن التزاماتها وضماناتها وتُوجد المبررات لذلك، عندما تقتضي مصلحة إسرائيل التراجع عنها”.
وقال ”لا نستبعد أن تكون عملية رفح التي يتظاهر الأمريكي بأنه يعارضها تتم بالتنسيق معه لخلط الأوراق من جديد بعد موافقة حماس على الاتفاق والضغط على المقاومة كي تتنازل عن بعض شروطها ومطالبها التي لا تُرضي العدو الإسرائيلي”. ورأى أن “ما يحصل بالرغم من الجراح والمعاناة وحجم الدمار والتضحيات الجسيمة هو انتصار للمقاومة وانتصار لمحور المقاومة الذي لم يترك غزة لوحدها، وبادر منذ الأيام الأولى للحرب إلى مساندتها على امتداد الجبهات، ومهما حاول العدو تجاهل حقائق الميدان والمكابرة والاستعلاء فلن يستطيع أن يُخفي فشله وهزيمته أو يخفّف من وهج انتصارات المقاومة”.
مَن استشار الحزب؟
في المقابل، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “قرار الحرب والسلم الذي يجب ان يؤخذ في الحكومة اللبنانية وبأكثرية الثلثين هو مختطف مثل كل الدولة اللبنانية من قبل حزب الله تحت حجج كثيرة كتخفيف الضغط عن غزة فيما على أرض الواقع مُسحت غزة وفُقدت مقومات العيش فيها”. ورأى “أن الحزب ينتهك الشراكة الوطنية”، سائلاً: “من كلّفه جرّ لبنان إلى أتون الحرب؟”.
وقال “كان الحزب يروّج لمعادلة وصفها بالذهبية وهي حكماً غير ذلك، تقوم على ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، فأين استشار الشعب عبر ممثليه أي النواب أو الجيش حين أخذ قراره بفتح جبهة الجنوب؟”. وأضاف “كل ما يقوم به الحزب هو تحسين حظوظ إيران وظروفها في أي مفاوضات مرتقبة لا لبنان الذي يدمّر. أمين عامه حسن نصر الله زجّ لبنان في حرب تموز/يوليو 2006 واليوم يزجّه بحرب طاحنة خدمة لمصالح النظام الايراني. في الأمور الإستراتيجية لا يوجد أي هامش مناورة لدى الحزب والجواب في طهران التي يعمل وفق توجهاتها، اما في الأمور التكتيكية والسياسية فيترك له هامش للعمل”.
المعارضة في واشنطن
وعلى خط المعارضة، استكمل النائب فؤاد مخزومي والوفد المعارض الموسع الموجود في واشنطن، سلسلة اللقاءات التي يقوم بها مع صانعي القرار والمؤثرين في الأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأمريكية، وعرض مع مساعد وزير الخزانة لشؤون آسيا والشرق الأوسط جيسي بيكر الوضع المالي والنقدي والمصرفي خصوصاً وسبل مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وشارك الوفد في حفل عشاء أقيم على شرفه في حضور مسؤولين أمريكيين في الكونغرس ووزارتي الخارجية والخزانة الأمريكية.
وشدد مخزومي على “ضرورة العمل لتطبيق القرار 1701 من قبل الأطراف كافة، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، اضافة إلى تنفيذ الإصلاحات التي تعتبر الطريق الأمثل لمعالجة الأزمات المالية والنقدية والاقتصادية”.
ويضم الوفد النيابي المعارض كلاً من فؤاد مخزومي، غسان حاصباني، راجي السعد، بلال الحشيمي، الياس حنكش، فيصل الصايغ، إيهاب مطر، وأديب عبد المسيح.