بسيارة زرقاء مجهزة بكل ما يلزم لخوض سباقات الدريفتينغ، تسير إيلينا سويد (23 عاما) على طرقات لبنان جاذبة إليها أنظار الكبار والصغار، فليس من المعتاد رؤية فتاة تقود سيارة كهذه في البلاد.
لم تختر إيلينا ممارسة هواية عادية كغيرها من الشابات، بل أحبت وتعلمت الدريفتينغ أو ما يُعرف بـ “التفحيط”، وهو حركات استعراضية يقوم بها المتسابق المحترف بسيارته بشكل منفرد ولا تخلو من تهور وخطورة محتملة.
إيلينا بدأت في الدريفتينغ كنشاط عادي لأنه يرفع من الأدرنالين في الجسم، وفق قولها، لكنها اكتشفت أنها تملك موهبة، لذلك قررت تطويرها وتنميتها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
وقالت للأناضول: “بدأت في ممارسة الدريفتينغ منذ عام ونصف العام، وخضت تجربة بطولة لبنان (..) منذ صغري لدي هوس بكل ما يتعلق بالسيارات والدراجات النارية حتى اكتشفت هذه الموهبة لدي”.
وتابعت: “تعلمت الدريفتينغ داخل أكاديمية متخصصة في لبنان، وكنت أخضع للتدريب من قِبل محترفين يخوضون بطولات عدة، بينها بطولة لبنان، ثم أكملت التعلم لوحدي حتى صرت أعطي دروسا خصوصية في التفحيط”.
ومؤكدة ارتباطها بسباقات السيارات تلك، قالت أكثر من مرة: “لا شيء يخفف من الضغوط النفسية وضغوط الحياة لدي سوى الدريفتينغ”.
معارضة الأهل والمجتمع
الرقص والغناء وهوايات أخرى هي عادةً ما تستهوي الشابات، لذلك أي هواية خارجة عن المألوف قد تلاقي معارضة واستغرابا من المجتمع.
وقالت إيلينا: “أهلي كانوا معارضين للغاية أن أدخل في هذا المجال، خصوصا وأننا في مجتمع لبناني عربي وأنني ابنتهم الوحيدة، فكانوا يخافون عليَّ”.
وأكملت: “بعد أول سباق لي انعكست نظرتهم وبدؤوا يرتاحون، وصعد والدي ووالدتي معي في السيارة وعاشا التجربة ولمسا الفرح الذي أشعره خلال ممارسة هذه الهواية، وبعدها قررا دعمي والوقوف إلى جانبي، فتحمست أكثر”.
لكن التحدي الأكبر بالنسبة لها هو نظرة المجتمع، حيث اعتبرت أن “المجتمع يقف دائما ضد المرأة، لكن أنصح كل من يرغب في ممارسة أي هواية غير مألوفة بعدم التطلع إلى المجتمع والسير بما يرغب به”.
وأوضحت أن أكثر ما يزعجها هو القول بإنها لا تملك أنوثة كونها تمارس هواية تعد للرجال، مشددة على أن “هذه النظرة خاطئة للغاية، فأنا أستطيع التحلي بأنوثة كاملة وفي الوقت نفسه أمارس الدريفتينغ”.
تخطي الصعوبات
ومن دون أي مساعدة، تغير إيلينا إطارات سيارتها التي اشترتها خصّيصا للسباقات وبات بإمكانها التغلب على صعوبات عديدة.
وأفادت بأن “الصعوبات تبدأ عندما نخرج عن طريقة القيادة العادية، كالتعود على سرعة معينة وكيفية إصلاح الأخطاء خلال الدريفتينغ من دون توقف.. مع الوقت استطعت تخطيها، فالتمرين هو الأهم”.
إيلينا تابعت: “من التحديات التي واجهتني أيضا تنظيم السباقات والتحضير لها من دون أن أنسى أي خطوة أو تفصيل، لكن الفريق المرافق لي يساعدني في كل خطوة”، مشددة على أهمية وجود فريق تقني قوي.
طموح أكبر
لا يقف طموح إيلينا عند خوض سباقات داخل لبنان، إذ قالت إنها ستشارك قريبا في بطولات عربية، وتتطلع إلى تمثيل بلدها في بطولات عالمية.
ونصحت من يحب تلك الهواية بممارستها في ساحات مغلقة لكي لا يعرض نفسه والآخرين للخطر.
وشكت من عدم وجود طرقات وحلبات لـ”الدريفتينغ” في لبنان، حيث “نقوم باستئجار أراضٍ خاصة وتركيب شكل المسار الخاص بنفسنا من دون أن نعرض أي شخص للخطر”.
وقللت إيلينا من أهمية الحديث عن خطورة “التفحيط” بقولها إن “أي رياضة خطرة، فعند لعب كرة القدم أو السلة هناك خطورة من أن يقع أي شخص ويكسر عظامه.. إذا كانت الدريفتينغ تُمارس في طرقات مقفلة ومنظمة فالخطورة تنخفض”.
وختمت بأنها لا تأبه بنظرة المجتمع لها كونها تمارس هواية غير مألوفة بين الشابات، مشددة على انها متمسكة بها وتطمح في الوصول إلى مستويات أعلى.