وتحدث الملياردير في مجال التكنولوجيا مراراً وتكراراً عن نيته لتحويل البشرية إلى جنس متعدد الكواكب من خلال شركته الفضائية الخاصة، مع خطط لاستعمار المريخ في غضون العقود القليلة المقبلة.
وتضمنت دراسة “بروكسيما سنتوري بي” Proxima Centauri b التي تقع داخل ما يسمى منطقة “غولديلوكس” Goldilocks للنجوم القزم الأحمر “بروكسيما سنتوري” أو “القنطور الأقرب” Proxima Centauri، محاكاة حاسوبية لتقييم ما إذا كان بإمكانه الحفاظ على المياه السائلة التي قد تعيش فيها الكائنات الحية.
وقال أنتوني ديل جينيو، عالم الكواكب في معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا، عندما نشرت الدراسة لأول مرة في عام 2018 “الرسالة الرئيسة من عمليات المحاكاة التي أجريناها هي أن هناك فرصة جيدة لأن يكون الكوكب صالحاً للسكن”.
وخلصت الدراسة إلى أن كوكباً بحجم الأرض من المحتمل أن يكون أقرب كوكب “صالح للسكن” إلى نظامنا الشمسي، حيث يقع على بعد 4.2 سنة ضوئية من الشمس.
وغرد السيد ماسك، يوم الأحد، قائلاً، “عملياً إنه بجوارنا”، وقام بمشاركة الدراسة على حسابه.
ومنذ عام 2016، كان بروكسيما سنتوري بي موضوع عديد من الدراسات منذ اكتشافه لأول مرة، حيث يحاول علماء الفلك تقييم ما إذا كان قادراً على استدامة الحياة.
على غرار قمر الأرض، فإن الكوكب “مغلق” بسبب قوى الجاذبية، مما يعني أن نفس الجانب من بروكسيما سنتوري بي يواجه دائماً النجم الأم.
وتشير النماذج الحسابية إلى أن المحيطات والغلاف الجوي للكوكب الخارجي يعمل كنقل فعال للحرارة، بحيث لا يتم تجميد جانبه المظلم بشكل دائم.
على رغم المسافة القريبة نسبياً مقارنة بالكواكب الأخرى التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن، فإن السفر 4.2 سنة ضوئية – أو 40 تريليون كيلومتر (25 تريليون ميل) يتطلب تقنية لا تزال في المراحل المفاهيمية للتطوير.
سيستغرق المسبار “فويجار 1” Voyager 1 التابع لناسا، الذي تم إطلاقه في عام 1977، 80 ألف عام للسفر إلى بروكسيما سنتوري، لكن برنامج “ديب-أن” DEEP-IN التابع لوكالة الفضاء الأميركية يهدف إلى جعل الرحلة ممكنة في غضون عمر واحد.
ويزعم العلماء الذين يعملون على برنامج “ديب-أن” أن المركبات الصغيرة التي يدفعها الضوء يمكن أن تسافر بسرعة تصل إلى 161 مليون كيلومتر في الساعة، ويمكن أن تصل إلى النجم المجاور والكوكب الخارجي في غضون 20 عاماً.
وكثيراً ما أعرب ماسك عن مخاوفه في شأن بقاء البشرية على المدى الطويل، مدعياً أن إنشاء مستعمرات مكتفية ذاتياً على كواكب أخرى أمر حيوي لضمان استمرار جنسنا البشري.
هذا وكانت شركة سبيس إكس حتى الآن في طليعة هذه المساعي، حيث طورت صاروخها “ستارشيب” Starship القابل لإعادة الاستخدام بهدف نقل الأشخاص والبضائع عبر النظام الشمسي.