تجد إيران وحلفاؤها أنفسهم أمام صعوبة ضرب أهداف حيوية مدنية أو عسكرية في إسرائيل، ولذلك سيسعون إلى استهداف وقتل مسؤولين إسرائيليين ردا على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والقيادي العسكري لحزب الله فؤاد شكر وقادة آخرين من مستويات مختلفة من إيران وحماس وحزب الله.
وليس مهما أن يكون المسؤول الإسرائيلي المستهدف بمستوى هنية وشكر أو محمد الضيف الذي تقول إسرائيل إنها صفته أو الجنرال محمد رضا زاهدي الذي قتلته في الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.
ويمكن أن يكون قائدا بدرجة دنيا في الجيش الإسرائيلي ثم القول إنه قائد سرية أو منفذ هجمات على مستشفى في القطاع، وإن مقتله انتقام. المهم رفع الحرج لدى “جمهور المقاومة”.
وإذا تمت تصفية أي قيادي إسرائيلي من أي مستوى سياسي أو عسكري أو أمني فستكون إيران وحلفاؤها قد حققوا أولا نصرا معنويا وثانيا يكون الرد من عين الفعل وثالثا يضعون إسرائيل أمام ضغط عدم المبالغة في الرد من باب توراتي، أي العين بالعين والسن بالسن.
ويعرف هذا التحالف أن أي قصف مؤذ لأهداف إستراتيجية في إسرائيل سيستجلب ردا أعنف، ما يجعل العمليات الموجهة هي الأفضل والأكثر واقعية في التنفيذ. وسيكون حزب الله هو المكلف بهذه المهمة بحكم القرب وتتالي الاشتباكات مع إسرائيل. ويمكن أن تمكنه إيران من أسلحة تكون أكثر فاعلية لو أطلقت من مديات أقرب لقصر الزمن المتاح للتصدي لها.
وقالت صحيفة “كيهان” اليومية المحافظة السبت إن من المتوقع أن تضرب إيران وحلفاؤها تل أبيب وحيفا ويستهدفوا مسؤولين إسرائيليين.
وكتبت الصحيفة أن “مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الإستراتيجية وخاصة مقار إقامة بعض المسؤولين المتورطين في الجرائم الأخيرة هي من بين أهداف الرد”.
وتابعت أنه “بالإضافة إلى إلحاق أضرار (بالمواقع الإستراتيجية)، يفترض أيضا أن تتسبب العمليات الخاصة في خسائر بشرية مؤلمة”.
وتوقعت إيران السبت أن يضرب حزب الله اللبناني “عمق” إسرائيل و”ألا يكتفي بأهداف عسكرية” ردا على الاغتيالات المتتالية التي طالت قادته العسكريين وآخرهم فؤاد شكر.
وقُتل فؤاد شكر الذي كان مسؤولا عن إدارة عمليات الحزب المدعوم من إيران في جنوب لبنان، في غارة استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الخميس إسرائيل بـ”ردّ آت حتما”.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إنه بعد اغتيال شكر “نتوقع أن يختار حزب الله المزيد من الأهداف” وأن يضرب “عمق” إسرائيل، بحسب ما أوردته وكالة إرنا الرسمية.
وقالت البعثة إن “حزب الله والكيان (الإسرائيلي) كانا يلزمان خطوطا تجاوزها الهجوم” مساء الثلاثاء. وتابعت أن الحزب “لن يقتصر في رده على الأهداف العسكرية”.
من جهته أعلن مذيع في التلفزيون الرسمي مساء الجمعة أن “أحداثا كبرى وفي غاية الأهمية” ستحدث “في الساعات المقبلة” في إسرائيل.
وبحسب مصدر في حزب الله، فإن إيران وحلفاءها يبحثون احتمالين للردّ على إسرائيل؛ ما بين “الردّ بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كلّ طرف بمفرده إنما بشكل منسّق”.
وأعلن حزب الله اللبناني في بيان عصر السبت أن عناصره استهدفوا موقع رويسات العلم الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية بالأسلحة الصاروخية، واستهدفت المدفعية الإسرائيلية عددا من المناطق في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله في بيان آخر أن عناصره استهدفوا مباني في مستعمرة شلومي الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية، ردا على اعتداءات إسرائيل التي استهدفت بلدة طيرحرفا الجنوبية. وقبل ذلك قال إن مقاتليه استهدفوا مباني يستخدمها جنود إسرائيليون في مستعمرة “أفيفيم” بالأسلحة الصاروخية.
ونعى الحزب أحد عناصره هو علي نزيه عبد علي من بلدة عيتيت في جنوب لبنان، ليرتفع عدد الذين سقطوا “على طريق القدس” إلى 418 قتيلا .
وأغارت طائرة مسيرة إسرائيلية عصر السبت على وسط بلدة دير سريان في جنوب لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدتي علما الشعب والناقورة وجبلي اللبونة والعلام في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر السبت جدار الصوت على دفعتين في أجواء منطقتي الشوف وعاليه في جبل لبنان. كما خرق جدار الصوت في أجواء مدينة صيدا في جنوب لبنان. وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي أيضا جدار الصوت بعد ظهر السبت على دفعتين فوق قرى راشيا والبقاعين الغربي والأوسط، شرق لبنان.