قررت الحكومة الإسرائيلية تأجيل العملية البرية المرتقبة ضد غزة، وشنّت أعنف غارات جوية على القطاع منذ بدء الحرب، في حين طفت خلافات إسرائيلية داخلية وضغوط أميركية حول شكل وموعد الاجتياح البري وملف إطلاق سراح عشرات الرهائن والأسرى لدى «حماس»، التي ناشدت حكومتها المجتمع الدولي فتح ممر إنساني لإغاثة المنطقة الفلسطينية المحاصرة.
أكد مصدر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أن المرشد تلقى تقريراً من قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري اللواء إسماعيل قآني، الذي يدير غرفة عمليات المحور الإيراني في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، حول الأوضاع الميدانية في المواجهة ضد تل أبيب والجبهات في العراق وسورية ولبنان واليمن، والاستعدادات لاحتمال وقوع حرب واسعة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وكشف المصدر أن قآني أكد لخامنئي، أن حلفاء إيران يمارسون ضبط النفس، لمواجهة محاولات إسرائيل توسيع الجبهة وحرف الأنظار عن الضربة التي تلقتها من «حماس»، مشيراً إلى أن تل أبيب تأمل جر واشنطن إلى الحرب في حال تدخل «حزب الله» اللبناني فيها وفتح الجبهة اللبنانية بشكل كامل.
وذكر أن قآني شدد على ضرورة عدم الوقوع في «الفخ الإسرائيلي»، وما دامت تل أبيب تعد كل قوتها ضد «حزب الله» فيجب السعي إلى فتح جبهات غير متوقعة، بدلاً من الذهاب إلى ما تريده إسرائيل.
وكشف أن قآني حصل على ضوء أخضر من خامنئي، وميزانية مفتوحة من مكتب المرشد لفعل كل ما يلزم لتحريك الجبهة في الضفة الغربية، مضيفاً أن المرشد حمّل قآني رسالة للرئيس السوري بشار الأسد حول ضرورة فتح جبهة الجولان، إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك، وأن القوات الموالية لإيران في سورية والعراق جاهزة لتولي تلك الجبهة دون تدخل الجيش السوري.
وقال المصدر إن إيران رفضت طلباً ثانياً من الولايات المتحدة لتشكيل لجنة أمنية مشتركة تنسق حول تفادي التصادم في المنطقة، مضيفاً أن واشنطن أبلغت طهران أنها تفادت الرد على الهجمات التي تلقتها من وكلاء إيران في العراق وسورية في الأيام الأخيرة، إلا أن على طهران ألا تعتبر أن هذا الأمر سيستمر.
جاء ذلك، في حين تعرضت قاعدتا التنف والركبان الأميركيتان في سورية على مثلث الحدود السورية ــ العراقية ــ الأردنية لهجمات بالمسيّرات أمس، تبنّى تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق» المسؤولية عنها، بالتزامن مع تبريد ملحوظ للجبهة في لبنان رغم مقتل أكثر من 16 مقاتلاً لـ «حزب الله» في الساعات القليلة الماضية لترتفع بذلك حصيلة قتلى الحزب إلى نحو 40 قتيلاً.
في موازاة ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية عن تأجيل جديد للاجتياح البري لقطاع غزة، بسبب ضغوط أميركية للإفراج عن المزيد من الرهائن مع تحقيق قطر تقدماً ملحوظاً في الإفراج عن نحو 50 أجنبياً تحتجزهم «حماس» والفصائل الفلسطينية.
وتزامن ذلك مع الكشف عن خلافات واسعة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يؤآف غالانت، وتلويح 3 وزراء بالاستقالة، بالإضافة إلى تذمر الجيش من التردد على المستوى السياسي وتحذيره من عدم القدرة على المحافظة على حالة التأهب القصوى من دون تحرك، في حين يواصل الاقتصاد الإسرائيلي تكبد خسائر فادحة. وبينما دخلت قافلة مساعدات ثالثة من مصر إلى غزة تعرض القطاع لأعنف غارات أسفرت عن مقتل أكثر من 400 فلسطيني مدني.
بالتزامن مع شنّ المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات وصفت بالأعنف على قطاع غزة منذ بدء الحرب، التي اندلعت عقب هجوم «حماس» المباغت في السابع من أكتوبر الجاري، كشفت إذاعة جيش الاحتلال، أمس، عن موافقة الدولة العبرية على طلب أميركي بتأجيل التوغل البري في القطاع المحاصر، في حين برزت خلافات إسرائيلية على المستوى السياسي والعسكري، بينما تضغط واشنطن لكسب الوقت من أجل إفساح المجال أمام إطلاق أكبر عدد ممكن من الرهائن الأجانب المحتجزين بغزة.
وقالت الإذاعة، إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجّلت الاجتياح البري بعدما أبلغتها الولايات المتحدة، أنها تعتزم إرسال قوات أميركية إضافية إلى الشرق الأوسط، بسبب الخوف من تزايد الهجمات الإيرانية على قواتها في المنطقة واحتمال توسع النزاع الدائر بين إسرائيل وفصائل غزة ليشمل جبهات أخرى في مقدمتها «حزب الله» اللبناني.
وأشارت تقديرات لمسؤولين إسرائيليين إلى أن هناك أسباباً أخرى للتأجيل، مثل تعزيز الجاهزية العملياتية للقوات، فضلاً عن محاولة إنهاء قضية الأسرى، البالغ عددهم 212 بينهم العديد من مزدوجي الجنسية، وإمكانية تنفيذ صفقات إطلاق سراح إضافية بعد إفراج «حماس» عن سيدة أميركية وابنتها، بوساطة قطرية، عقب أيام من سماحها لسيدة إسرائيلية وطفلين بمغادرة القطاع والعودة إلى بلدتهم المحاذية بغلاف غزة.
ووسط تقارير عن تباين بين دوائر صنع القرار في تل أبيب وواشنطن بشأن الأهداف العملية والالتزامات السياسية التي يجب أن تصاحب الاجتياح المحتمل، صرح المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس بأنه سيتم إلغاء العملية البرية، إذا أطلقت حركة «حماس» سراح جميع المحتجزين واستسلمت دون قيد أو شرط.
ولفت إلى أنه «إذا خرجت حماس من مخابئها التي تتستر فيها بالمدنيين الإسرائيليين، وهو ما تفعله الآن، وأعادت جميع رهائننا الـ 212 واستسلموا دون قيد أو شرط، فستنتهي الحرب»، مضيفاً: «إذا لم يفعلوا ذلك، فمن المحتمل أن نضطر إلى الدخول وإنجاز الأمر».
ولم يجب كونريكوس على سؤال عن سبب تأجيل الهجوم البري الذي كان أكد أمس الأول أنه جاهز وبانتظار مصادقة الحكومة، قائلاً بدلاً من ذلك، إن القوات الإسرائيلية «ستعمل على تفكيك حماس تماماً» وتدمير قدراتها العسكرية بشكل كامل حتى لا تعود تشكل بعد الآن تهديداً للمدنيين الإسرائيليين.
وتجنب المتحدث الرسمي الإجابة عما إذا كانت الأولوية لتحرير الرهائن أم لتفكيك «حماس» عسكرياً.
شكوك وضغوط
جاء ذلك في وقت سلطت تقارير عبرية الضوء على تصاعد أزمة ثقة في العلاقة بين نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلي، مما ألقى بظلاله على مسار اتخاذ القرارات.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، شهادات لمسؤولين بالجيش أكدوا لها أن «حالة من الغضب الشديد تنتاب نتنياهو تجاه القيادة العسكرية، التي يرى أنها تتحمل المسؤولية عن إخفاق السابع من أكتوبر، ويتعامل بنفاد صبر مع ما يدلون به من آراء ويَعرضونه من تقديرات للموقف، ولا يسارع إلى تبني مواقفهم».
كما كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو عن خلافات بينه وبين وزير الدفاع يوآف غالانت، حول موعد وشكل العملية البرية المحتملة، غداة تسريب عن وزير بحكومة الحرب المصغرة وصف نتنياهو بـ«الجبان» متهماً إياه برفض أي خطة هجومية بما في ذلك توجيه ضربة استباقية ضد «حزب الله» قبل التوغل البري في غزة.
وأمس الأول، توقع وزير الدفاع الإسرائيلي أن يستغرق الهجوم البري 3 أشهر، «لكنه سيكون الأخير إذا نجح في القضاء على حماس».
وتزامن الصدع بين رئيس الوزراء والقيادات العسكرية مع كشف مصادر عبرية، أن 3 وزراء على الأقل يدرسون حالياً قرار الاستقالة من الحكومة، لإجبار نتنياهو على إعلان تحمُّله المسؤولية عن إخفاقات صد عملية «طوفان الأقصى» التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وأسر عشرات الجنود والمدنيين فضلاً عن جرح 3200، تعرض نحو 1200 منهم لإعاقة دائمة.
وذكرت الأوسط العبرية أن قضية تحمل المسؤولية عن هجوم «حماس» المباغت، تقف على رأس اهتمامات الشارع الإسرائيلي، الذي لا يفهم لماذا لا تتطرَّق الحكومة لموضوع الإخفاقات بشكل علني، والسياسات والخطوات التي أدت إلى الفشل الاستخباراتي والعملياتي الذي لم يحدث منذ حرب 1973 مع مصر وسورية.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الوزراء هناك أعضاء بالكنيست يمثلون الائتلاف الحاكم يدرسون خطوة الاستقالة.
ونقل عن مصادر مقربة من نتنياهو أنه «لا يعتزم الاستقالة في ظل إدارته للحرب لتفادي إحداث شرخ في الجبهة الداخلية».
ضغوط أميركية
في موازاة ذلك، كشفت «بلومبرغ» أن حكومة نتنياهو تدعم الجهود الدبلوماسية للضغط على «حماس» لإطلاق سراح الرهائن بسرعة، وهي خطوة يمكن أن تؤخر، وربما تغير خطة الغزو البري المحتملة للقطاع.
ونقلت الوكالة الأميركية عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعون على المفاوضات، قولهم إن إطلاق سراح الرهائن «بات له دور ملموس» في التخطيط العسكري الإسرائيلي.
وقالت المصادر، إن الولايات المتحدة تضغط على الدوحة، التي تستضيف بعض القادة السياسيين لحركة الإسلامية المسيطرة على القطاع لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
وتزامن ذلك مع اتهامات لنتنياهو بشد الجيش إلى الوراء استجابة لضغوط من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومستشاريه الذين يعتقدون أن الاجتياح البري سيشعل حرباً إقليمية ويهدد حياة الأسرى الإسرائيليين والأجانب.
وذكرت أن مسؤولين أميركيين أبلغوا قطر أن إسرائيل تحتاج إلى الإفراج عن عدد أكبر بكثير من الأسرى والرهائن للتأثير في العملية البرية الوشيكة، لكن وفقاً لنظرائهم الإسرائيليين، فإنهم سيعملون على «تفكيك حماس عسكرياً» بغض النظر عما سيحدث مع الرهائن، في استعراض للقوة يعتقدون أنه ضروري للمنطقة، وإلا فإنهم يرون أن إسرائيل سيُنظر إليها على أنها ضعيفة في نظر أعدائها، خاصة أولئك الذين تدعمهم إيران.
وفي حين نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله، إنه «من المحتمل أن تطلق حماس سراح نحو 50 أسيراً مزدوج الجنسية»، شدد مسؤول إسرائيلي آخر على أنه «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار أثناء المفاوضات الخاصة بالرهائن والأسرى».
أعنف غارات
ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، مقتل 436 فلسطينياً بينهم 182 طفلاً في الضربات الإسرائيلية على القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأفادت الوزارة بأن إجمالي القتلى في القطاع ارتفع إلى 5087 منهم 2055 طفلاً و1119 امرأة و217 مسناً إضافة لإصابة 15273.
ووصفت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة أمس، بأنها تعد الأعنف منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الجاري.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف حوالي 320 هدفاً تابعاً لـ»حماس» و»الجهاد» بينها أنفاق يختبئ فيها مقاتلو الحركتين ومراكز مراقبة ومواقع لإطلاق القذائف والصواريخ الموجهة.
في المقابل، واصلت فصائل غزة إطلاق رشقات صاروخية استهدفت عدة مدن وبلدات إسرائيلية بينها تل أبيب ودوت صفارات الإنذار لأول مرة في عكا أمس.
بدوره، حذر رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، من أن إسرائيل تشن «حرب إبادة جماعية بعقلية همجية بربرية استعمارية تقصف المساجد والكنائس وتتلذذ بعذابات الأبرياء والأطفال في غزة والضفة الغربية المحتلة».
وقال اشتية في اجتماع برام الله: «الأولوية الآن هي وقف الحرب والعدوان، وإدخال المواد الإغاثية إلى غزة، وحماية المدنيين ووقف التهجير القسري، وهي مسؤولية دولية».
وأضاف: «نتابع مع الإخوة المصريين إدخال المواد الإغاثية من خلال معبر رفح الحدودي، ويجري الرئيس محمود عباس كل الاتصالات مع دول وزعماء العالم من أجل وقف العدوان عن شعبنا».
معبر رفح
ومع دخول فوج ثالث من الشاحنات التي تحمل مساعدات، أصبح سكان غزة بأمس، الحاجة لها، عبر معبر رفح من جانب مصر، بعد خضوعها لتدقيق أمني أمس، ناشدت حكومة «حماس» المجتمع الدولي العمل على فتح ممر إنساني لإغاثة المنطقة الفلسطينية المحاصرة. ودخل ما لا يقل عن 34 شاحنة تحمل المواد الغذائية والمياه والأدوية والإمدادات الطبية من مصر إلى غزة عبر المعبر يومي السبت والأحد.
لكن منظمات حقوق الإنسان حذرت من عدم وصول مساعدات كافية إلى القطاع الفلسطيني، حيث أدى القصف الإسرائيلي المستمر والحصار الكامل، إلى تعريض أكثر من مليوني مدني لخطر الجفاف الشديد والمجاعة بعد نزوح أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة من شماله إلى جنوبه تحت القصف الإسرائيلي المتواصل والتهديد بالاجتياح البري. وقال خبراء في الأمم المتحدة، إن حملة إسرائيل على غزة ترقى لمستوى «الجرائم ضد الإنسانية».
في السياق، قال محافظ شمال سيناء في مصر اللواء محمد شوشة، إن إسرائيل منعت دخول المصابين من أهالي غزة إلى رفح المصرية للعلاج.
قصف حيفا
في هذه الأثناء، أكّد نائب القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، العميد علي فدوي، أنه إذا لزم الأمر فإن بلده ستقصف مدينة حيفا الإسرائيلية بالصواريخ مباشرة.
ورداً على سؤال بشأن احتمال تدخل إيران المباشر بالصراع الدائر، قال فدوي إن «جبهة المقاومة» في غزة لا ينقصها العناصر البشرية المقاتلة وليس هناك حاجة إلى إرسال قوات من إيران لمساندتها حالياً في ظل اعتماد «الكيان الإسرائيلي الضعيف» على القصف الجوي.
وأكد أن «الإسرائيليين لا يجرأون على المواجهة مع مقاتلي جبهة المقاومة، فينتقمون عبر قتل الأطفال والنساء الأبرياء»، معرباً عن ثقته بأن إسرائيل لا يمكنها الانتصار في المعركة الحالية.
وبالتزامن، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصالين مع رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي إياد النخالة، إنّ «طهران مستمرة في حراكها الدبلوماسي الداعم للشعب الفلسطيني».
وشدد عبداللهيان على سعي بلده إلى «وقف المجازر الصهيونية، وفتح معبر رفح» المصري لإدخال المساعدات والإغاثة للقطاع المحاصر بشكل كامل منذ هجوم السابع من أكتوبر.
وفي وقت سابق، وصف وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا أشتياني، الهجمات الوحشية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد غزة بأنها «انتحار سياسي».
ودان أشتياني في اتصال هاتفي مع نظیره السوري العماد علي عباس «جرائم الكيان الصهيوني، وخاصة العدوان على مستشفى المعمداني في غزة»، مؤكداً أن «الوضع في فلسطين مؤلم ومحزن».
کما دان وزير الدفاع، قصف إسرائيل مطاري حلب ودمشق، «والذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من الضباط والأبرياء من أبناء سورية».
ورأى أن «الهدف من هذه الاعتداءات» هو إيصال رسالة مفادها بأن إسرائيل موجودة على كل الجبهات وقادرة على الرد الجدي والحاسم، «رغم أن هذا الكيان أكثر هشاشة من التصورات التي خلقها». وأشاد الوزير الإيراني بموقف الحكومتين السورية والعراقية «ضد تطبيع العلاقات» مع إسرائيل، معتبراً أنه يمثل نموذجاً للدول العربية التي تسعى لذلك.
جبهات أخرى
في موازاة ذلك، تبنت «المقاومة الإسلامية في العراق»، المرتبطة بالفصائل العراقية المتحالفة مع طهران، شن هجومين على قاعدتين للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هما التنف والركبان في سورية، أمس، بواسطة طائرتين مسيّرتين، مبينة أنها أصابت أهدافها بشكل مباشر.
لكن «المرصد السوري» المعارض أفاد بأن القوات الأميركية تمكنت من إحباط هجوم المسيرات على «التنف» الواقعة عند المنطقة الـ55 قرب المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، موضحاً أن «الهجوم تزامن مع هجوم آخر جرى بطائرتين مسيّرتين حاولت استهداف قاعدة الركبان عند الحدود الأردنية».
ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه خلال 5 أيام، ففي 19 الشهر الجاري، هاجمت 3 طائرات مسيرة تابعة للميليشيات الإيرانية، قاعدة التنف ما أدى لأضرار مادية، وإصابة اثنين من قوات «التحالف».
وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اعتراض طائرة مسيرة تسللت من جهة المناطق الخاضعة لسيطرة «حزب الله»، بينما شنت المدفعية الإسرائيلية قصفا مدفعيا على منطقة بلدة رميش في القطاع الأوسط بعد هدوء حذر استمر منذ فجر أمس.
8 أسئلة طرحها بايدن على نتنياهو أجَّلت الهجوم البري على القطاع
كتبت «واشنطن بوست» تقريراً حول الجهود التي بذلتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنع السيناريو الكابوس المتمثل في نشوب حرب إقليمية أوسع من خلال تأجيل الاجتياح البري الواسع لقطاع غزة، الذي كانت إسرائيل تخطط له رداً على الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1400 إسرائيلي بينهم أكثر من 300 جندي وأسر نحو 220 بينهم عشرات الجنود والأجانب.
كتبت «واشنطن بوست» تقريراً حول الجهود التي بذلتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنع السيناريو الكابوس المتمثل في نشوب حرب إقليمية أوسع من خلال تأجيل الاجتياح البري الواسع لقطاع غزة، الذي كانت إسرائيل تخطط له رداً على الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1400 إسرائيلي بينهم أكثر من 300 جندي وأسر نحو 220 بينهم عشرات الجنود والأجانب.
1 – ماذا لو كانت مقاومة حماس لهجوم بري أكبر مما تتوقع، وتعثرت قواتك؟
2 – ماذا عن المساعدات الإنسانية؟
3 – كيف ستحمي المدنيين؟
4 – ماذا عن مئات الإسرائيليين والأجانب المحتجزين كرهائن؟
5 – ماذا لو أصبحت الضفة الغربية منطقة حرب؟
6 – كيف سيكون الرد إذا هاجم حزب الله من الشمال؟ أو إذا تورطت إيران بشكل مباشر؟
7 – إذا نجحت في تدمير حماس، فماذا ستفعل بغزة؟
8 – ماذا سيحدث لآمالكم وآمالنا في تحقيق السلام الأوسع (التطبيع) في الشرق الأوسط؟
وقالت الصحيفة، إنه في حين أن بايدن ربما يكون قد نجح في إبطاء بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، فإن احتمال نشوب حرب برية مرهقة لا يزال مرتفعاً.
وذكّرت بتصريحات وزير الدفاع لويد أوستن، في ظهور نادر في برنامج حواري يوم الأحد، من أن الأمر استغرق تسعة أشهر للقوات العراقية والأميركية تحت قيادته لتطهير مدينة الموصل العراقية من تنظيم «داعش»، مضيفاً أنه في غزة، «أعتقد أنكم ستشهدون معركة… ستكون عبارة عن طحن»، مع وجود ملايين المدنيين عالقين في ساحة المعركة بين المناجم والأنفاق.