قل موقع “أكسيوس” الخميس عن مصدرين إسرائيليين لم يكشف هويتيهما أن هناك معلومات استخباراتية إسرائيلية تفيد بأن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة، ربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وأضاف التقرير أن من المتوقع تنفيذ الهجوم انطلاقاً من العراق باستخدام عدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
تجنب هجوم آخر
وقال إن تنفيذ الهجوم من خلال الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق قد يكون محاولة من طهران لتجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في إيران.
وانخرطت إسرائيل وإيران في سلسلة من الضربات العسكرية المتبادلة كجزء من الحرب الأوسع في الشرق الأوسط التي اندلعت بسبب القتال في غزة.
وقصفت طائرات عسكرية إسرائيلية السبت الماضي مصانع صواريخ ومواقع أخرى قرب طهران وفي غرب إيران، رداً على إطلاق طهران في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل.
وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الإثنين الماضي إلى أن طهران “ستستخدم كل الأدوات المتاحة” للرد على الضربات الإسرائيلية.
العراق يحاول تجنب الصراع الإقليمي
وقالت مصادر إن العراق الذي يراقب في قلق الحملات المدمرة التي تشنها إسرائيل في غزة ولبنان يعمل على تجنب استدراجه إلى الصراع الإقليمي المتصاعد مع تنفيذ جماعات مسلحة مدعومة من إيران هجمات على إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية.
وليس للعراق علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتخشى حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من أن تؤثر الصراعات الإقليمية في توازنها الدقيق بين واشنطن وطهران اللتين يتحالف معهما العراق.
وقالت أربعة مصادر في الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ومستشاران حكوميان إن مساعي حكومة السوداني لم تفلح في إقناع هذه الجماعات بالتوقف عن إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأشارت إلى أن زيارتين قام بهما مسؤولون أمنيون عراقيون بارزون لإيران في الشهرين الماضيين باءتا بالفشل. وكان هؤلاء المسؤولون يهدفون إلى الحصول على مساعدة طهران في كبح جماح الجماعات العراقية المتحالفة مع إيران.
وقال مسؤول أمني عراقي بارز مطلع على تفاصيل الزيارتين “الوفد العراقي تلقى استقبالاً فاتراً في طهران… الجواب كان: هذه المجاميع هم من يمتلكون القرار بأنفسهم وهو أمر عائد إليهم ليقرروا كيفية مساندة إخوانهم في لبنان و غزة”.
ثم لجأت بغداد إلى واشنطن طالبة من المسؤولين الأميركيين التدخل لدى إسرائيل لمنع ردها على الهجمات التي قتل في أحدها جنديان إسرائيليان وأصيب أكثر من 20 آخرين في الرابع من أكتوبر الماضي، وفقاً للمصادر. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن وقوع وفيات بسبب مثل هذه الهجمات.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية العراقية “واشنطن كانت متفهمة لما يمكن أن ينتج من عواقب لأي ضربة إسرائيلية في العراق وتعهدت بالمساعدة”. ولم يرد بعد متحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد على طلب التعليق.
وقالت أربعة مصادر في الجماعات المسلحة إن جماعتي كتائب “حزب الله” و”النجباء” اللتين تقودان الهجمات على إسرائيل حذرتا رئيس الوزراء من الضغط عليهما لوقف أعمالهما وتعهدتا بمواصلة هجماتهما ما دامت إسرائيل تواصل عملياتها في غزة ولبنان.