لم تعُد أوساط عليمة في لبنان تفصل الاستهدافات المُمَنْهَجة والتدميرية لمدينتيْ صور والنبطية وبلدة تبنين عما يشي بأنه «ضغط بالنار» على رئيس البرلمان نبيه بري وربما «لإمساكه من اليد التي تؤلمه».
فبعد النبطية التي مازالت تحت «مطرقة» الدمار الشامل وتُشَكِّلُ «خزاناً» جماهيرياً موالياً لحركة «أمل» (بزعامة بري)، وصور «جوهرة» الجنوب ومعقل بري الانتخابي التي لم تَسترح بعد من الضربات المتوحّشة، أدارت آلة الحرب الإسرائيلية محركاتها الفتّاكة نحو تبنين مسقط رأس رئيس البرلمان وخزان ذكرياته.
وفيما استهدف الطيران الحربي أمس النبطية وتحديداً مثلث بير القنديل حيث دُمّر مبنى مؤلف من 7 طبقات يضم محالا تجارية ومؤسسات ومستودعات وعدداً كبيراً من الشقق السكنية، تعرّض حي الآثار في صور لغارة طالت شقتين في مبنى على وقع استمرار ارتدادات «الاجتياح الجوي» للمدينة وتراثها وإرثها التاريخي والحضاري والاعتداءات المبرمَجة لـ«شارع نبيه بري» السياحي بامتياز.
أما تبنين فتعرّضت لغارات هي الأقوى استهدفت حارة الـ(بري) ودمّرت بشكل كلي منازل كل من شقيقة رئيس البرلمان وعدد كبير من بيوت أبناء عمه، وذلك بعد أيام من تضرر بيت نجله عبدالله في البلدة.
ولم يكن ممكناً التعاطي مع هذه الاستهدافات المنتقاة والتي تنطوي على نية في «تحطيمِ» رمزية هذا «المثلث» وأكثر، إلا على أنها في سياق إستراتيجية «الضغط التدميري» على بري الذي يتولّى التفاوضَ في ما خص وقف النار في لبنان مفوَّضاً من «حزب الله» وبوصْفه «الأخ الأكبر» وحامل «راية المقاومة السياسية» والمتمسك بحلٍّ على قاعدة تطبيق القرار 1701 «بلا زيادة أو نقصان».