في ضربة كسرت قواعد الاشتباك مع «حزب الله»، اغتالت إسرائيل القيادي الكبير في حركة «حماس» صالح العاروري (المقيم في لبنان)، مساء أمس، في قصف يرجح أنه بطائرة مسيرة، استهدف مبنى وسيارة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، وأسفر عن دمار كبير، وسقوط 6 ضحايا وعدد من الإصابات.
وهذه الضربة التي أودت بالعاروري واثنين من قادة «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، هي أول غارة تشنها إسرائيل على معقل الحزب، منذ حرب يوليو 2006.
ومع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو «قصف بيروت للمرة الأولى منذ عام 2006»، تطايرتْ الأسئلةُ عما بعد هذا التطور الذي تمدّدت معه للمرة الأولى جبهة الجنوب المشتعلة منذ 8 أكتوبر الماضي إلى جنوب بيروت، والذي تتجاوز أبعاده العميقة والخطيرة كسْر «قواعد الاشتباك» باعتبار أنه سبق لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله أن ربَطه بالصوت والصورة بمعادلاتِ ردع على قاعدة مزدوجة: «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطول لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً سيكون له رد الفعل القوي، ولا يمكن السكوت عنه»، و«إذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا».
وإذ بدا من المبكر استشراف تداعيات اغتيال العاروري، بعد أسبوع من اغتيال اسرائيل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في دمشق، فإن الأنظار تتجه الى ما سيعلنه نصر الله في خطابه المقرّر الأربعاء (تردد معلومات عن تأجيله) في الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني.
ونعت حركة حماس «استشهاد قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس طوفان الأقصى القائد الوطني الكبير الشيخ القسامي صالح العاروري».
ويعد العاروري من القياديين البارزين الذين ساهموا في تأسيس «كتائب القسام» في الضفة الغربية، وكان يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، وقضى نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال بين عامي 1995 و2010، ثم نُفي إلى سورية قبل أن ينتقل إلى تركيا، ومنها للإقامة إلى لبنان.
كما يوصف العاروري بأنه «مهندس وحدة الساحات»، وذكرت تقارير أنه أوكل إليه إبلاغ الأمين العام لـ «حزب الله» بتنفيذ عملية 7 أكتوبر صباح ذلك اليوم.