شنّت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على الضاحية الجنوبية لبيروت، في تصعيد خطير يُعد الأكبر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما أثار مخاوف من تجدد التوترات في المنطقة.
ارتفع عدد الغارات التي نفذتها مسيرات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى خمس غارات، بعد تنفيذ ضربة جديدة في وقت قريب من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء بحق مبانٍ في مناطق الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة، تمهيداً لاستهداف مواقع تتهم إسرائيل حزب الله باستخدامها لتصنيع الطائرات المُسيّرة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الضربة الأخيرة تعد الأكبر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي علّق منظومات الدفاع الصاروخية في حالة استعداد قصوى في شمال إسرائيل تحسباً لأي تطورات محتملة.
وقالت القناة الـ”14″ الإسرائيلية إن العمليات الجارية ضد الضاحية الجنوبية ولبنان تنفذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن طائرات مسيرة إسرائيلية تحلّق بكثافة في الأجواء اللبنانية، وأن السكان في شمال إسرائيل مطالبون بالالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية.
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه بناءً على تعليماته وتعليمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً لتدمير مبانٍ يُعتقد أنها تستخدم من قبل حزب الله لإنتاج وتخزين المسيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكد الجيش الإسرائيلي قبل تنفيذ الضربة أن البنى التحتية المستهدفة تقع تحت الأرض وتخصصت لإنتاج الطائرات المسيرة، مشيراً إلى أن حزب الله يعمل على تعزيز صناعته لهذه المسيرات استعداداً للحرب المتوقعة مع إسرائيل، وأن الوحدة الجوية التابعة للحزب تعمل على تصنيع آلاف الطائرات المُسيّرة بتوجيه وتمويل من عناصر إيرانية.
من جهة أخرى، أعلن الجيش اللبناني في وقت سابق عن العثور على جهاز تجسس مموه ومزود بكاميرا تصوير في منطقة خراج بلدة يارون في بنت جبيل جنوب لبنان، حيث تم تفكيكه من قبل وحدات متخصصة.
وتشمل الخسائر البشرية الناتجة عن الخروقات الإسرائيلية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وفقاً لوكالة الأناضول التركية، ما لا يقل عن 208 قتيلاً و501 جريح، فيما تشير الإحصائيات إلى وجود نحو 500 موقع ومخزن سلاح تابع لحزب الله في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة كانت تعتبر معقلاً استراتيجياً لحزب الله، وقد نص الاتفاق على تفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب وإنهاء وجوده العسكري هناك، وعلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، إلا أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بسيطرتها على خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان.