فيما علمت “السياسة” أن إجراءات أمنية سيتم اتخاذها في الأيام المقبلة لتعزيز الأوضاع الأمنية في لبنان، لطمأنة المقيمين والوافدين، تسارعت وتيرة تحذيرات دول مجلس التعاون الخليجي لرعاياها بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة، خشية تطور الأحداث الأمنية التي تشهدها بعض المناطق، وسط تساؤلات لبنانية عن الأسباب والمعطيات وراء هذه التحذيرات، التي أكدتها وزارة الخارجية الإماراتية أمس، بدعوة مواطنيها إلى أهمية لالتزام بقرار منع سفر إلى لبنان الصادر مسبقا، في وقت دعت سفارة سلطنة عمان مواطنيها المتواجدين في الأراضي اللبنانية، إلى ضرورة توخي الحذر والتقيّد بالإجراءات الأمنيــة اللازمة بالابتعاد عن المناطق التي تشهد صراعات مسلّحة، مع اتّباع الإرشادات الأمنية الصادرة من جهات الاختصاص.
كما دعت سفارة قطر مواطنيها، لاتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن المناطق التي تشهد الأحداث الحالية، والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة، في حين دعت البحرين رعاياها لمغادرة لبنان وحذّرت من الاقتراب من مناطق النزاع.
وعلى أثر هذه التطورات، علمت “السياسة” أن مجلس الأمن المركزي سيعقد اجتماعاً برئاسة وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، للبحث في تعزيز الأوضاع الأمنية، واتخاذ إجراءات تطمئن اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة على استقرار الأوضاع في لبنان. وقد أوضح وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، عدوم وجود أسباب أمنية وراء تحذيرات السفارات، مؤكدًا أن السياحة لن تتأثر وإرادة اللبناني قوية.
في السياق، أعرب الوزير السابق وديع الخازن، عن قلقه من التحذيرات الصادرة عن سفارات الدول الخليجية، مشيرا إلى أنّ الأوضاع الأمنية ليست بالخطورة التي تستدعي هكذا إجراءات، مطالبا في الوقت ذاته بتأمين وتحصين الداخل اللبناني، واستعجال انتخاب رئيس للجمهورية، الذي بات أكثر من مُلحّ لدرء مخاطرالإهتزازات الأمنية. في المقابل رأى الكاتب علي حمادة انه عندما تصدر بعض الدول الخليجية بيانات لرعاياها يعني هناك معلومات ذات طابع أمني، واشار إلى وجود أنباء متداولة بوجود جولة أخرى مرتقبة في مخيم عين الحلوة، قائلا إن “الموضوع أخطر مما نتصور مع وجود خوف من امتداد هذا الوضع على سائر المخيمات”.
في المواقف، دعا البطريرك بشارة الراعي في اختتام الأيام العالمية لشبيبة لبنان، الشباب إلى نجدة لبنان وتحريره من فساد السياسيين المتفشي في الإدارات العامة. وعدم الحروب من أي تحدٍّ. في حين، تسائل المطران الياس عودة، عن اسباب تفجير المرفأ، وهل كان قتلا لبيروت وأهلها أم اغتيالا للقضاء بغية نشر الفوضى والإطباق على البلد؟
ومتابعة لأوضاع مخيم “عين الحلوة”، وفي إطار الجهود التي تبذل لوضع حد للتدهور الأمني، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، في حضور المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن، وجرى خلال الاجتماع البحث في الوضع في المخيم والاجراءات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار.