أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “أونروا”، الجمعة، تعليق كل خدماتها داخل مخيم عين الحلوة في لبنان، احتجاجاً على استمرار تواجد مسلحين في منشآتها داخل المخيم، بما فيها المدارس.
وذكرت في بيان نشرته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أنها “لا تتسامح إطلاقاً مع أي انتهاك لحرمة وحياد منشآتها”.
وأضافت: “من غير المحتمل أن تكون المدارس في المخيم جاهزة لاستقبال 3200 طفل بداية العام الدراسي المقبل، بالنظر إلى الانتهاكات المتكررة، بما فيها تلك التي وقعت في الماضي، والأضرار الكبيرة التي أُفيد عنها”.
وجددت الوكالة الأممية دعوتها للجهات المسلحة إلى “الإخلاء الفوري لمنشآتها لضمان تقديم المساعدة الملحة للاجئي فلسطين دون أي عوائق”.
يأتي ذلك بعد أن أعربت الوكالة، الخميس، عن قلقها من تقارير تفيد سيطرة مسلحين على منشآتها في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، داعية إياهم لإخلاء تلك المنشآت فوراً.
اشتباكات دامية
وتأسس مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين عام 1948، على يد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف إيواء اللاجئين من مدن شمالي فلسطين.
وبدأت “أونروا”، عملياتها في المخيم عام 1952، وعملت بشكل تدريجي على تغيير الخيام إلى مساكن أسمنتية.
وشهد المخيم خلال 7 عقود، العديد من الأحداث الدامية، خصوصاً بين عامي 1982 و1991، الأمر الذي نتج عنه وقوع عدد كبير من الإصابات وتدمير المخيم بالكامل تقريباً.
وفي يوليو الماضي، اندلعت اشتباكات في المخيم بين حركة “فتح” ومجموعات مسلحة، أدّت لسقوط ضحايا، ما أجبر المئات على الفرار.
وكثرت في السنوات الأخيرة حوادث الاقتتال داخل المخيم حتى شكلت ذعراً ومصدر قلق لسكان المخيم وخشية على مستقبله، فتشكلت قوة أمنية مشتركة لإدارة المخيم وأبرمت اتفاقات عديدة لكن تم خرقها أكثر من مرة.
ويضم المخيم عدة فصائل فلسطينية مسلحة، هي “التيار الإصلاحي بحركة فتح”، وجبهة التحرير، وحركة “حماس”، والقيادة العامة، وعصبة أنصار الله، والجبهة الشعبية، وعصبة النور المنشقة عن عصبة أنصار، و”الجهاد”، و”فتح”.
ويقيم الجیش اللبناني حواجز ثابتة على مداخل المخیم، ويعمل على مراقبة الحركة منه وإليه.