أرسل مسبار “أوديسيوس” الأميركي صوره الأولى من أقاصي جنوب القمر، حيث لم تهبط أي مركبة فضائية على الإطلاق، إذ شاركت الشركة الأميركية الخاصة “إنتويتيف ماشينز” صورتين على منصة “إكس”.
وهبطت المركبة، التي يبلغ ارتفاعها أكثر من أربعة أمتار، على سطح القمر، الخميس الماضي، في سابقة على صعيد الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عاماً، كما أنها سابقة من نوعها لشركة خاصة.
لكن مشكلات وانعطافات في مسار العملية، بينها خصوصاً عيوب شابت نظام الملاحة، أدت إلى تعقيد الهبوط النهائي، ليجد المسبار نفسه مستلقياً على جانب واحد بدلاً من الهبوط عمودياً.
وقالت “إنتويتيف ماشينز”، أمس الإثنين، “يواصل أوديسيوس التواصل مع وحدات التحكم بمسار الطيران في (نوفا كونترول) من سطح القمر”.
ونشرت الشركة صورتين على منصة “إكس”، إحداهما لهبوط المركبة الفضائية والأخرى تم التقاطها بعد 35 ثانية من انقلابها على جانب واحد.
وتكشف هذه الصورة الأخيرة الغبار القمري للحفرة مالابيرت، في أقصى جنوب القمر حيث لم تهبط أي مركبة من قبل.
وتنقل المركبة خصوصاً أدوات علمية من وكالة “ناسا”، التي ترغب في استكشاف القطب الجنوبي للقمر قبل إرسال روادها إليه، ضمن مهام أرتيميس.
وقررت وكالة الفضاء الأميركية إيكال هذه الخدمة إلى شركات خاصة، بما يسمح لها بتسيير رحلات مشابهة بوتيرة أكبر وبأموال أقل، لكن من شأن ذلك أيضاً تحفيز تطوير الاقتصاد القمري، القادر على دعم وجود بشري دائم على القمر، وهو أحد أهداف برنامج أرتيميس.
وقال عالم الفلك والمتخصص في المهام الفضائية جوناثان ماكدويل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “نجاح مع عيوب صغيرة”، مضيفاً “بالتأكيد هناك أمور يجب تسويتها للبعثات المقبلة”، إلا أن مشروع “ناسا” يسير في الاتجاه الصحيح.
وأعلنت وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا)، أمس الإثنين، أن المسبار الياباني “سليم” SLIM، الذي وضع على القمر منذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، أعيد تفعيله مجدداً، بعدما هبط أيضاً بزاوية منحنية من دون أن تتلقى خلاياه الكهروضوئية المواجهة للغرب ضوء الشمس.
بالنسبة لجوناثان ماكدويل، فإن هاتين الحادثتين يمكن أن تشيرا إلى أن الأجزاء العلوية من المسابير الحالية ثقيلة للغاية، من ثم فمن المرجح أن تنقلب آلات الجيل الحالي في الجاذبية المنخفضة.