لم يتخيل لامين جمال وهو في عمر 16 عاما أن يدخل تاريخ الكرة الإسبانية من أوسع أبوابه، إذ بعد أسابيع من ظهور أول لافت مع برشلونة، أصبح أصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية ويسجل فيها مع منتخب “لاروخا”.
وجمال، المغربي الأصل، شارك في مباراة المنتخب الإسباني، أمام نظيره الجورجي، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية، عام 2024، والتي انتهت بنتيجة 7-1، وهو في عمر 16 عاما و57 يوما.
وقبل دخوله تاريخ المنتخب الإسباني، صنع جمال التاريخ أيضا، في أبريل الماضي، عندما منحه مدرب برشلونة تشافي أول ظهور له في سن 15 عاما وتسعة أشهر و 16 يوما فقط، مما جعله أصغر لاعب لأول مرة في تاريخ النادي في الفوز 4-0 على ريال بيتيس.
من هو لامين؟
ولد لامين، في 13 يوليو عام 2007، في يوبريغات في إسبانيا، من والد مغربي وأم من غينيا الاستوائية، وفق تقرير من موقع “سبورتينغ نيوز”
اسمه الكامل هو لامين جمال نصراوي إيبانا. “نصراوي” هو لقب والده و”إيبانا” هو لقب والدته، ينطلق الإسبان اسمه الأول “يامال”، لأن جيم تنطق ياء في الإسبانية.
وكما هو معتاد في بعض اصطلاحات التسمية الإسبانية، تجب مناداته بـ “لامين جمال” بدلا من اختصار الاسم إلى “لامين” أو “جمال” فقط، وفق تقرير الموقع.
انضم لشباب نادي برشلونة، عام 2014، واتبع في النادي المسار المعتاد للاعبين الشباب الذين يحلمون بالظهور لأول مرة مع الأندية المحترفة.
جودته كلاعب في “لا ماسيا” أثارت انتباه الاتحاد المغربي لكرة القدم، الذي أبدى اهتماما به، لكنه فضّل إسبانيا التي سبق أن لعب لمنتخبها لأقل من 15 عاما، وأيضا منتخب أقل من 19 عاما.
وكان مدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي، أعرب، الخميس، خلال إعلانه تشكيلة أسود الأطلس لمباراتهم ضد ليبيريا في تصفيات أمم أفريقيا وبوركينا فاسو وديا، عن أمله في أن يختار جمال الدفاع عن ألوان المغرب بدل “لا روخا”، مشددا على أن “القرار يعود له”.
وتحول جمال إلى ركيزة مهمة في هجوم برشلونة، في بداية الموسم الجاري، واختير رجل المباراة في الفوز 4-3 على فياريال بالدوري الإسباني، الشهر الماضي.
بعد ظهوره اللافت في برشلونة، تم استدعاؤه إلى تشكيلة إسبانيا الأولى للنافذة الدولية، في سبتمبر عام 2023. ومباراته الأولى كانت ضد جورجيا في مباريات تصفيات يورو عام 2024.
أسلوب لعبه
على الرغم من أنه أكثر مهارة بقدمه اليسرى، إلا أن جمال يلعب كجناح أيمن، ويتميز بقدرته على مخادعة خصومه ووقف المهاجمين منهم خاصة على الجانب الأيمن من الملعب، وفق تقرير “سبتورتينغ نيوز”.
يسلط مدربوه الضوء على قدرته الخادعة على التهرب من المدافعين، وقطع الكرات وتجاوز اللاعبين من اليمين.
وإضافة إلى قدرته الكبيرة على المرواغة، يتميز بسرعته وقدرته على إنهاء الهجمات، بحسب مدرب برشلونة، تشافي، الذي أضاف عنه “إنه مختلف، موهبة فطرية، لذلك كان أفضل شيء أقوم به هو وضعه على قائمة لاعبي الفريق الأول”.
وبعد تصدره عناوين الصحف، الشهر الماضي، بعد المستوى اللافت مع برشلونة، عاد إلى دائرة الضوء اليوم مع المنتخب الإسباني خاصة بعد تسجيل الهدف السابع بلمسة متقنة داخل منطقة الجزاء، ليحطم رقم زميله في برشلونة غافي، الذي سجل أول أهدافه مع إسبانيا في عمر 17 عاما و62 يوما.
قال جمال لقناة “تي دي بي” الإسبانية: “أنا سعيد للغاية بأول ظهور لي وهدفي”.
وتابع “إنه حلم، أنا أعيش في حلم الآن. أنا سعيد للغاية ويجب أن أشكر زملائي والمدرب على الثقة التي منحني إياها، وأشكر كل من ساعدني في هذا الطريق”.