لما بيخلص عمرنا ونضالنا وما منقدر نبني وطن. لما بيذكر رجل الدين ع مذبحو ومنبرو موتانا وبتكرج خلف الصلا دمعاتنا. لما ما بتبطل تجمعك بِ يلي بتشتقلهم وبتستفقدلهم الا الصور. لما بصيرو المصلحة والمال مقلع الحس الانساني عند البشر. لما بتصيبك الغصة وانت ومارق بالحي اللي كبرت فيه وما تلاقي حدا من ناس هاك الحي. لما الحنين بيوعى ع صوت فيروز وكلمات الرحابنة الغافية بحرقة خلف الكرامة الضايعة وقسى هالايام. لما كل يوم بتودع روح وذكرى وبطولة وملايكة واحلام وانتَ ناطر دورك. لما بتشوف إنو المجد والعنفوان بطلو موجودين الا خلف بواب المقابر. لما كلمة بخاطرك بتصير جمرة الحسرات. لما ما بيبقى الا نهدات الحزن ع صفحات العالم الافتراضي. لما الزَعَلْ بصير أفقي وعامودي بوطن ما كان يعرف الا الفرح. لما المعايدات بتصير شمعة مضواية ع بواب اللي راحو. لما بتزيد الصلا وبقلو المصلين. لما بتكتر حبات التراب بأرض هالوطن. لما ريحة الارض بعد كل شتوي بتذكرك ب يلي سبقونا. لما بتبطل قادر تشتري وردة لتوضعها ع قبر اللي بتحبهم. لما بصيرو اللي بتعرفهم بتاني دني اكتر بكتير من اللي باقيينلك بهالدني. لما بخفو كتير اللي بيسألو عنك. لما بصير الغياب يترادف مع قول “هيدي حال الدني” وانت واقف عم بتعد ومش طالع بإيدك شي. لما بتزهق من البكي. لما الشوق ما بتكسرو الا ريحة الحبايب بغراضهم البعدا مخباية. لما بتشوف بتلالنا بقايا حارات قديمة سكنتها الغربة. لما بتفتش عالوفا والعدل وما بتلاقي الا تحت التراب. لما بتصير ما تقدر تسرق الضحكة الا من خلف الغصة وصمت الاوجاع……
شو كذبة هالدني وشو فانية امجادها. سألو اللي راحو وهني بخبروكم، وخليكم ملهيين بالحقد والمناكفات والغدر والبطش وسرقة المراكز ولقمة العيش من قدام بعض، وضلو عم تزرعو هموم خلفكم وانتو سكرانين بعظمة فارغة ومفكرين حالكم باقيين وبالخلود حياتكم متوجين.
ونحن وناطرين دورنا اللي جايي عالاكيد، منكمل نرندح مع موسيقار لبنان الراحل ملحم بركات إخر كلماته:
“عد الايام الي عم تمشي فينا وتروح
دمعة منسية على رمشي بتداوي جروح
ما بيبقى الا حكايتنا والذكره الحلوه الي جمعتنا
احلى الايام جمعتنا .. احلى الايام
عد الايام الي راحت .. عد الايام”