صرخة أم ثكلى وهي ممنوعة من إلقاء النظرة الأخيرة، قبل مواراة الثرى، على جثمان إبنها الذي قتل نتيجة صراع الإخوة.
صفير القذائف وهي تتهاوى على جوانب سيارتي وانا في طريقي إلى حياتي اليومية.
تعابير وجه إبي المرتعبة حينما فاجأته بزيارة غير متوقعة من غربتي في أخر الليل.
عيون النساء وهي تهرول بحثاً عن احبائها بين الركام بعد كل إنفجار.
هراوات القوى الأمنية وهيَ تتهاوى على رؤوس شبابنا لأنهم يطالبون بالحرية والسيادة والاستقلال والعيش الكريم.
مأساة ستيني بسبب خسارته لجنى عمره بعدما سرقته المصارف فيما هوَ يعد ايامه المتبقية.
عيون صديق عمري وهو يودعني بأخر كلماته قبل أن يموت بمرض السرطان: “إن الله يستدعي الأوادم باكراً كي لا يخطؤوا”.
انكسار أمِ وأبِ وهم يودعون فلذات اكبادهم على دروب الهجرة من وطن دفن أحلامهم.
تقارير الخيانة بأخبار ملفقة للأجهزة الامنية من اقرب الناس بحثاً عن المواقع وفتات المال.
صرخات أختي وهي تندبني بعد إن اطلق عليَ أحد القناصة النار وأخطئني دون أن تدري أنني هويت لحماية نفسي.
أصوات الجموع الغاضبة في بكركي وهيَ تصرخ بوجه البطرك صفير لدعم مسيرة التحرير قبل أن تتفاقم الأمور ضده.
رمزية وصول طارق وجوليان بالبذة العسكرية مع والدهم داني شمعون الى قصر بعبدا في اوائل ايام الاعتصامات.
الرشاشات الفلسطينية المصادرة من المسلحين الفلسطينيين بعد حادثة البوسطة في ١٣ نيسان ال ١٩٧٥.
عنفوان بشير الجميل وصلابته وهو يقلد ابناء شهداء منطقتي بأرزة الكتائب الفضية تكريماً لتضحيات اهاليهم وإخوتهم.
زمجرة الأب سيمون عساف تحت القذائف وهو يقول لنواب الطائف: “أقزام أمتهم، اخصام ذمتهم، خصيان ملتهم، أشكالهم قرد، يا ليتها عقمت أرحام نسوتنا أو اجهضت قبل ما أمثالهم تلد”.
إصابة أحد المواطنين بأزمة قلبية حادة خلال حلقة متلفزة مباشرة بسبب مصادرة سوليدير لممتلكاته في الوسط التجاري.
مشاهد الدم والموت التي واكبت يومياتي في قلعة الصمود طوال فترة الحرب ولأعز الناس والرفاق الى قلبي.
تهاوي جدران الابنية، وعشرات السيارات المشتعلة، وشاحنات قوات الردع المحروقة على طريق صيدا القديمة خلال حرب المئة يوم.
قنابل الغاز والرصاص المطاطي وهي تنهمر بإتجاهنا خلال ثورة ١٧ تشرين لأننا نادينا بوطن خالي من الفساد ومجرمي الحرب والمال.
شاحنات الجيش السوري تحت بيتنا وهيَ تبحث عن المقاومين دون أن يدركوا أن ابطالنا كانوا يترصدونهم من على شرفة منزلنا بكامل اسلحتهم.
صفوف المتبرعين بالدم على ابواب المستشفيات لإنقاذ الرفاق والأهل من إصابات المعارك.
الفانات القادمة الى مقر الدفاع المدني في عين الرمانة وهي محملة بضحايا مجازر حرب الجبل.
كما لا زلت اذكر ذلك الغريب الذي انقذني خلال كمين نهر الموت الى داخل معمل البيرة وذلك تفاديا لما قد يكون اسوء فقط لكوني ابن قلعة الصمود.
والكثير الكثير مما لا استطيع سرده، مع حزني على أن الحياة الوحيدة التي عشتها بكرامة كانت خلال سنين غربتي خارج وطني الذي لم ابخل عليه في تضحياتي حتى بدمي، فإنتهينا تائهين على باب مؤامرة كبرى قوامها افلاسنا، وقودها نحن، ادواتها زعمائنا، وعنوانها النازحين.
لكل ذلك أبكي اجمل وطن وألعن انجس زعماء ومنظومة.
One thought on “أصعب لحظات عمري!”
🔺️ البكاء لا ينفع ولا النحير وشكوى الحال
🔺️ ماذا أنتم فاعلون تجاه مخطط “النزوح السوري الشبيه بالإحتلال” ؟؟؟؟؟