صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

“أسرناه وأحرقناه”.. حديث عابر بين مقاتلين من العشائر وصحفي من السويداء

منذ الثالث عشر من هذا الشهر، بدأت ما باتت تُعرف بـ”غزوة السويداء الثانية”، ومنذ فتح الطريق المؤدي إلى هناك، لم أنقطع عن زيارة قريتي، الصورة الكبيرة.

 الحنين، الذكريات، بيت الطفولة، والعائلة؛ كل شيء كان هناك، ثم اختفى فجأة.

يبدو أنني، لسبب ما، أعتقد أنه لن يعود أبدا، وأحتاج إلى وقت أطول لاستيعاب الصدمة.

ما جرى لقرى منطقة اللواء، وهي الجبهة الشمالية لدخول السويداء، مأساة مدمرة.

تضم هذه المنطقة قرى: الصورة الكبيرة، حزم، أم حارتين، خلخلة، ذكير، الصورة الصغيرة، رصيمة اللواء، المتونة، السويمرة، وأم الزيتون.

رحلة العودة اليوم مختلفة تماما، رغم أن مسافة الخمسين كيلومترا، بين السويداء ودمشق، هي ذاتها لم تقصر ولم تطل، وكنت أقطعها ذهابا وإيابا بشكل يومي.

عند الحاجز الأمني في القرية، التقيت بمسلحين اثنين كانا يحاولان التوجه إلى دمشق. بدا أنني المدني الوحيد، المتجه إلى دمشق، في تلك المنطقة. لم يترددا في الطلب مني أن أقلهما معي إلى العاصمة.

لم يكن هناك مكان شاغر في سيارتي، فطلبت من سائق سيارة الأثاث الخاصة بي، الذي اضطررت لنقله من القرية إلى مكان أكثر أمانًا، أن يقلهما لمسافة عشرة كيلومترات، ريثما أرتب لهما مكانا معي في سيارتي، المليئة بالأغراض هي الأخرى.

بدأت رحلتهما معي، أو بالأحرى رحلتي معهما، على بعد أربعين كيلومترا من دمشق.

ما إن انطلقنا من مفرق “المسمية” باتجاه العاصمة، حتى بدآ يتحدثان. فهمت من حديثهما أنهما من أبناء ريف حماة، وقدما إلى السويداء لمقاتلة “مسلحي الخنزير الهجري،” بحسب تعبيرهما.

أخبراني أنهما انسحبا من المعركة بعد نفاد ذخيرتهما، وتركا خلفهما ثلاثة من رفاقهم محاصرين. قالا إن المعركة تُدار بشكل فردي، دون غرفة عمليات أو قيادة مركزية.

سألتهما بفضول صحفي عن اسم البلدة التي كانا يقاتلان فيها، فترددا في الإجابة. لكن مع ذكرهما كلمات مثل “زيت” و”زيتونة”، ساعدتهما: “أم الزيتون؟” فقالا: أجل.

تحدث الشابان عن فقدان صديق لهما في المعركة، لكن أحدهما تحدث عن أسر أحد المسلحين الدروز، ثم حرقه انتقاما.

سألتهما إن كان قد تم تفعيل اتفاق لتبادل الأسرى، خاصة أنني كنت منقطعا تماما عن العالم الخارجي (لا اتصالات، لا إنترنت، لا كهرباء ولا ماء). أجابا بأن “الدروز أحرقوا 15 جثة”، حسب قولهما.

كان الشابان في العشرين والسابعة والعشرين من العمر. تحدثا عن صعوبة المعركة وتضاريس المنطقة.

خلال الطريق، اتصلا بأحبائهما، ليقولا أنهما بخير، وأنهما انسحبا وهما الآن في طريق العودة. سألاني عن كيفية الوصول إلى حماة، فطمأنتهما أن الأمور ستسير على ما يرام.

قالا إنهما قاتلا لخمسة أيام، فسألتهما عمّا كانا يأكلانه وأين كانا ينامان. لم تكن إجاباتهما واضحة، أو ربما لم يشغلهما ذلك كثيرا، كان الأهم أنهما نجوا.

قدمت نفسي لهما، وأخبرتهما بأنني صحفي.

قلت لهما: “هل تعلمان أن الشيخ الهجري كان من أوائل من خرجوا ضد نظام بشار الأسد، قبل سقوطه بسنة ونصف؟ وكان يُطلق تصريحات منددة بالنظام؟ كما أنه منع نحو 50 ألف شاب من أبناء السويداء من الالتحاق بجيش الأسد الذي كان يقاتل شعبه أثناء الثورة؟”.

هزّا رأسيهما، وقالا إنهما لم يكونا يعلمان بذلك. ثم عادا للحديث عن “الخنزير الهجري والدروز من خلفه”.

وصلنا دمشق. عرضت عليهما أن يرتاحا في منزلي ويتناولا الغداء معنا، فاعتذرا. قالا إنهما يريدان العودة فورا إلى المنزل والأهل. وعندما ترجلا عند دوار طريق المطار، عرضت عليهما بعض المال. رفضا قبوله. قالا إنهما سيستخدمان النقل العام. قدما لي الشكر بحرارة مع دعوة لزيارتهما.

وانتهت الرحلة.

 منذ بدأت أذهب إلى قريتي خلال الأيام الماضية، شاهدت كثيرا من الأرتال العشوائية تتجه إلى السويداء. قررت العشائر السورية، التي قدمت من نحو 13 محافظة، ويُقدر عددها بـ45 عشيرة وفق بعض الإحصاءات، التوجه إلى السويداء للثأر، على خلفية ما قيل إنها “جريمة قتل امرأة بدوية وقطع رأس ابنها على يد مسلحين دروز”.

رواية يقول بعض الدروز إنها تشبه قصة “سبّ النبي محمد”، التي تبيّن لاحقًا أنها تسجيل صادر من شخص مقيم في هولندا.

كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لشاحنات ثقيلة، وبرادات، وحافلات، تقل شبابا سوريين من مناطق مختلفة باتجاه السويداء، للقتال ضد من يسمونهم “الخنازير الدروز”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading