فمجلس الوزراء استطلع اليوم من وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، خارطة مواقع الغطاء الحرجي والنباتي والأشجار المثمرة التي استهدفها العدو الاسرائيلي بالـ”فوسفور الأبيض” المحرّم دولياً منذ بداية الاعتداءات على السيادة اللبنانية في ٧ تشرين الأول حتى فجر اليوم.
هذه المادة السامة المُحظَّرة عالمياً تهدّد النبات والمزروعات والأشجار بمخاطر عديدة لا يُحمَد عقباها!
الأخصّائي في علم الحشرات وبيئة الغابات ومدير “المركز الأعلى للبحوث” في جامعة الروح القدس – الكسليك البروفسور نبيل نمر يكشف عبر “المركزية” عن “تداعيات مؤذية ذات شقّين يسبّبها الـ”فوسفور الأبيض”: أولاً، يتسبّب بحرائق كبيرة كما نشهد حالياً. ثانياً، القنبلة التي تحمل مادة الـ”فوسفور الأبيض” تحمل معها أيضاً معادن ثقيلة خطيرة، فهذا الخليط يسبّب الشلل في النبات ولا تعود تنمو بشكل طبيعي، فتصبح التربة ملوّثة وغير صالحة للزرع. وقد لا يظهر هذا الضرر اليوم، بل حين يعمد المزارع إلى زرع أرضه بعد فترة شهر أو شهرين، فيلاحظ عندها أن الزرع لا ينبت، وفي حال نبت فسرعان ما يضربه التقزّم والاصفرار واليباس… أما الضرر الحالي فهو على الأشجار الموجودة في حدّ ذاتها”.
مواد مسرطنة!
وينبّه نمر إلى أن الـ”فوسفور الأبيض” الذي يصيب المزروعات والأشجار لا سيما أشجار الزيتون، “يحمل موادَ مسرطنة، وخطرها يهدّد المواطنين عند قطاف تلك المزروعات والأشجار وأكل ثمارها”.
ويشير في السياق، إلى أن “الأشجار والنباتات التي لم تحترق من مادة الـ”فوسفور الأبيض” قد تضرّرت بالتأكيد من الغبار الأبيض الذي يسبّبه، وسيظهر ذلك لاحقاً في مرحلة النمو حيث ستكون أوراق الزيتون مشوَّهة وغير طبيعية كما تظهر علامات أخرى كالاصفرار وغيره”.
ويوضح أن المواد الفوسفورية تحتوي على مواد معدنية ثقيلة أهمها الـ: ZINC، Copper، Cadmium، ويؤكد أن هذه المعادن محرَّمة دولياً لكونها موادَ مسرطنة.
تحذير..
وهنا يحذّر نمر المزارعين “من قطف الزيتون أو المزروعات الأخرى من البساتين التي تعرّضت للقصف بالـ”فوسفور الأبيض” كونها تحتوي على مواد مسرطنة بِنِسَب مرتفعة جداً!”.
وعن الحل الواجب اتباعه لمعالجة هذه المشكلة التي تصيب الثروة الحرجية، يقول: الأرض تعالج نفسها بنفسها ولكن عبر السنوات وليس بصورة سريعة… إذ أن هطول الأمطار يؤدّي إلى تحلّل تلك المعادن الخطيرة وتفكّكها على مدى ثماني أو عشر سنوات حتى تصبح التربة نظيفة منها بالكامل.