أحيت «شمس الأغنية اللبنانية» الفنانة نجوى كرم، مساء أمس، حفلاً غنائياً جماهيرياً ذا طابع مميز برسالته وفكرته ومضمونه وأجوائه، وذلك فوق خشبة «المسرح الوطني» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، مشاركة منها لأجل نشر مفهوم الخير والعطاء والأمل في الكويت ولبنان، حيث ذهبت إيراداته لصالح المرضى ذوي الحالات المستعصية، تحت إشراف كل من مستشفى بيت عبدالله لرعاية الأطفال في الكويت، وجمعية سند للرعاية التلطيفية في لبنان.
«بنت الأرز» التي وقفت فوق خشبة المسرح لأجل دافع إنساني بحت، كانت شعلة متوهجة من الطاقة الإيجابة المفعمة بالحيوية، غنّت من القلب ليس ككل مرة، فقط لإسعاد الحاضرين الذين ساهموا وتبرعوا لهذا الغرض الإنساني النبيل، فكانت أشبه بالعصفورة التي مُنحت الحرية، سعيدة منذ الدقيقة الأولى التي غنت فيها الموال، وصولاً إلى لحظة مغادرتها المسرح، هكذا هي أخلاق الفنانين الكبار.
وبقيادة المايسترو إيلي العليا وفرقته الموسيقية، نوّعت نجوى في جدولها الغنائي الذي ضمّ من قديمها وجديدها، فأثبتت أنها مازالت الرقم الصعب والمتجدد والمتلوّن فوق خشبات المسارح، إذ تمكنت ببراعة من أن تدفع جمهورها للتمايل مع صوتها الجبلي الرخيم، في كل أغنية أدتها.
ومما قدمت «شمس الأغنية اللبنانية» خلال الأمسية التي امتدت لساعتين من الوقت، ونثرت فيها «الأمل»، أغنية «خليني شوفك»، «كتير حلو»، «شغل موسيقى»، «دقوا المهابيج»، «عاللا لا»، «ما بسمحلك»، «غمزة»، «إيدك»، «بغرامك مسلوبة»، «هيدا حكي»، «ورود الدار»، «لشحد حبك»، ومن ألبومها الأخير اختارت أغنيتي «كاريزما» و«واني اشتقتلو».
«قضية نبيلة»
وقبل انطلاق الحفل، تحدث رئيس مجلس إدارة بيت عبدالله لرعاية الاطفال الدكتور هلال الساير، قائلاً: «ما يحصل بهذا الحفل المميز يبعث الشعور والاعتزاز والفخر بكم، إنها سعادة عظيمة تغمرني للأبد بوجودكم وسط أجواء ساحرة تتلاقى فيها الموسيقى مع الرحمة الإنسانية والتعاطف لأجل قضية نبيلة، نجتمع في هذا الحفل الخيري مع الفنانة نجوى كرم لأجل الخير والعطاء والأمل والتبرّع لجهود الرعاية التلطيفية في الكويت ولبنان، من خلال مستشفى بيت عبدالله لرعاية وجمعية سند، وهدف مشترك في قلوبنا».
«أنتم عزوتنا»
من جانبها قالت عضوة مؤسسة ورئيسة جمعية سند للعناية التلطيفية في لبنان لبنى عزالدين: «حفل الليلة يثبت أن الدنيا ما زالت بخير، وأن الوعي والإيمان لخدمة المريض حتى آخر لحظة مازال مزروعاً فينا مهما اشتدت بهم قسوة المرض، وحفل الليلة يقول إن الكويت وأهلها منذ الأزل هم أهل العزّ والكرامة، فشكراً لكم من القلب».
وتابعت: «نجوى كرم صاحبة الصوت الذي يصل لأبعد مدى عندما تغني للحب والوطن والحياة، فما بالكم عندما يغني صوتها داعماً للرعاية التلطيفية، هذا يذكرنا أن هذه الرعاية هي من أجل الأمل والحياة ومن أجل الحب والكرامة، شكراً من القلب. أما مستشفى بيت عبدالله لرعاية الأطفال، وبالأخص الدكتور هلال الساير، الأب الروحي للرعاية التلطيفية في الكويت، دعمكم لنا وصل إلى قلوبنا مباشرة، فما أجمل العزوة، وأنتم عزوتنا».
تجربة خاصة
حرصت نجوى كرم على مشاركة جمهورها أمراً شخصياً بها، فقالت: «شكراً من القلب لدعمكم وحضوركم، وأنا واحدة منكم جئنا كي نفرح اليوم، ونقول إن الأمل مازال موجوداً. دوماً أقول إن الإيمان نظهره بالأعمال، لذلك أحيي جمعية بيت عبدالله لرعاية الأطفال من القلب، وجمعية سند اللتين قامتا بهذا العطاء الكبير. ولم أكن أتخيل وجود أناس في هذه الدنيا مازالوا يمدون يدهم لمساعدة الآخرين، لولا التجربة الخاصة مع (جمعية سند) التي وقفت مع أمي وقفة كبار مليئة بالإنسانية».