صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

أبعد من التدليك… تلك حقيقة العلاج الطبيعي

بقلم : سنا الشامي - بعد 10 جلسات في أحد مراكز العلاج الفيزيائي (الطبيعي) في الأردن، تحسن الأداء الحركي للطفل حسن ذي الست سنوات، المولود بضمور في الدماغ نتج منه ضعف بالعضلات، ومع الجلسة الـ28 تطورت المهارات الحركية لديه في الصعود والنزول على الدرج والركض بتوازن.

وعلى رغم النتائج التي يحققها العلاج الفيزيائي، إلا أنه لا يزال ينظر إليه في العالم العربي على أنه محصور فقط في التدليك والاسترخاء، وليس أحد التخصصات الطبية الحديثة التي تعنى بتشخيص وعلاج العجز الناتج من الإصابة والمرض بالوسائل الطبيعية.

التسمية وحقيقة الفعل

شاعت في العالم العربي بعض التسميات التي أثرت في انتشار المراكز العلاجية بشكل عام وارتيادها بشكل خاص، إذ اقتصرت معرفتها تحت اسم مراكز التدليك والاسترخاء، وفي كل بلد عربي أطلق عليها وعلى متخصصيها أسماء محلية مثل “المراخين والمدلكاتية”.

تقول زينب الهدار وهي اختصاصية علاج طبيعي في مقالة لها، “لا يخفى علينا جميعاً كيف كانت نظرة المجتمع لتخصص العلاج الطبيعي في السابق الذي كان محدداً بإطار ثانوي، مما أسهم في تحجيم مهماته خلال الأعوام السابقة وإيجاز دوره في كونه فقط تخصصاً هامشياً يعتمد على أدوات بسيطة وغير فاعلة أو ربما موقتة التأثير في بعض الأحيان، وقد ربطه بعضهم في السابق فقط بأنه تخصص للمساج أو لترخية العضلات”.

وأكدت ذلك منيرة الغانم عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت، قسم العلاج الطبيعي بقولها إن “كلمة مساج لا تعجب الاختصاصيين ولا تليق بهم لأن دورهم كبير جداً، وهم أكثر الناس الذين يستطيعون مساعدة أي شخص يعاني نوعاً من اعتلال جسدي طويل المدى ليعود عضواً فاعلاً في المجتمع، لذلك يصاب متخصصو العلاج الطبيعي بالإحباط بسبب هذه الكلمة”.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

بينما شرحت المعالجة نيفين عثمان مفهوم التدليك قائلة إنه “جزء من المهارات اليدوية التي تعتبر من طرق العلاج الفيزيائي ويدخل ضمن خطة العلاج الموضوعة سابقاً للمريض، وهو عبارة عن تطبيق ضغط على العضلات والأنسجة الرخوة في الجسم بتكنيك معين وذلك لعلاج الألم وتحريك العضلات والأنسجة المتشنجة، وهذا عكس المصطلح الشائع الآخر ’المساج‘، وهو عبارة عن تطبيق ضغط بشكل عشوائي بهدف استرخاء الجسم”.

وتتابع، “لا يعرف كثيرون أن العلاج الفيزيائي هو أحد فروع الطب، فنحن نعالج حالات مرضية بطرق طبيعية وفيزيائية، منها ما له علاقة بعوامل بيئية كالأطفال الذين يولدون ولديهم نقص أكسجة وشلل دماغي، أو من لديه إصابات رياضية، أو ما يتعلق بحالات ما بعد العمليات الجراحية مثل قبل البتر وبعده وحالات الشيخوخة وغيرها، إذ نضع خطة كاملة بعد دراسة حالة كل شخص وما يحتاج إليه، ونستخدم تقنيات علاجية لكي نعزز القدرة على الحركة والحد من الألم ومساعدة المريض في إعادة تأهيل الحركة الوظيفية”.

معوقات

تواجه مراكز العلاج الفيزيائي عراقيل أخرى تحاول تخطيها تبعاً للبيئة التي توجد فيها والكادر الذي يعمل ضمنها، ففي المدن العربية الكبرى تنتشر هذه المراكز وقد تجهزت بكامل عدتها من الأجهزة والكادر الطبي، بينما يتغير هذا الوضع في بعض القرى والمناطق النائية مما أسهم في نشر فكرة غير واضحة وحقيقية عن مراكز العلاج الفيزيائي، إذ تعاني هذه المراكز نقصاً في الأجهزة، والأهم من ذلك أنها تضم كادراً قد لا يكون متخصصاً بشكل علمي وأكاديمي، بل قائماً على مجموعة من الأشخاص الذين اتبعوا دورة هنا أو هناك ووجدوا فرصة عمل فلقبوا باختصاصيين وهم بحسب المتخصصين الحقيقيين يعتبرون متطفلين على المهنة، ولهذا كان لقب التدليك هو المنتشر.

ومن المعوقات أيضاً رغبة بعض المرضى بعلاج مشكلات أخرى لا علاقة لها بالمشكلة التي تم التحويل بسببها، وهناك أيضاً رغبة كثير من المرضى في رؤية نتائج فورية وسريعة للعلاج الطبيعي متناسين أن هناك أمراضاً تحتاج إلى كثير من التأني في علاجها، إذ يعمد بعض المرضى إلى عدم الاستجابة لخطوات علاجه عبر التأخر بارتياد المركز لمتابعة العلاج، إضافة إلى عدم ممارسة التمارين التي يطلب منه المتخصص القيام بها في المنزل وحده، فيرى بعضهم أن لا فائدة من هذا العلاج إذا لم يروا نتائج سريعة على صحتهم.

وهذا ما أكدته عثمان قائلة، “هناك حالات تحتاج إلى وقت طويل أكثر من ثلاثة أشهر لتظهر بعض النتائج، لذلك إن لم يجد بعضهم نتائج سريعة في أسبوعين فإنهم يتراخون ويحاولون التراجع عن متابعة العلاج، لذلك نضطر إلى الاهتمام بحاله النفسية وتوعيته بضرورة متابعة العلاج”.

وتضيف، “هناك كثير من الأشخاص لا يستطيعون استيعاب أن هذه التمارين تسهم في شفائهم، بخاصة ما يتعلق بالتمارين الرياضية البحتة، إذ يعتبرون أنه يتم استغلالهم ليقوموا ببعض الحركات مقابل مبلغ من المال، كما أن بعضهم خصوصاً الأطفال لا يقومون بالحركات في منازلهم فهم يحتاجون إلى مشرف دائماً، لكن مع تعدد الحالات وشفائها يلاحظون الفرق ويغير بعضهم رأيه ويتابع”.

وبالمقارنة مع مراكز العلاج العالمية المستقلة عن المشافي، يرى بعض الاختصاصيين العرب أنه ليس من الضروري أن يلحق مركز العلاج الطبيعي بالمستشفى، إضافة إلى عدم وجود تكامل بين الخدمات التأهيلية في بعض المراكز كتلك الموجودة في الخارج وهي العلاج الطبيعي والعلاج المهني والعلاج بالنطق اللغوي والعلاج السمعي، فيعتبرون أنه حتى لو كانت هناك وفرة في الطاقات البشرية في تخصص العلاج الطبيعي، ستكون هناك ندرة في بقية التخصصات.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading