لأشهر عديدة سأل اللبنانيون يومياً: هل ستندلع الحرب الشاملة بين إسرائيل و”حزب الله” ويخرج الميدان عن السيطرة؟
ترنحت الإجابة بين تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وتحليل الخبراء العسكريين اللبنانيين، فيما لم يتوصل أحد إلى جواب محدد وبقي المشهد مبهماً.
لكن وخلال ساعات قليلة تبدل المشهد تماماً، وما كان تساؤلات في الفترة الماضية تحول واقعاً ومؤكداً، فإسرائيل وخلال 24 ساعة ضربت 1600 هدف في لبنان، مما تسبب في مقتل وإصابة نحو 3 آلاف شخص.
فهل دخل لبنان في الـ23 من سبتمبر (أيلول) الحالي الحرب الكبرى مع إسرائيل؟
يقول المتخصص في العلاقات الدولية ومحلل شؤون الشرق الأوسط سامي نادر في مقابلة صوتية مع “اندبندنت عربية” إنه نعم بدأت الحرب المباشرة بين إسرائيل ولبنان وتحديداً مع “حزب الله”، ويضيف “الحرب بدأت لأنه تم تحديد أهدافها بوضوح من قبل الطرفين، فإسرائيل وضعت الهدف الرابع من الحرب التي تخوضها، وهذا الهدف هو إعادة سكان الجليل إلى منازلهم”، فيما الأهداف الثلاثة الأولى هي القضاء على حركة “حماس” واستعادة الرهائن وضمان ألا يشكل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل مجدداً.
يعد نادر أن هدف عودة سكان الشمال إلى منازلهم هو الهدف الأهم بالنسبة إلى تل أبيب وقد يفوق مسألة الرهائن أهمية، باعتبار أنها أساس وتشكل تهديداً وجودياً إذ تتصل بالفكرة الأساس التي قامت عليها إسرائيل وهي تأمين الأمن لمواطنيها.
في المقابل تحدث “حزب الله” عن أهداف المعركة وهي، إضافة إلى ربط الساحات وإسناد غزة، منع عودة سكان الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم، بل توعد بزيادة عدد من يغادر المنطقة المحاذية للبنان.
نسأل سامي نادر “هل ستتصاعد هذه العمليات لتطاول أهدافاً في البنى التحتية والمدنية اللبنانية كما حصل عام 2006؟”، فيجيب إن هذا الاحتمال قائم بخاصة أن الحزب استهدف العمق الإسرائيلي في الساعات الماضية، وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه قصف طاول مدنيين، مما سيعطي مبرراً لرد مختلف وأوسع من قبل الجيش الإسرائيلي.
ويختم بالقول إن القصف الإسرائيلي كان يستهدف سابقاً في لبنان قيادات من الحزب وأهدافاً عسكرية بحتة، لكن القصف في الساعات الماضية أودى بحياة أكثر من 500 شخص نصفهم تقريباً مدنيون، وهذا ليس مؤشراً جيداً.