فتحت السلطات الأمنية اللبنانية تحقيقا، يوم السبت، بعد أنباء عن وقوع تفجير في أحد الكسارات بمنطقة زحلة في البقاع شرقي لبنان، أدى إلى حدوث هزة أرضية بقوة 3 درجات على مقياس ريختر.
وشعر اللبنانيون في منطقة زحلة والبقاع بهزة أرضية بعد ظهر السبت، سبقها دوي انفجار قوي، بحسب إفادات عدد كبير من المواطنين.
ولاحقا، أكد مسؤولون في المركز الوطني اللبناني للجيوفيزياء، أن قوة الهزة بلغت 3 درجات على مقياس ريختر، وسبقها صوت دوي قوي.
أكبر من مجرد هزة
تبين لاحقا أن الصوت القوي الذي تحدث عنه السكان قبيل حصول الهزة، ناجم عن تفجير وقع في إحدى الكسارات بمنطقة زحلة لجدار كبير من الصخور.
وقالت وسائل إعلام محلية لبنانية إنه “بعد معاينة المكان تبين أن الانفجار ناجم عن استخدام كميات كبيرة من المواد المتفجرة التي جرى إدخالها إلى عمق الأرض”.
وفجر الخبر موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أوساط الرأي العام اللبناني، حيث اعتبر كثيرون أن غياب المحاسبة وانتشار الفساد، يقود البلاد لمزيد من الكوارث على حساب صحة الناس وسلامتهم.
وتعليقا على خبر التفجير الذي أحدث هزة أرضية، قال خبير الزلازل طوني نمر إن “الهزة الأرضية اليوم في جرود زحلة مثيرة للريبة مثل الهزة التي وقعت في السادس من مايو الماضي بمنطقة أعالي كسروان في جبل لبنان، والتي وقعت في منطقة كسارات”.
ووقعت هزة أرضية في منطقة كسروان في جبل لبنان في السادس من مايو الماضي بلغت قوتها 3.4 على مقياس ريختر، تبعتها هزة ثانية بقوة 2.4 على مقياس ريختر.
وقال كثيرون إن أسباب هذه الهزة “مشبوهة” وقد تكون مرتبطة بالتفجيرات التي تحصل في الكسارات في منطقة كسروان.
وطالب نمر، القوى الأمنية بأخذ الموضوع بجدية للتحقق من أسباب هذه الهزات ووقفها، “خصوصا إذا كانت ناجمة عن تفجيرات”، مضيفا أن “هكذا أعمال قد تستحث زلازل لا تحمد عقباها”.
تفجير للصخور على فالق زلزالي!
تمكن أحد الصحفيين من نشر صورة لمكان التفجير في الكسارة متحدثا عن متفجرات استخدمت لتفجير وتفتيت الصخور بهدف بيعها.
وتبين الصور بحسب نمر “حائطا طبيعيا من الصخر وهو عبارة عن جزء ظاهر من فالق كبير في المنطقة هو على الأرجح فالق اليمونة الزلزالي الذي يمر بلبنان”.
وحذر نمر من “القيام بأية تفجيرات في أماكن كهذه لأن الموضوع ذو خطورة استثنائية من ناحية حثّ الزلازل”.
وبدوره قال وزير البيئة ناصر ياسين: “أصدرنا قرارا بإقفال هذه الكسارة منذ مدة وهناك إشارة قضائية من المدعي العام البيئي في البقاع بختمها بالشمع الأحمر”.
وأكد ياسين أنه يتابع الملف مع المدعي العام والمسؤولين الأمنيين للتحقيق بالموضوع.
تحرك متأخر للقوى الأمنية
في ساعة متأخرة من مساء السبت، وبعد جدل كبير أثاره الحادث، فتحت قيادة منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي، محضر تحقيق لتبيان ما إذا كان حصل تفجير في كسارات التويتي في قضاء زحلة، وذلك حسبما أفادت الوكالة اللبنانية للأنباء.
وتنفذ مخابرات الجيش اللبناني طوقا أمنيا حول الكسارات في محلة التويتي، في انتظار حضور خبير متفجرات للكشف على المكان.
ورد صحفيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن “هذه التحركات أتت متأخرة كعادتها خصوصا وأن أصحاب الكسارات يواصلون أعمالهم المخالفة للقانون من دون أي محاسبة ومن شأن تكرار هذه الحوادث أن تعرض اللبنانيين لكارثة حقيقية ومدمرة”.
اللبنانيون يعيشون في حالة خوف
ويخاف اللبنانيون من إمكانية حصول زلزال او هزة أرضية قوية في بلدهم الذي يقع في منطقة زلزالية حساسة في المنطقة، خصوصا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا في فبراير الماضي.
ورغم صدور تعاميم عدة بضرورة تنظيمها، يواصل أصحاب الكسارات في لبنان أعمالهم في عدة مناطق من دون حسيب أو رقيب وبطريقة مخالفة لأدنى معايير السلامة والمعايير البيئية.
وتنتشر في لبنان عدة كسارات في الجبال، حيث تقوم آليات ضخمة بنهش المساحات الخضراء والجبال.
ويقول كثيرون إن أصحاب الكسارات محميون من متنفذين وسياسيين في البلاد.