والحفلات الأخرى اللبنانية لن تكون أقل أهمية، فهي نوعية بالفعل ومختارة بعناية، ويشارك فيها الكثير من الفنانين الذين سبق لهم أن اعتلوا خشبة مسرح بيبلوس، كما قال رئيس لجنة المهرجانات رافايل صفير، مذكّراً بأنه كان دائماً «مهرجان لقاء شرق – غرب من خلال تفاعل الأذواق والفنون والإبداع»، وإنه يجذب سنوياً 50 ألف زائر إلى المدينة، ويؤمّن مئات فرص العمل.
ستكون بداية الحفلات مع هبة طوجي التي تقدم بإشراف المؤلف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني حفلاً يختصر مسيرة 16 عاماً ويحتفي بشكل أساسي بألبومها الجديد «بعد سنين».
وتحدث أسامة الرحباني الذي كان حاضراً في المؤتمر الصحافي الذي انعقد أمس (الثلاثاء)، في فندق «بيبلوس سور مير» في جبيل للإعلان عن برنامج المهرجان لصيف 2023، عن تلك البدايات التي رافق بها هبة طوجي، وعن مشاركته في اختيار مكان المسرح الرائع بموقعه الأخاذ على ميناء بيبلوس، لتقديم مسرحية «جبران والنبي»، كأنه داخل البحر، وهو ما سيصبح لسنوات طويلة بعد ذلك، وإلى اليوم، موقع مسرح مهرجانات بيبلوس.
ومن خلال كلمة مصورة، لطوجي التي تقيم في فرنسا، أعربت عن سعادتها بالعودة إلى جبيل التي منها انطلقت للمرة الأولى عام 2008 لتصبح نجمة على أكبر المسارح العالمية. ففي جبيل قدمت ثلاث مسرحيات غنائية وحفلين عامرين، وها هي تعود للمرة السادسة.
وعلى لائحة البرنامج هذه السنة حفل للمؤلف الموسيقي وعازف البيانو اللبناني غي مانوكيان في 6 أغسطس، الذي يعتلي هذا المسرح للمرة الثالثة ويلتقي جمهور بيبلوس. وكذلك ثمة حفل في 8 من الشهر الحالي لعازف البيانو فادي أبي سعد المعروف باسم «ألف» مع الأوركسترا المرافقة له. وهو يمزج الموسيقى الشرقية بالجاز والفلامنكو، وقال في أثناء حضوره في المؤتمر الصحافي إنه متشوق للعزف أخيراً في لبنان، لتقديم ما يجول به في الخارج، مضيفاً: «أريدها أمسية لا تُنسى. كونوا كثاراً، حيكون كثير حلو».
وفي حفل ما قبل الختام يوم 11 أغسطس أمسية تحمل عنوان «أصل الموسيقى» تقدمها الأخت مارانا سعد، وتستضيف فيها الفنانة كارلا راميا، مع جوقة «فيلوكاليا» وفرقة «عشتار» للغناء. وشرحت سعد خلال المؤتمر أنها حريصة على أن يتعرف الشباب على كبار المغنين اللبنانيين، ممن غادرونا أو لا يزالون معنا، لهذا سيستمع الجمهور إلى أغنيات للأخوين رحباني وزكي ناصيف، وفيلمون وهبي ومارسيل خليفة وشربل روحانا وغيرهم.
وسيختتم كما ذكرنا، نجم الراب الأميركي تايغا المهرجان يوم 19 أغسطس.
وحسب كلمة وزير السياحة وليد نصار، في المؤتمر، فإن لبنان يستعيد عافيته، وسيصل عدد السياح هذا الصيف إلى مليوني سائح، بزيادة تقارب 20 في المائة عن العام الماضي، غالبيتهم من المغتربين اللبنانيين، مما يدل على الارتباط والتماسك، واهتمام اللبنانيين في الخارج ببلدهم وحبهم له، هو دعم كبير ومتواصل. ولفت أيضاً إلى أن عدد الوافدين خلال الصيف يوازي عدد السياح عام 2018، أي ما قبل الأزمة، وهي إشارة غاية في الإيجابية.