مقال
اللبنانيون في العالم من مبدعين الى إرهابيين و قتلة ؟

اللبنانيون في العالم من مبدعين الى إرهابيين و قتلة ؟

 Posted on Sunday, April 10, 2022

كتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
كيف يمكن لشعب أو بتوصيف أدق مجموعة من الشعوب تحيا على أرض واحدة تخالطت و اكتسبت الكثير من العادات المشتركة أن تتحول بمدة زمنية قصيرة الى شعوب منبوذة في العالم ؟؟؟

لنجيب على هذا التساؤل علينا أن نحدد أولاً هل التميز اللبناني المعروف في العالم كان تميزاً فردياً أو تميز مجتمعي و هل هو صفة خاصة باللبنانيين أو تميز موجود في كل مجتمعات العالم ؟؟

أينما ذهبنا في هذه الأرض نجد لبنانيين و كيفما سئلنا عن هؤلاء رأينا بينهم المتميزون و الأشخاص الناجحين الذين يتبوؤون مراكز مهمة في مختلف المجالات لكن هذا التميز كان دائماً تميزاً لأفراد وُضعوا في بيئة مؤاتية استطاعوا من خلالها ابراز مواهبهم و قدراتهم فانطلقوا في مجالاتهم ليبدعوا …

لم يكن تميز اللبنانيين يوماً تميزاً لمجتمع كامل متكامل بهوية واضحة فلماذا نقول ذلك ؟؟

أولاً - لأن تلك المجموعات لم تصل في أي يوم الى مرحلة تكوين مجتمع متكامل صاحب هوية واحدة و رؤية شاملة و موحدة لكل شيء و بقيت مجموعات متناحرة تتجاذبها الصراعات الإتنية و الأيديولوجية و المصلحية من كل حدب و صوب .

ثانياً - لو كان تميز اللبنانيين في العالم تميزاً مجتمعياً كاملاً لانعكس ذلك على وطنهم الأم بالدرجة الأولى فجنبوه الكوارث و الويلات و التي عصفت و مازالت تعصف به حتى يومنا هذا و بضراوة أكبر و أشد فتكاً .

هل اللبنانيون حقاً هم المتميزون الوحيدون في هذه الأرض ؟؟

في كل مجتمعات العالم هنالك أشخاص ناجحون متفوقون و اللبنانيون أحد تلك المجتمعات و لربما ذخرت مجتمعاتهم بعدد أكبر من المتميزين لكنها بقيت ظاهرة محدودة عادية موجودة في مختلف البيئات المجتمعية و لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على النمط القبلي الذي تعيشه شعوب المشرق العربي و منها المجتمع اللبناني بحد ذاته …

نحن قبائل متناحرة بنهاية المطاف لكننا ربما نتمتع بمظهر جميل يميزنا عن باقي القبائل المجاورة لنا و ربما هذا هو تميزنا الوحيد عن الآخرين … هو تميز سطحي لا تأثير له بالعمق على أي شيء .

لماذا نتكلم عن موضوع كهذا في مقالنا اليوم ؟؟

مناسبة هذا الكلام هي صدمة الكثير من اللبنانيين خاصة في الاغتراب عند معرفتهم بهوية مهاجم الكاتب المعروف سلمان رشدي و انتمائه الى المجتمع الاغترابي اللبناني فكيف وصل الفكر الجهادي المتزمت الى هؤلاء المغتربين ؟؟؟

ربما يمكن لنا أن نفهم تأثُّر المجتمعات اللبنانية المتناحرة بالصراعات الدينية و العقائدية الموجودة في المنطقة و لطالما تأثرنا بها لا بل كنا جزءاً منها و ذلك لسبب بسيط أن الهوية اللبنانية لم تكن يوماً هوية مجتمعية جامعة بسبب رفض الفكرة اللبنانية أصلاً  من بعض المجموعات الأساسية في ما يعرف بالنسيج اللبناني و عدم اقتناعهم بها لذا حافظوا على ارتباطهم العضوي بالمجتمعات الأم التي أتوا منها .

لكن غير المفهوم أن يتأثر بعض الإغتراب اللبناني الى هذا الحد بالمتزمتين و الرجعيين و الإرهابيين كما يحصل اليوم ..

هذا الإغتراب و الذي أقله أعطى البشرية جبران خليل جبران و هو أحد أبرز فلاسفة و مفكري القرن المنصرم و الذي ما زالت كتبه تدرَّس حتى اليوم في أهم و أعطم الصروح النربوية حول العالم …

كيف لمجتمع أن ينتج جبران و ينتج بالوقت نفسه أمثال هادي مطر من محاربي الفكر و القلم بثقافة القتل و الموت و الظلام ؟؟؟

ليس دفاعاً عن رشدي أو غيره لكن الفكر يحارب بالفكر و الرواية تقارع براوية و عندما نتخلى عن ذلك ستعم الفوضى في هذا الكون و يسود الخراب .

الى أين يجرّنا هؤلاء و ماذا يفعلون باللبنانيين و سمعتهم في العالم و الأهم ألم يحن الوقت لتنقية القمح من الزؤان ؟؟؟

الم يحن الوقت لفرز اللبنانيين بين من ينتمي حقاً الى تلك الفكرة الحضارية السامية التي خلقها الموارنة في أرض الشرق و أطلقوا عليها تسمية لبنان و بين حملة هوية لا يجمعهم بها إلا مجرد ورقة يحملونها في جيوبهم و يتلطون خلفها و هي بالواقع لا تعني شيئاً لهم ؟؟

ألم يحن الوقت ليبني اللبنانيون الأحرار كيانهم المتماهي مع العالم الحر و ثقافته الحضارية التي تشبههم بعيداً عن ثقافة تمجيد القتل و الموت و الخراب ؟؟؟

ألم يحن الوقت لنا نحن الأفراد المتميزون في هذا العالم لنميّز أنفسنا في الداخل اللبناني عن الدخلاء على هويتنا و ثقافتنا و تاريخنا ؟؟؟

ربما أتت الساعة للإجابة على تلك الأسئلة ووضع النقاط على الحروف قبل أن تحل ساعة أخرى لا مكان لنا فيها .
Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top