مقال
معركة الرئاسة على النصاب لا الأكثرية … الإشتراكي و قوى التغيير  أمام الإختبار  الصعب

معركة الرئاسة على النصاب لا الأكثرية … الإشتراكي و قوى التغيير أمام الإختبار الصعب

 Posted on Sunday, April 10, 2022

كتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
لن يستطيع حزب الله إيصال رئيس تابع له الا بمساعدة مباشرة من النواب الجدد من الذي يسمون أنفسهم تغييريين أو مستقلين فكيف سيحصل ذلك ؟

لقد كرس هذا الحزب و حلفائه في الانتخابات السابقة عرفاً بتفسيرهم الدستور بطريقة تناسبهم وقتها و هو العرف الذي يعتبر نصاب جلسة انتخاب الرئيس ثلثي اعضاء مجلس النواب .

هذا العرف الذي ساعد حزب الله في الانتخابات السابقة ربما سيكون مضراً له اليوم .

كلنا نعرف أن جماعة المحور بملكون الاكثرية المطلقة اليوم في المجلس النيابي أي ٦٥ صوتاً و ما فوق و هذا ما برز جليا وواضحاً في أكثر من محطة و استحقاق .

اذا المعركة الأساسية للقوى السيادية ستكون حول النصاب و محاولة عدم تأمينه لمنع الحزب من انتخاب رئيس موالٍ له و بالتالي مفاوضته لاحقا  للتوصل الى رئيس وسطي .

و بعكس كل ما يشاع فإن الحزب قادر على ايصال مرشحه للرئاسة من الجلسة الأولى في حال تأمن نصاب تلك الجلسة فكيف سيحصل ذلك ؟؟

لا شك ان ٨ آذار تملك منفردة حوالي ٦١ نائباً يمكن أن نضيف اليهم رئاسياً أي في جلسة الانتخاب بعض النواب المستقلين الذين يؤيدون ضمنياً أو علناً وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الموقع الأول في الجمهورية .

هنالك امثلة عديدة و أهمها نواب ما يسمى بقدامى المستقبل و الذين كشفت الوقائع بعد الانتخابات تلقيهم دعماً و مساعدة مباشرة من أمين عام هذا التيار أحمد الحريري ساهمت في وصولهم الى الندوة البرلمانية و هذا ما أكده الدكتور مصطفى علوش و غيره و في أكثر من حديث .

اذا هؤلاء النواب و بأغلبهم ما زالوا تحت عباءة الحريرية السياسية و هم يتأثرون بها إن لم نقل أكثر من ذلك أي أن تيار المستقبل يمكن أن يكون لديه كتلة غير معلنة مكونة من ثمانية نواب في أقل تقدير .

هؤلاء النواب بطبيعة الحال سينتخبون مرشح حزب الله لأسباب عديدة بدءا" بمشكلة الرئيس الحريري مع المملكة السعودية مروراً بتصفية بعض الحسابات الشخصية الداخلية و انتهاءً  بالاتفاق الذي حصل بين الحريري و فرنجية سابقاً و الذي كما يبدو ما زال قائماً حتى اليوم و يقضي بدعم وصوله الى الرئاسة .

اذا يكفي حصول حزب الله على اصوات نصف هؤلاء النواب لانتخاب الرئيس الذي يريد هذا إن لم نضف اليهم بعض النواب المستقلين و الذين و تاريخياً كانوا أقرب الى قوى الثامن من آذار كالنائب ميشال المر في المتن و غيره .

استرسلنا قليلاً في شرح هذا الواقع لنقول أن المعركة اليوم ليست أبداً معركة أكثرية نيابية و التي يمتلكها حزب الله و بشكل صريح و مريح

المعركة الحقيقية هي معركة تأمين النصاب من عدمه و هذا لن يحصل الا بمساعدة من النواب الجدد الذين يسمون انفسهم قوى التغييرأو مستقلون فكيف ذلك ؟؟؟

أولاً سنعدد نواب القوى السيادية المسيحية الصافية لنصل الى جوهر الموضوع و المعادلة الحقيقية القائمة اليوم .

تمتلك القوات اللبنانية تكتلاً من ١٩ نائباً يضاف اليه كتلة الكتائب ٤ نواب و النائب طالوزيان إضافة الى الكتلة المستحدثة (معوض-ريفي-مخزوني-أديب) ٤ نواب و النائب نعمت فرام مع جميل الجميل اثنين و يمكن اضافة النائب ميشال ضاهر فنحصل على 31 نائباً أي أقل من ثلث المجلس لذا تبقى هذه القوى بحاجة و إن كانت موحدة أصلاً لنواب الإشتراكي لتأمين تعطيل الجلسة و بعض نواب ما يسمى بقوى التغيير من هنا مسؤولية هؤلاء الكبرى في منع انتخاب رئيس تابع لحزب الله .

في ما خص الحزب الإشتراكي و الطائفة الدرزية ربما تقتضي مصالحهم و علاقاتهم الداخلية بدخولهم في اتفاق حول رئيس تابع ل ٨ آذار خاصة اذا ما كان هذا الرئيس هو سليمان فرنجية (و مع احترامنا لحيثية آل فرنجية التاريخية كعائلة سياسية مارونية عريقة) فجنبلاط إجمالاً و تاريخياً يرتاح لرئيس مسيحي لا يتمتع بتمثيل وازن ليبقى بحاجة دائمة اليه إضافة الى أنه أصلاً يتمتع بعلاقات جيدة جداً مع رئيس المردة لذا لا يمكن التعويل على الاشتراكي لتعطيل الجلسة .

يبقى في الساحة نواب التغيير أو أقله بعضهم لمحاولة تأمين الثلث لتعطيل أي جلسة يمكن أن توصل رئيس تابع لقوى الثامن من آذار من هنا تأتي مسؤوليتهم الكبرى في هذا المفترق الأساسي و الحساس من تاريخ لبنان و هم اليوم وُضعوا أمام هذه المسؤولية بشكل مباشر فإما يتسببون بتمديد الأزمة و بالتالي اسقاط لبنان نهائياً في المجهول أو بإنقاذه .

على كل من انتخب تلك القوى أن يدرك أنه مسؤول بالقدر نفسه عما سيجري فإن أخطأ هؤلاء سيكون من انتخبهم شريك كامل معهم في هذا الخطأ الذي سينهي لبنان الذي نعرفه و إن أحسنوا الإختيار سنرفع لهم جميعنا القبعة و نعتذر منهم و من جمهورهم .

لا تخدعوا انفسكم … المعركة الأساسية هنا و كما استعملوا هم التعطيل سابقاً من حق القوى المناهضة لهم استعماله ضدهم أيضاً و ابتزازهم به أقله لمنعهم من إيصال رئيس تابع كلياً لهم و التوصل الى رئيس وسطي و هو أقصى الطموح المتاح في الوقت الراهن هذا إن اردنا قراءة موازين القوى جيداً على الأرض و أإن كنا موضوعيبن و متواضعين بنظرتنا المجردة للأمور .
Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top