عن استغلال الآخرين الصراع المسيحي لشيطنتهم و تحميلهم كل الخطايا …
Posted on Sunday, April 10, 2022 كتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
هناك متل شهير عند اللبنانيين يقول " واحد مربي دقنو و التاني تعبان فيها " و هذا ما ينطبق على تعليقات بعض الخبثاء هذه الأيام .
فاقعة هي تلك التعليقات التي تطلقها بعض شخصيات من الطوائف الأخرى عند نشوب أي خلاف بين التيار و القوات .
مقززة و مقرفة تعليقاتهم و تصاريحهم كأن لا مشكلات في البلد سوى الصراع العوني القواتي و كأن كل المصائب و الويلات تسبب بها هؤلاء .
ربما كان لهذا الصراع تأثيراته المدمرة على مجتمعهم و عليهم تحديداً و لكنه حتماً لم يتسبب بكل الويلات و المآسي التي نعاني منها اليوم .
عندما يأتيك أحد بتصريح مقيت يحمل الكثير من "تبييض الوجه" الظاهر و أكثر من الحقد الدفين و الشماتة الخبيثة في الباطن و ينبري في الدفاع عن بيئته التي كانت في أساس ويلاتنا و مشاكلنا و يحاول تحميل الصراع الداخلي المسيحي أكثر مما يحتمل لغاية في نفس يعقوب أو يعاقبة يريد استرضائهم لأنهم أقوياء اليوم تكون هذه آخر الدنيا .
هل الصراع المسيحي - المسيحي هو من تسبب باندلاع الحرب الأهلية اللبنانية أم وقوفكم أنتم الى جانب الغرباء من منظمة التحرير الى حافظ الأسد بوجه من يفترض أن يكونوا أهلاً و إخوة لكم في الوطن ؟؟؟
هل الصراع المسيحي - المسيحي هو من دفعكم للارتماء بحضن الأسد عندما سيطر على لبنان و نكَّل بإخوتكم المسيحيين و ضربهم ؟؟
هل الصراع المسيحي - المسيحي هو من جعل كلفة إعادة الإعمار بعد الحرب أضعافاً مضاعفة مع ما حملته من هدر و سرقة و سمسرات ما رتب على اللبنانيين مبالغ طائلة من الديون تراكمت للأجيال الآتية ؟؟؟
أيها الخبثاء إن ظننتم أن أحداً مغشوشاً بكم أو مصدِّقاً عاطفتكم المصطنعة و خوفكم الكاذب على المسيحيين فأنتم واهمون …
إن اعتقدتم أن تذاكيكم باستغلال بعض نقاط الضعف في المجتمع المسيحي لاستكمال سياسة الإنقضاض عليه و قضمه في الدولة و الديمغرافيا و التي بدأتموها مع منظمة التحرير و استكملتموها مع الأسد فأنتم واهمون أيضاً …
ربما المسيحيون أخطأوا و ما زالوا … لكن أغلب الأخطاء التي ارتكبوها كانت بحق أنفسهم و أدت الى تدميرهم هم … و استغلالكم المرضي و الرخيص لهذه الأخطاء أدى الى تدمير لبنان الذي بناه أصلاً أولئك المسيحيون …
لا … مشاكل لبنان لم تبدأ مع الصراع القواتي العوني و لن تنتهي بانتهائه .
مشاكل لبنان بدأت بخيانة بعض ابنائه له و بتنكرهم لهوية ربما اعتنقوها من دون اقتناع و لن تنتهي تلك المشاكل الا بالإعتراف الصريح بالحقائق كما هي أو ربما بالإنفصال السلمي الحضاري بين تلك المجموعات إن لم يعد من خيار آخر .
أخيراً هل الصراع المسيحي- المسيحي هو من جعلكم تقصونهم من الدولة و الإدارات ؟؟ هل هذا الصراع هو من دفعكم لسرقة نوابهم و تمثيلهم بحجج واهية ؟؟
الأكيد أن هذا الصراع تسبب بإضعاف المجتمع المسيحي و جعلكم المستفيدون من ذلك بتدفيع مناطقهم حصرا "الجزية غير المباشرة" و التي تسمونها ضرائب و حجب كل الخدمات عنها و الأكيد أن لولا هذا الصراع لكان المسيحيون بألف خير و لكانت خيارات بعضهم مغايرة لتلك التي ترونها و تتشدقون في التنظير الغبي لبعضها اليوم و هي خيارات و بالأساس قاتلة لمجتمعهم و حضورهم الفاعل في هذا الوطن .
كفى استغباءً لنا فذاكرتنا ما زالت حية و لم ننسى مآثركم بحقنا و حق أهلنا لكننا تجاهلناها علّ حالكم يصطلح فنحاول بناء ما هدمتموه من جديد .
اهتموا بشؤونكم و شؤون مجتمعاتكم فهي أولى بالجهد و بحاجة له أكثر بكثير من التلهي بمشاكل الآخرين لأنهم و بنهاية المطاف سيدركون طريقهم و ربما عندما يدركونها لن يكون من مكان لكثر منكم بينهم ان استطاعوا الصمود بعد كل الغدر و الحقد الذي تعرضوا و ما زالوا يتعرضون له .
لن يكون لبنان بخير الا إن كان مسيحيوه بخير و كلكلم تدركون هذه الحقيقة لكنكم لا تملكون جرأة الاعتراف بها … عندما كانوا بخير فعلتم المستحيل لشرذمتهم و ضربهم و عندما تعبوا طالبتموهم بالعودة الى ما كانوا عليه فماذا تريدون ؟؟؟
لقد أوصلتموهم الى الكفر بلبنان الذي صنعوه و بإرادتهم دعوا الآخرين لمشاركتهم به و ربما و بعد كل شيء ما عادوا مقتنعين به و أصبحوا في مكان آخر بعيد جداً عن ما تعتقدونه و تظنونه انتم و هذا ما ستكشفه الأيام حتماً …