Posted on Sunday, April 10, 2022 كتب المقال : شربل نوح - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
لا شك أن من يراقب مسيرة قائد الجيش العماد جوزيف عون منذ توليه مسؤولياته حتى اليوم يلاحظ مجموعة مواصفات اساسية و مهمة سنعددها في هذا التقرير .
اولاً - و بالأساس قدرات هذا الرجل التنظيمية الهائلة و تحكُّمه الكامل بكل مفاصل مسؤولياته .
ثانياً - مقدرته الكبرى على عزل الجيش و تحييده التام عن الصراعات السياسية في البلاد و هو ما أمن حماية المؤسسة العسكرية و بالتالي استمراريتها كمؤسسة متماسكة شبه وحيدة داخل الدولة بعد انهيار كل شيء تقريبا في البلاد ما مكنها من القيام بالأدوار المنوطة بها و تأدية واجباتها على أفضل ما يكون بشهادة الأغلبية الساحقة من اللبنانيين على اختلاف انتمائاتهم .
ثالثاً - عمله الصامت و الدؤوب بتخطيط هادئ و تركيز عالٍ على تحقيق الأهداف الموضوعة دون الالتفات الى الكلام الكثير من هنا و هناك … فنحن لم نرى الرجل يتورط و لو لمرة واحدة بسجالٍ مع الأطراف التي هاجمت و تهاجم الجيش و تطاله هو شخصياً في الكثير من الأحيان .
رابعاً - محاولة وضع حد للمحسوبيات و التدخلات التي درج عليها سياسيو لبنان و تقديم الكفاءة على أي شيء آخر و هذا ما رأيناه في محطات عديدة ابرزها المدرسة الحربية و طلابها و ما قام به القائد في هذا الشأن .
خامساً - و هو الأهم فهمه العميق لعلاقات الجيش اللبناني مع منظومة الدول الغربية الحاضنة له منذ قيامه و حتى اليوم و هذا ما جعل العماد عون موضع ثقة و تقدير عاليين لدى أغلب القوى الداعمة للمؤسسة و على رأسها الولايات المتحدة و التي زادت من وتيرة مساعداتها للجيش و فصلتها عن موقفها السياسي من القضايا الأخرى في لبنان لعلمها أن ما تقدمه لتلك المؤسسة سيستعمل بالطريقة المناسبة و في المكان المناسب دون فساد أو ما شابه و هذا بحد ذاته ثقة كبيرة جداً بأداء قائده و نظافة كفه .
سادساً - صلابته و عدم تراجعه عن قراراته الحاسمة في الكثير من الأمور و التي جنبت البلاد كوارث كبيرة رغم تهديدات البعض و تهويلهم و محاولة رسمهم خطوط حمراء له ووضع العوائق أمامه .
لماذا نعدد بعض ابرز صفات العماد جوزيف عون في هذا التقرير ؟؟؟
لا شك أن اسم هذا الرجل ارتفعت اسهمه كثيراً في الآونة الأخيرة لتسلم سدة المسؤولية الأولى في الجمهورية اللبنانية رغم عدم اهتمامه الواضح بموضوع كهذا و نفيه المتكرر أي رغبة له به .
الإشارات على ذلك كثيرة أبرزها اتى منذ أيام في حديث الدكتور سمير جعجع الصريح عن عدم ممانعته لوصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة الأولى و الإشادة بإنجازات الرجل و هذا يعني ما يعنيه في السياسة اللبنانية و بما و من يمثل الدكتور سمير جعجع داخلياً و خارجياً .
عدَّدنا تلك الصفات لأن أكثر ما نحن بحاجة اليه اليوم في لبنان هو مواصفات معينة للرئيس المقبل للقيام بمهمة الانقاذ نراها متوفرة في هذا الرجل.
نريد رئيساً قوياً قادراً مقداماً و الأهم لا يمكن ترهيبه و إخافته او ترغيبه و إغرائه و هذا ما يتوفر بقائد الجيش اليوم .
نريد رئيساً يتمتع بالثقة الدولية و العربية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة في الإدارة اللبنانية و محاولة وضع حد للفساد و الفاسدين .
نريد رئيساً لديه القدرة على اعادة بناء المؤسسات المنهارة و اطلاقها من جديد على أسس ثابتة و متينة و تجربة العماد عون داخل المؤسسة العسكرية أكثر من مشجعة على ذلك .
نريد رئيساً قادراً على فرض احترامه و هيبته على الجميع و التصرف بعدالة بين المجموعات اللبنانية المختلفة دون التحيز لطرف على حساب آخر و لكن بتحيز واضح و وحيد لمصلحة البلد العليا بعلاقاته الخارجية و توازناته الداخلية المعروفة و هذا أمر برهن قائد الجيش في سنوات قيادته للمؤسسة عن فهمه التام و العميق له و لمسناه بالممارسة .
اشتقنا لأشخاص من طينة فؤاد شهاب … و العماد جوزيف عون ذكرنا بهذه الخامة القوية المتجردة من القادة … نأمل ان يكون لديه الرغبة بتولي هذه المسؤولية الكبرى في هذا الزمن الصعب و تتأمن الظروف اللازمة لوصوله علَّه يسهم بانقاذ ما تبقى من هذا الوطن المشلع و بإعادة اطلاق عجلة الحياة في لبنان مرة من جديد .