من يراجع كل تاريخ أوروبا و الغرب القريب و البعيد بتمعّن يدرك جيداً أن هذه الشعوب و التي تخطت بحور الدماء و مشت بخطى ثابتة نحو مستقبل آمن و حر لشعوبها لن تقبل أبداً بفرض أية عقائد عليها لا تتناسب مع حضارتها و ماضيها .
اليمين و اليسار - الصراع الذي لا ينتهي :
بداية و بغض النظر عن حنين بعض اليمين للأنظمة الفاشية و النازية لأسباب تاريخية ربما و لاقتناع البعض الآخر ببعض الأنظمة الديكتاتورية و تبني بعض نظرياتها يبقى هذا اليمين بالحد الأدنى ملتزم بالقيم الأساسية التي نشأت عليها مجتمعاتهم و أعطتهم ميزتهم في هذا العالم و عاجلاً أم آجلاً سيكتشف هؤلاء حقيقة أولئك القادة المستبدين بمجرد تعاملهم المباشر معهم .
عند كل فوز لأي حزب يميني وطني أو تقدم و قبله و بعده نرى وسائل الإعلام العالمية التابعة بمعظمها لليسار المتطرف و الخبيث تنبري لمهاجمتهم و تشويه صورتهم دون أي مبرر لذلك .
إذا كانت تلك الفئات اليسارية المتطرفة مؤمنة حقاً و بالفعل بالديمقراطية و مفاعيلها عليها الإعتراف إذاً بنتائجها و التعامل بتواضع مع الواقع الناتج عنها اللهم أن لا يكون كلام تلك الفئات التي تدّعي الليبرالية زوراً هو شعارات فارغة للإستقطاب و الحقيقة في مكان آخر .
فعلى سبيل المثال ماذا فعلت المجموعات و الأحزاب اليسارية المتطرفة في موضوع حقوق الإنسان غير الشعارات الطنانة و الرنانة ؟؟ نحن نرى هذه الايام استقتال أغلب الدول التي تحكمها تلك الأحزاب للانفاق مع إيران بهدف تأمين مصالحها و صفقاتها بغض النظر عن أي حقوق لأي انسان هناك و هذا ما رأيناه سابقاً بتعاملها مع مجموعات و دول أخرى في العالم ..
من التحالف مع الحركات الدينية المتطرفة و تأمين الرعاية لها منذ الحرب الباردة و حتى يومنا هذا الى بعض الحروب في منطقتنا بالذات و الصفقات الكبرى التي جرت تحت ستارها الى تعاملها المنحاز ضد القضية الفلسطينية و غيرها الكثير !!!
نتكلم عن هؤلاء لنقول أنهم أشخاص و مجموعات لا تتمتع بأي قيم فعلياً و جلّ ما يهمهم هو مصالح الشركات الكبرى التي تحركهم لكنهم يدّعون العفة من خلال إعلامهم و يظهرون بمظهر إنساني بريء بعيد عن الحقيقة و الواقع .
الفرق بينهم و بين الأحزاب اليمينية الوطنية و المحافظة في بلدانهم أن هؤلاء ما زالوا يتمتعون فعلياً بالحد الأدنى من القيم الإجتماعية و الإنسانية و يمارسونها في حياتهم و تصرفاتهم .
كيف لأحد أن يتهم وطنياً يريد الحفاظ على هويته و تاريخ شعبه بالتطرف ؟؟؟ ما هذه الكذبة ؟؟ ماذا فعل اليسار المتطرف و ماذا قدم لمجتمعاته غير الإفساد و تحلل العائلة و نبذ الآخر و تشويه صورته لمجرد إيمانه بعقائد مخالقة لهم أو لمحافظته على عاداته و تقاليده .
المتحجرون و مواعظهم الفارعة :
ربما يمكن لنا أن نفهم هجوم اليسار المتطرف على أحزاب اليمين الوطنية من منطلق الصراع السياسي القائم بينهما في بلدانهم و هذا حق و أمر طبيعي.
لكن ما لا يمكن فهمه أبداً أن تنبري وسائل إعلام بعض الأنظمة الأكثر قمعاً لشعوبها على وجه الأرض والتي بسببها تحولت تلك الشعوب الى لاجئة و مشردة في بلدان العالم يمارس بعضها أعمالاً إرهابية و إجرامية هناك ما أدى الى استفاقة المارد الوطني من غيبوبته و من هنا رأينا هذا الصعود السريع لليمين الوطني .
ما لا يمكن فهمه أيضاً أن تنبري بعض وسائل الإعلام التي تدور في فلك أكثر الحركات و التنظيمات عنفاً و إرهاباً في التاريخ الحديث أن تنبري لإعطاء المواعظ للشعوب الغربية و اتهامهم بما هو فيها أصلاً أي التطرف .
الحركات اليمينية هي حركات وطنية سلمية بأغلبيتها الساحقة تعتمد الأسلوب الديمقراطي لغة للتعاطي في الأمور العامة و لا تلجأ للعنف و القتل و التخوين و إهدار الدماء مثل الآخرين و عليكم انتم التعلم منها بدل وعظها بكلام سطحي و فارغ كعقولكم .
المستقبل للوطنيين المحافظين على العائلة و القيم :
اليمين فاز و سيفوز في أوروبا كلها و ستستعيد القوى المحافظة حضورها القوي في الولايات المتحدة لا لشيء سوى أن شعوب تلك البلدان ترفض تغيير ثقافتها و هويتها الحضارية و استبدالها بتقاليد و موروثات بالية عفى عليها الزمن و لم تعد صالحة لمواكبة العصر و الزمن .
اليمين فاز و سيفوز لأن تلك الشعوب انتفضت و ستنتفض لحقيقتها التاريخية ضد الإرهاب و الإجرام الذي تمارسه الحركات المتطرفة الغريبة في بلدانها .
أنظروا قليلاً الى الوراء و تذكروا أنهار الدماء التي سالت طويلا عندهم من الحروب الأوروبية التي لا تعد أو تحصى و منها "المقدسة" لمن ينسى الى الحرب الأهلية الأميركة وغيرها الكثير علَّكم تدركون أن حريتهم كلفتهم الكثير و هم لم و لن يستغنوا عنها بهذه السهولة و سيلفظون عاجلاً أم آجلاً كل من يحاول الإقتراب منها أو تقييدها .