مقال
بين التعداد والإستقواء، الفيدرالية أهون الشرّين!

بين التعداد والإستقواء، الفيدرالية أهون الشرّين!

 Posted on Sunday, April 10, 2022

كاتبة المقال :اليان خوري - صدى الارز
Thursday, April 21, 2022
ليست المرة الأولى التي تظهر فيها هشاشة تركيبة لبنان الكبير، منذ ١٠٠ عام، الحوادث المتتالية شواهد على أن "ما فرقه الله لا يجمعه إنسان".

ليست الفوارق الدينة والطائفية هي وحدها الملامة، بل التاريخ والجغرافيا والإيديولوجيا.

فمنذ البدء وقبل الإحتلال العثماني وبعده، وعلى هذه الأرض جماعات مختلفة بالإنتماء والمنابع والمشارب، لكلٍّ منها أولويات وأهداف ومسار تاريخي متناقض.

بين "التلطي" بعد خسارة الملك فيصل معركة ميسلون، وانتهاء "حلم" الإنضمام إلى المملكة العربية الفيصلية، وبعد "إنذار غورو" الشهير وإرغام فيصل باتفاق "كليمنصو"،

وبين "الغبن" الذي شعر به من "لم يكن في السوق" حين تمت الصفقة،

وبين "المصلحة" بعد المجاعة خلال الحرب العالمية نتيجة الحصار، والحاجة للسهول والموانئ،

ركّبت الخرائط وجُمعت التناقضات وتمّت الولادة القيصرية "للبنان الكبير".

وبعد عشر سنوات (١٩٢٠ - ١٩٣٠) بين الإقناع والإرغام، وقّع "الميثاق الوطني" واعتقد الحاضرون بأنه يضمن "مصلحة" الموقّعين.

والنتيجة، ما نعيشه اليوم، فمن "التعداد" إلى "الإستقواء" والتشبث بالكيان، تغيّرت شروط العقدْ وكثُرة العِقد.

خطأ تاريخي "عن حسن نيّة" لا يصححه إلا قرار جريء "بعد وضوح الرؤية"، الفيدرالية هنا هي أهون الشرّين،

فبين الخضوع والإنشقاق نختار العيش معًا ضمن نطاق ال ١٠٤٥٢ كلم² ولكن كلٌّ حسب حريّته،

ونستذكر أبينا الراحل البطريرك صفير حين قال : "إذا خيّرنا بين العيش المشترك والحرية نختار الحرية" والسلام.
Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top