بعد مسيرة حافلة بالعطاء والألقاب الجماعية والإنجازات الفردية، قرر “السلطان” زلاتان إبراهيموفيتش اعتزال عرشه في عالم “الساحرة المستديرة”، وهو في الواحدة والأربعين من العمر.
وكشف المهاجم السويدي المخضرم الذي لعب في ست دوريات أوروبية، بينها أربع كبرى، بالإضافة إلى الاحتراف في الدوري الأميركي، عن قراره إثر نهاية مباراة فريقه ميلان الإيطالي ضد فيرونا في المرحلة الأخيرة من “السيري أي” في وقت متأخر من مساء الأحد.
وقال إبراهيموفيتش متوجها إلى أنصار ميلان في ملعب سان سيرو “إنها اللحظة التي أقول فيها وداعا لكرة القدم، وليس فقط وداعا لكم”.
وأضاف: “تنتابني مشاعر عدة في الوقت الحالي. فورتسا (إلى الأمام) ميلان ووداعا”.
وتابع: “عندما جئت إلى هنا للمرة الأولى، منحتموني السعادة، وفي المرة الثانية منحتموني الحب. لقد استقبلتموني بالأحضان، أشعر بأنني في بيتي، سأكون ميلانيستا إلى الأبد”.
وكان إبراهيموفيتش عنصراً مؤثراً لدى عودته إلى النادي عام 2019 بعد أن قضى في صفوفه موسمين، قاده خلالهما إلى إحراز لقب الدوري المحلي عام 2011، قبل أن يساهم في إحراز ميلان اللقب الموسم الماضي.
إنجازات مميزة من هولندا إلى إيطاليا
وكان “السلطان السويدي” قد حقق خلال مسيرته المظفرة بطولة الدوري المحلي في هولندا مع أياكس أمستردام مرتين في عامي (2002 و2004).
وحقق بطولة الدوري الإيطالي خمس مرات، ثلاثة منها مع إنتر ميلان (2007 و2008 و2009) ومرتان مع “أي سي ميلان” (2011 و2022).
وفي إسبانيا، ظفر بلقب “الليغا” مرة واحدة مع برشلونة في العام 2010، وبعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان أحرز لقب الدوري الفرنسي أربع مرات في مواسم (2013 و2014 و2015 و2016).
أما لقبه القاري الوحيد فكان في صفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي عندما توج بطلا للدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في العام 2017.
وخاض زلاتان أيضاً 122 مباراة دولية مع منتخب السويد، سجل خلالها 62 هدفاً، ولكن بدون أن يتمكن من تحقيق أي لقب مع فريق بلاده.
“الهداف العجوز”
ولم يلعب “إيبرا” كثيراً هذا الموسم بسبب الإصابات المتكرّرة التي لحقت به، وعاد إلى الملاعب في فبراير الماضي إثر عملية جراحية في ركبته اليسرى في مايو 2022.
وسجل هدفاً في مرمى أودينيزي خلال فوز فريقه 3-1 في مارس الماضي، ما جعل منه أكبر لاعب سنا يسجل هدفا في تاريخ الدوري الإيطالي.
وكان إبراهيموفيتش يرغب في خوض بطولة كبرى أخيرة في صفوف منتخب السويد، وتحديداً كأس أمم أوروبا في صيف العام القادم، لكنه أصيب مجدداً في أبريل في ربلة الساق ولم يعد إلى الملاعب.
ونوّه به مدرب ميلان، ستيفانو بيولي، بقوله: “لا نستطيع إلا توجيه الشكر إليه لكل ما قام به من أجلنا. أمر حزين أن يقرر بطل مثله ألا يمارس كرة القدم من الآن وصاعداً”.
وكان مدربه الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، قد تحدث عنه في كتابه “أسراري كمدرب”، مستذكرا عندما اجتمعا في نادي باريس سان جيرمان، إذ كتب “قدموا لي زلاتان على أنه لاعب من الصعب إدارته.. لكنني اكتشفت لاعباً محترفاً شديد التركيز دائماً على عمله”.
إثارة خارج الملاعب
واشتهر زلاتان بتصريحاته النارية الشهيرة خارج الملاعب، مما جعل البعض يتهمه بأنه مصاب بجنون العظمة، فقال عندما ترك باريس سان جيرمان “لقد جئت كملك، وأرحل كأسطورة”، بحسب وكالة فرانس برس.
وكان لسان حاله مماثلاً لدى رحيله عن نادي “لوس أنجلوس غالاكسي” الأميركي متوجها إلى أنصار النادي، ” لقد أردتم زلاتان، لقد منحتكم زلاتان.. التاريخ يستمر، وتستطيعون الآن العودة إلى لعبتكم المفضلة البيسبول”.
ووُلد زلاتان في الثالث من أكتوبر عام 1981 من والد بوسني مسلم وأم كرواتية كاثوليكية، وقبل كرة القدم مارس في شبابه رياضة التايكواندو.
واستفاد “السلطان” من تلك الرياضة القتالية لدى ممارسته كرة القدم بفضل الليونة التي اكتسبها منها، ما مكنه من تسجيل أهداف مذهلة وتاريخية.
وأبرز تلك الأهداف كان في مرمى إنكلترا عندما استدار على نفسه على الجهة اليمنى ومن مسافة 35 متراً ليسجل ضربة رائعة، بالإضافة إلى هدفه عندما كان يلعب في صفوف أياكس، حيث راوغ ستة لاعبين بحركات فنية قبل أن يسجل هدفا مميزا أطلق مسيرته.
وعن مستقبله بعد الاعتزال، يجيب زلاتان “لنستغل المستقبل، فثمة فصل جديد سيبدأ”.