قال الداعية الشيعي، ياسر عودة، الذي أغضب السياسيين والمراجع الدينية في لبنان والعراق، الجمعة، إن هناك جماعات من بينها حزب الله اللبناني المسلح تحاول إسكات الأصوات المعارضة داخل الطائفة، بما فيها صوته.
وخلال السنوات الأخيرة، اكتسب عودة شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب انتقاده للفساد في العراق ولبنان.
كما عارض استخدام العنف الذي تمارسه الجماعات المدعومة من إيران ضد خصومها في البلدين المأزومين.
وتعهد عودة خلال مقابلة مع الأسوشيتد برس، الجمعة، بعدم الرضوخ حتى لو كلفه ذلك حياته.
جاءت تعليقاته بعد يومين من إصدار هيئة داخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وهو أعلى سلطة دينية شيعية في البلاد، بيانا يحدد 15 داعية ويصفهم بأنهم غير مؤهلين لتقديم الإرشاد الديني.
وكان عودة على رأس القائمة وكاد أن يُجرَّد من مكانته الدينية، لكن المجلس أصدر في وقت لاحق بيانا يقول فيه إن موقف الهيئة العامة للتبليغ الديني لا تمثل وجهة نظره.
وقال عودة في غرفة الجلوس بشقته المتواضعة في ضاحية المريجة الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية في العاصمة اللبنانية، بيروت: “لا أعترف بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان”.
وأكد عودة أنه يرفض “فساد السياسيين الذين تحميهم السلطات الدينية”، في إشارة واضحة إلى المجلس.
وألقى عودة باللوم في الانقسامات داخل المجلس، المتعلقة بالبيان الذي ينص على عدم أهليته لتقديم الوعظ الديني، على التنافس بين الدعاة الذين يأملون في ترأس المجلس يوما ما.
جاء أحد أقسى تعليقات عودة التي انتشرت على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أغضبت السياسيين اللبنانيين والعراقيين، خلال خطاب ألقاه، أواخر الشهر الماضي، حين قال: “أيا كان المدافع، وحتى ولو بكلمة واحدة، أي مشرّع، أو وزير أو قائد في لبنان والعراق، فهو كاذب، وفاسد وشريك معهم”.
وأضاف عودة “انتشر هذا الخطاب في العراق وأثار غضب السياسيين والمنتفعين وخاصة الشيعة”، متسائلا كيف يمكن أن تعاني دولة غنية بالنفط من بنية تحتية متداعية ويعيش الكثير من مواطنيها في فقر.
كما انتقد عودة بعض القادة الدينيين في الحوزة، المدرسة الدينية بمدينة النجف العراقية المقدسة لدى الشيعة، وهو ما أثار غضب بعض الشخصيات المؤثرة في المدينة التي تضم أحد أقدس الأضرحة الشيعية.
وذكر مسؤول عراقي في بغداد للأسوشيتد برس أن بعض المراجع الدينية في النجف طلبوا منع عودة من الإدلاء بتصريحات عامة.
وأشار مسؤول آخر إلى أن بعض كبار أعضاء الجماعات المدعومة من إيران وبعض السياسيين أرسلوا شكاوى إلى بيروت عبر ممثل جماعة حزب الله اللبنانية لدى العراق، الشيخ محمد كوثراني، مطالبين بتهميش عودة.
وتحدث المسؤولان العراقيان شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لأنهما غير مخولين الحديث عن الأمور الدينية.
ونفى حزب الله اللبناني أي تدخل في قضية عودة، قائلا إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان هو المسؤول.
وقال عودة إن هناك ضغوطا هائلة تُمارَس عليه في لبنان من حزب الله وحركة أمل الشيعية، التي يتزعمها رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري.
وأشار إلى الجماعتين بوصفهما “الثنائي الشيعي”، الذي قال إنهما “يمنعان بصرامة أي انتقاد”.
وأيد عودة الاحتجاجات المناهضة للفساد، التي اندلعت في العراق ولبنان عام 2019، والتي تم قمعها في الأغلب من قبل الجماعات الشيعية المدعومة من إيران في العراق، وحركة أمل وحزب الله في لبنان.
وقال عودة: “الثنائي الشيعي لا يحبونني، لأني أتهمهما بسوء الإدارة والفشل والمشاركة في الفساد في البلاد بالتوقيع على جميع القوانين التي تهدر الأموال العامة”، مشيرا إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة التي ألقت بلبنان في أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث.
ووصف عودة الهجمات الأخيرة ضده، بما في ذلك بيان الهيئة العامة للتبليغ الديني، بأنها “قتل معنوي، قتل بلا رصاصة”. وردا على سؤال عما إذا كان خائفا على حياته، قال إنه لا يخشى الموت.
وأضاف “أنا مستعد لدفع الثمن لكن لا تؤذوا أسرتي. لا أريد أكثر من ذلك”.