طوال الأشهر الماضية، انشغل المحللون العسكريون حول العالم بالحديث عن الهجوم الأوكراني المضاد، الذي تدربت من أجله القوات الأوكرانية وتسلحت بشكل مكثف، مما جعلها واحدة من عدد قليل فقط من الحملات العسكرية التي يعلن عن النية لتنفيذها قبل فترة طويلة من التنفيذ.
ووفقا لتحليل للكاتب، إيشان ثارور، نشرته واشنطن بوست، فإن هناك عمليات كبيرة تجري حاليا على ثلاث جبهات رئيسية على الأقل ضمن الجبهة الأوكرانية.
تمتد الجبهات الثلاث شرقا حول باخموت وباتجاه لوهانسك المحتلة، وجنوب شرق منطقة دونيتسك وجنوبا إلى أجزاء من منطقة زابوروجيا التي تسيطر عليها القوات الروسية باتجاه بحر آزوف.
ماذا يعني الهجوم بالنسبة للجانبين
يقول ثارور إن روسيا عززت بشدة الجبهة الجنوبية باتجاه بحر آزوف لأن “نجاحا أوكرانيا هناك من شأنه أن يؤدي إلى كارثة استراتيجية للكرملين”.
وينقل عن محللين عسكريين قولهم إن الطبيعة الجغرافية المنبسطة للمنطقة تجعلها نقطة محورية محتملة للهجوم المضاد.
ويضيف ثارور أنه “من خلال قطع الطريق في هذه المنطقة يمكن لكييف أن تقطع “الجسر البري بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم، وهذا من شأنه أن يقطع خطوط الإمداد الروسية بين الشرق والغرب”.
وأشار إلى أن “موقع المنطقة في قلب خط المواجهة يعني أن أي هجوم هناك يمكن أن يحاصر أعدادا كبيرة من القوات الروسية في جيب إلى الغرب، في مقاطعة خيرسون”، كما “يمكن أن يكون كثيرون محاصرين في شبه جزيرة القرم نفسها، إذا تمكنت أوكرانيا من ضرب الجسر فوق مضيق كيرتش مرة أخرى”.
وتأمل أوكرانيا وحلفاؤها أن تخترق قواتها ذات الكثافة النارية العالية والتدريب الغربي الخطوط الروسية المعززة.
ومع ذلك، ينقل ثارور عن خبراء قولهم إن القتال سيكون أقرب إلى معارك الاستنزاف التي سبقت تحرير أوكرانيا لخيرسون من حملة خاطفة شبيهة بالتي هزمت القوات الروسية في خاركيف.
وينقل ثارور عن خبراء قولهم إن الهدف النهائي لكييف هو موقع قيادي يمكن من خلاله التحول ومواجهة الكرملين.
الداخل الروسي
كما يضيف الهجوم المضاد الأوكراني مزيدا من الضغوط على الكرملين، وفقا للكاتب.
وتحولت “العملية الروسية الخاصة” من حرب أرادها الكرملين سريعة وبنتائج ساحقة إلى حرب طويلة مكلفة عمقت عزلة روسيا الدولية وأطلقت ضدها تكاتفا دوليا واسعا.
ويقول خبراء للكاتب إنه إذا خسرت روسيا الممر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، فستكون ضربة خطيرة للغاية لبوتين نفسه.