وفي وقت بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري مرناً باستبدال “الحوار” بـ”التشاور”، برز تشدد لدى حزب الله بالتمسك بالحوار قبل الذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية ورفض رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية سحب ترشيحه، فيما رفض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أي حوار أو تشاور قبل جلسة الانتخاب لعدم تكريس أعراف غير دستورية.
ومن المنتظر أن يرفع لودريان تقريراً عن نتائج زيارته إلى القمة التي ستجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الأمريكي جو بايدن في فرنسا بمناسبة إنزال النورماندي.
وتعبيراً عن عدم حصول تقدم في الملف الرئاسي، رأى عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني أنه “لم يعد هناك وجود لأي مبادرة ويجب الدخول بطرح أو أسلوب جديد لتحريك المياه الراكدة في لبنان”، مشيراً إلى “أننا لا نزال في معسكرين، وإذا لم يقرّرا التقدم خطوة للالتقاء على طريق إيجابية لن يكون هناك أي جديد في موضوع الاستحقاق الرئاسي”.
ولفت إلى “أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم يذكر موضوع الخيار الثالث”، لكنه “اعتبر أن المرشحَين سليمان فرنجية وجهاد أزعور غير قادريَن على حصد الأصوات اللازمة للنجاح، فيما هو لم يدخل في تسمية أي مرشح ثالث باعتبار أن الموفد الفرنسي واللجنة الخماسية يقوم دورهما على تقريب وجهات النظر”.
ورأى البعريني “أن الدعوة إلى الحوار وترؤس الرئيس نبيه بري المشاورات تواجهان صعوبات، وطلبنا من اللجنة الخماسية والموفد الفرنسي التعاون معنا في هاتين النقطتين لإيجاد مخرج واستكمال مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”. ولم يتوقع إيجابيات من القمة الفرنسية الأمريكية فيما “المنطقة على فوهة بركان والوضع صعب، لذا لن يحصل انتخاب رئيس في المرحلة المقبلة لأنه لا نوايا مبطنة تريد ذلك، على عكس الظاهر”.
من ناحيته، أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل “أننا لا نسأل عن شكل الحوار أو التشاور، إنما ما يهمنا هل هناك استعداد لدى حزب الله في البحث عن اسم ثالث أو لا؟ وهل هم متمسكون بفرنجيه أو لا؟”، معتبراً “ان حزب الله إلى الآن غير مستعد لانتخاب رئيس وملاقاتنا إلى منتصف الطريق”. وكشف عن “ضمانات طلبها من الموفد الرئاسي الفرنسي: أن يؤدي حضورنا التشاور إلى جلسة انتخاب بمعزل عن نتيجة التشاور كي لا يكون فخاً، والضمانة الأخرى أن يحضر الرئيس بري مع كتلته وكتلة حزب الله جلسة الانتخاب، وعدم الانسحاب أو عوض الضمانتين فليسحبوا فرنجية ويلاقونا إلى اسم ثالث”.
وأكد الجميّل “أن الوقت حان ليعترف الجميع ان لبنان مخطوف من قبل حزب الله الذي يمنع الإصلاحات ويجرنا إلى حرب”، وقال “على الجميع أن يستوعب أننا لن نخرج من الدوامة، وسيطرة الحزب إلا بالمواجهة، وهذا يتطلب تجميع القوى لا أن نذهب إلى منطلق طائفي انما وطني لتحرير البلد”، مشدداً على “أهمية ألا نطيّف الصراع ونأخذه بإطار عصبية طائفية، إنما المعركة وطنية ولا تخاض إلا وطنياً وأي تقسيم للمعارضة طائفياً هو انتصار لحزب الله”.