صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

لودريان في لبنان للمرة السادسة لإثبات الحضور بانتظار الحسم في غزة

بقلم : دنيز رحمة فخري - يعتبر البعض في لبنان أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان لم تحمل جديداً وهي لإثبات الحضور والدور والاتصالات ولكن عملياً لا أفق لها ولا أمل بتحريك الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية حرب غزة.

لم يراهن اللبنانيون على أن تحدث زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، اختراقاً نوعياً في أزمة رئاسة الجمهورية الممتدة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أو أن تحرز تقدماً جدياً في الملف الرئاسي. فالزيارة السادسة التي لم تختلف في جدول لقاءاتها عن سابقاتها، باستثناء خلوها من لقاء قائد الجيش جوزيف عون، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بحجة وجوده خارج البلاد، بدت استطلاعية لتحديث المعلومات والمعطيات المتعلقة بالتطورات الرئاسية خصوصاً، واللبنانية عموماً، وهي بحسب ما كشف مصدر دبلوماسي فرنسي، جاءت بطلب من السفير الفرنسي في لبنان إيرفيه ماغرو، الذي أصر على حضور لودريان، استناداً إلى تبلغه موقفاً من الثنائي (حركة أمل – حزب الله) مختلفاً عن السابق، ترجم بإبلاغ لودريان القبول بالتشاور وفصل ملف الرئاسة عن حرب غزة. وأكد كل من التقى الموفد الفرنسي أنه لم يحمل جديداً، لكنه حذر من خطورة استمرار الشغور الرئاسي، وقال لمن التقاهم “إن لبنان السياسي سينتهي إذا بقيت الأزمة على حالها من دون رئيس للجمهورية، ولن يبقى سوى لبنان الجغرافي”. وصرح السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، الذي عقد وسفراء “اللجنة الخماسية” (سفراء مصر وفرنسا وقطر والسعودية وأميركا)، لقاءً تقييمياً مطولاً مع الموفد الفرنسي في ختام جولته، بأن “لا جديد يمكن قوله”. وكشف موسى لـ”اندبندنت عربية” أن الاجتماع تناول كل الأمور بالبحث والتدقيق وتم الاتفاق على الخطوات التالية، رافضاً الإفصاح عن طبيعتها، لكنه جزم بأن “حراك ’اللجنة الخماسية‘ لن يتوقف وسيستمر بصورة مكثفة في الفترة المقبلة”.

إيجابيات وسلبيات  

 وحاول لودريان، بحسب المعلومات، تسويق مبادرة كتلة “الاعتدال” لعقد مشاورات تسبق جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما سمع من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” (كتلة حزب الله) النائب محمد رعد استعداداً للذهاب إلى المشاورات من دون شروط مسبقة، كما أبلغاه أن الثنائي لم يعد متمسكاً بربط الملف الرئاسي بحرب غزة، وهو ما اعتبره لودريان عنصراً إيجابياً نقله إلى قوى المعارضة، مع اعترافه بعناصر سلبية أخرى تتعلق برفض “الثنائي” الانتقال إلى الخيار الثالث. وعلمت “اندبندنت عربية” أن الموفد الرئاسي وعد بالتواصل مجدداً مع رئيس مجلس النواب بعد انتهاء لقائه مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مقر الحزب في معراب. وعقد اجتماعاً تقييمياً مع سفراء “اللجنة الخماسية”، وذلك بعد سلسلة أسئلة طرحها جعجع ورئيس “حزب الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، ولم يكن لديه أجوبة عنها، وتتعلق بآلية التشاور، وهل سيحصل حول طاولة؟ أم يقبل بري بمشاورات في المجلس تتزامن مع دعوته إلى جلسة للانتخاب؟
وتمسك رئيس حزب “القوات اللبنانية” بموقفه الرافض لما سماه “الأعراف المخالفة للدستور”، داعياً بري “إذا كان إيجابياً” إلى الدعوة إلى جلسة لانتخاب الرئيس، ومعلوم أنه مضى على آخر جلسة انتخابية رئاسية دعا إليها رئيس مجلس النواب نحو 12 شهراً. وبدوره حذر رئيس حزب الكتائب، لودريان من بعض المطبات.  

زيارة للزيارة

ويعد البعض في لبنان أن زيارة لودريان لم تحمل جديداً، وهي لإثبات الحضور والدور والاتصالات، ولكن عملياً لا أفق لها ولا أمل بتحريك الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية حرب غزة، خصوصاً بعدما ربط “حزب الله” أي اتفاق حدودي قد يمهد للملف الرئاسي بمصير الحرب. ويكشف أستاذ القانون والسياسات الخارجية في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا، محي الدين الشحيمي، أن “زيارة لودريان لم تحمل فكرة محددة، لكنه سعى إلى تنظيم أمور النقاشات لكي تصب فقط في الملف الرئاسي، وحاول في مهمة شبه مستحيلة، فصل ملف لبنان عن كل ملفات المنطقة، استناداً إلى مؤشرات دولية عدة من الممكن أن يعول عليها، بدءاً بمشهدية التقارب الفرنسي – الأميركي، وقمة النورماندي المرتقبة أول الشهر المقبل، وإشارات إلى بلوغ الاتفاق السعودي – الأميركي مرحلة متقدمة، مع المناخ السعودي – الإيراني الإيجابي. ويرى الشحيمي أن موفد الرئيس الفرنسي أتى إلى بيروت في محاولة للاستفادة من هذه الخروقات تحت سقف احترام الدستور والقرارات الدولية، وعدم تحقق الغلبة لأي فريق، وبخاصة الفريق المنغمس إقليمياً في قضايا المنطقة، أي “حزب الله”.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

إيجابية مفخخة

وشملت لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي، كلاً من رئيس مجلس النواب، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والكتل البرلمانية الحزبية والمستقلة، باستثناء رئيس “التيار الوطني الحر” الموجود خارج البلاد. وزار البطريرك الماروني بشارة الراعي بمقره في بكركي. وتسلم لودريان من كتلة “الاعتدال” التي التقاها ضمن تكتل “اللقاء النيابي المستقل”، نسخة عن مبادرتها وبنودها الـ10، ودقق وسأل حولها خصوصاً في ما يتعلق بالبندين العالقين، رئاسة المشاورات والجلسات المفتوحة. وبحسب مصدر نيابي في الكتلة، فإن لودريان بدا متفهماً مطلب بري ترؤس جلسة المشاورات، والذي يجب ألا يكون العقدة، كما قال، واعداً ببحث المسألة مع قوى المعارضة. وحث لودريان كتلة “الاعتدال” على القيام بجولة جديدة من اللقاءات للاتفاق على آلية جلسة التشاور. وكرر لودريان في المقابل “ضرورة الانتقال إلى الخيار الثالث”، وأن على المرشحين الحاليين، سليمان فرنجية وجهاد أزعور، الانسحاب توافراً للوقت وتجنباً لإحراج الكتل و”اللجنة الخماسية”، علماً أن الموفد الفرنسي كان سمع من مرشح “الثنائي” فرنجية استمراره في السباق الرئاسي ورفض الانسحاب.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading