صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

لماذا لم يشنّ “حزب الله” حرباً على إسرائيل حتّى الساعة؟

بقلم : إيسامار لطيف - لا يُخفى على أحد تأثر لبنان بأقل حدث أمني إقليمي سواء كانت إسرائيل وراءه أم لا، ولا شك أن ما قبل أحداث غزة ليس كما بعدها، إذْ هناك تغييرات جيوسياسية محورية في طريقها إلينا خلال الأشهر القليلة القادمة. وبعيدًا عن سيناريوهات التقسيم الإقليمي المطروحة، ما الذي يمنع حزب الله من إعلان الحرب على إسرائيل بشكل صريح على الرغم من القوّة التي يمتلكها ودعم إيران له؟

لن ندخل في تاريخ الصراع الجنوبي-الإسرائيلي الذي يعرفه القاصي والداني، وإنّما سنتوقف عند خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما قبل الأخير، وتحديدًا عندما رفض الحديث عن الجبهة البقاعية – السورية، التي حذفها من حساباته وكأنها لم تكن يومًا ممرًا آمنًا للذخائر والأسلحة عبر دولة حليفة له، أبدت رفضها القاطع بفتح جبهة حربية أخيراً لمناصرة حركة “حماس” ما دفعه إلى تغيير مخطّطاته كاملةً لحين إقناع حليفه السوري، وفقًا لتصريحات رسمية حصل عليها موقع mtv من مسؤولين أمنيين سوريين.
 
“لن ننسى ماذا حلّ بنا وبسوريا على يد حركة “حماس” خلال كذبة الربيع العربي. موقفنا ثابت حيال القضية الفلسطينية ولا ننتظر مِن أحد تصديق ذلك أو الوثوق بنا، إلاّ أن أمننا خط أحمر ولن نقبل المساس به مهما كلّف الأمر، وسبق وأبلغنا حلفاءنا بهذا الأمر، ونعرف متّى وكيف نتدخل لمساندة أهالي غزة بصفتهم المدنية فقط”.
 
في مفهوم الغالبية، لا يمكن الفصل بين النظام السوري والآخر الإيراني باعتبارهما حلفاء. ولكن، ما لا يعرفه البعض أن العلاقات السورية – الإيرانية ليست بأفضل أحوالها أخيراً، خصوصًا بعدما رفض الرئيس السوري بشار الأسد سلسلة مطالب كانت أرسلتها طهران الى دمشق تحت عنوان “تجديد العلاقات الثنائية”، الأمر الذي اعتبرته المرجعيات الإيرانية غير مقبول بعد مساندتها للنظام لسنوات طويلة، أو بمعنى أدقّ بعدما ضمنت بقاءه في سدّة الرئاسة لأطول فترة ممكنة.
 
في هذا الإطار تلفت مصادر موقع mtv إلى أن “العلاقات السورية – الإيرانية “مرّت بفترة حرجة وحاول الحلفاء إنعاشها، غير أنّها لم تعد مئة في المئة كما كانت”.
 
عن قرار فتح الجبهة الشرقية من سوريا لمحاربة العدوان الإسرائيلي، توضح مصادرنا أن هذا الأمر “مستبعدًا مبدئيًا” ويتطلب حوارًا حثيثًا مع الحلفاء لا سيّما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وجه التحديد، و”لن ندخل بحرب استنزاف أخرى إلّا إذا أجبرنا العدو وانتهك خطوطنا الحمراء”.
 
بدورها، تُبدي “حماس” عَتَبها على جارتها سوريا، بعدما تخلّت عنها الأخيرة واكتفت بالنداءات الإنسانية والمطالبات الفورية لوقف إطلاق النار في غزة. وهذا ما أكّده أحد القياديين لموقع mtv الذي طلب عدم الكشف عن اسمه حرصًا على ما “تبقى من العلاقات مع دمشق”.
 
يحاول نصرلله، الوسيط بين إيران وسوريا، كسب الوقت لإقناع حليفه الأسد بفتح الجبهة الشرقية مساندةً له قبل تنفيذ أيّ تحرّك استراتيجي عسكري، وبالمقابل، يترقبّ الجيش الإسرائيلي الأوضاع على الحدود اللبنانية بحذر وخوف لأنّه يدرك أن هذه المعركة لن تكون كسابقاتها.
 
عملياً، تُدرك سوريا مخاطر البقاء الإسرائيلي، ولكنها ترفض التحرّك ضدّه حالياً. أمّا حزب لله يَعلم جليّاً أن دخوله الحرب بظهرٍ مكشوفٍ يعرّضه للخطر. والسؤال الأبرز يبقى: هل سيتم التقسيم الجغرافي وحلّ الدولتين من دون سفك المزيد من الدماء، ومن دون الحاجة إلى دخول لبنان في حرب إقليمية؟ وفي حال حدث ذلك، ما مصير سلاح حزب لله الداخليّ؟

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading