صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

لبنان مأوى للهاربين من العدالة

بعد استقلاله عام 1943، كان لبنان نموذجاً لدولة القانون والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمتعت العاصمة بيروت بمكانة خاصة كمركز ثقافي وتجاري، وتحول البلد إلى ملاذ لقادة الرأي والفكر ومن يبحثون عن فسحة للحرية والديمقراطية، إلا أن الوضع انقلب خلال العقود القليلة الماضية مع تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية، ومعها بات ساحة خصبة لانتشار الميليشيات والبؤر الأمنية، الأمر الذي حوله إلى مأوى للهاربين من العدالة من مختلف دول المنطقة.

مع انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 وتوقيع اتفاق الطائف، كان من المفترض أن يبدأ لبنان مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة، لكن الصراع السياسي والطائفي والتدخلات الإقليمية، حال دون تحقيق هذا الهدف، ما أرسى بؤراً أمنية في المخيمات وكذلك تزايد نفوذ المجموعات المسلحة في البلاد، وعلى رأسها “حزب الله”، الذي شكل قوة عسكرية وأمنية موازية للدولة، وفرض سيطرته على العديد من المناطق، مما جعل من الصعب على السلطات ممارسة دورها من دون الاصطدام بهذا النفوذ.

وأدى تراجع هيبة الدولة وتراجع الثقة في القضاء، إلى تشجيع الهاربين من العدالة في دولهم على اللجوء إلى لبنان والاحتماء بواقعه القانوني المتفلت.

المخيمات الفلسطينية

منذ قدوم اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان بعد النكبة عام 1948، تشكلت مخيمات في مختلف أنحاء البلاد، وعلى رغم أن هذه المخيمات كانت في البداية أماكن إيواء للنازحين، إلا أنها تحولت لاحقاً إلى مناطق ذات خصوصية أمنية، يصعب على السلطات اللبنانية دخولها أو فرض القانون فيها.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

بعض هذه المخيمات اليوم أصبح ملاذاً آمناً لعناصر مطلوبة، سواء من الداخل اللبناني أو من مناطق أخرى في الشرق الأوسط، وعلى رغم أن السلطات اللبنانية على علم بهذه الأخطار، إلا أن التوازنات السياسية والطائفية حالت دون اتخاذ إجراءات حازمة لحل هذه المشكلة، فأصبحت المخيمات مرتعاً لعصابات التهريب والأسلحة، وأحياناً مكاناً لتدريب الإرهابيين، مما يشكل خطراً ليس فقط على لبنان، بل على المنطقة بأسرها.

ومع تزايد الانفلات الأمني وانعدام المحاسبة، بات لبنان وجهة مفضلة للهاربين من العدالة في دولهم، بخاصة في ظل غياب التعاون الأمني بين بعض الدول والسلطات اللبنانية والذي يتطلب توقيع اتفاقات إحضار قانونية، وانتشار البؤر غير الخاضعة للدولة.

المعروف أن لبنان كان على الدوام ملجأً للمعارضين السياسيين من دول المنطقة، ولكن مع تصاعد النفوذ العسكري لبعض الأطراف، أصبح هؤلاء المطلوبين يجدون الحماية في مناطق تسيطر عليها قوى معينة، سواء داخل “حزب الله” أو المجموعات المسلحة الأخرى. 

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading