ترتفع في لبنان وبخاصة عقب الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، وتزامناً مع ارتفاع وتيرة القصف على القرى الحدودية، الشعارات والمواقف الرافضة لجر البلاد إلى حرب لا تعرف نهايتها ولا حدودها الإقليمية .
وتعيش البلاد حالة من القلق بدت واضحة على تصرفات المواطن اللبناني وانشغاله بتأمين المستلزمات الصحية والغذائية المطلوبة تحسباً لأي طارئ.
ومع ارتفاع وتيرة القصف خصوصا بعد خطابي نصر الله الأخيرين عاد وسم “لبنان لا يريد الحرب” ليتصدر مواقع التواصل الإجتماعي اللبنانية تعبيراً عن رفض اللبنانيين قيام حزب الله بجر البلاد لحرب جديدة لن يحتمل الشعب اللبناني الذي يعيش في أزمة اقتصادية طاحنة آثارها بالتوازي مع الانسداد السياسي والفراغ الرئاسي.
كثيرة هي المواقف التي تصدر يومياً على لسان زعماء طوائف ومسؤولي أحزاب لبنانية وغير لبنانية ترفض جر البلاد إلى الحرب وتدعو إلى الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد وحماية لبنان.
في هذا السياق قال النائب السابق في البرلمان اللبناني مصطفى علوش لموقع “سكاي نيوز عربية”: ” قد يكون الإجماع اللبناني الوحيد اليوم بين مختلف الطوائف هو عدم الانخراط في أي حرب، وهذا يشمل أولا من يعتبرهم حزب الله بيئته الحاضنة ومخزن شهدائه.”
ورأى علوش أن “من يريد استدراج لبنان والمنطقة لحرب واسعة ومفتوحة هي إسرائيل، وذلك لتغطية ما تقوم به في الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف: “من ناحية حزب الله كما ميليشيات إيران الأخرى في البلدان المجاورة فهي مضطرة لافتعال المناوشات من أجل إثبات الوجود وفتح الباب لإيران لتكون شريكاً في صناعة القرار الإقليمي”.
وتابع: “هذا لا يبدو أنه حاصل حتى اللحظة مما يعني أن احتمال خروج المناوشات عن السيطرة سيفتح الباب على حرب مفتوحة يكون لبنان من ساحاتها”.
من جانبه، قال رئيس جهاز الإعلام في القوات اللبنانية شارل جبور لموقع “سكاي نيوز عربية” ما يحصل من مناوشات وقصف متبادل في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل يفسر موقف حزب الله الرافض لانتخاب رئيس جمهورية للبنان وإصراره على مرشح رئاسي ممانع لأنه لا يريد دولة تقف في وجهه “.
وتابع جبور: “نرفض الحرب ولو كان في لبنان حالياً حكومة غير خاضعة لحزب الله، كان يجب أن يكون موقفها أكثر وضوحاً مما يجري عند الحدود الجنوبية “.
وأوضح أن “ما يقوم به حزب الله من عمليات جنوب نهر الليطاني مرفوض في المطلق “.
وأشار جبور إلى الخسائر الاقتصادية الجسيمة التي أصابت لبنان من جراء الحرب والقصف، وقال “كل القطاعات الاقتصادية والسياحية تأثرت سلباً والخسائر تساوي مليارات الدولارات نتيجة ما يجري”.
بدوره، تعتبر عضو المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينة في لبنان هيثم زعيتر في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “ما يجري من عدوان اسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس هو استمرار للمجازر منذ ما قبل نكبة العام 1948”.
وأضاف زعيتر: “أخذ الفلسطيني في لبنان على عاتقه عدم الدخول في أتون أي تجاذبات داخلية وهو ما تجلى في العام 2005 وأزمة كل من 14 و8 مارس حينها”.
وتابع: “انطلاقا من الحفاظ على أمن واستقرار المخيمات في لبنان، دفعت المنظمة الضريبة غالية من خلال مواجهة المجموعات التكفيرية صيف العام 2023 في مخيم عين الحلوة، فهذه المجموعات زادت من تعكير أمن المخيم وساهمت في تفجير الأوضاع حينها”.
وأكد زعيتر أن” المنظمة ملتزمة بأمن واستقرار لبنان ولا يقوم أي فصيل تابع لها على إطلاق الصواريخ من أرض الجنوب ولكن ما يجري هو نتيجة المجازر الاسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة”.
وختم: “نحن مع وقف شامل لإطلاق النار وللعدوان على قطاع غزة والضفة والمقدسات الدينية والعمل على إعادة النازحين والإعمار”.