صدى الارز

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

عون يكلّف مساء اليوم رئيساً لتشكيل الحكومة بناءً على استشارات نيابية… وميقاتي الأوفر حظاً

بقلم : سعد الياس - تتظهر صورة الرئيس المكلف بتشكيل أولى حكومات العهد الجديد مساء الاثنين بعد استشارات نيابية ملزمة يجريها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في قصر بعبدا مع أن المؤشرات تفيد بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هو الأوفر حظاً ليتبوأ الرئاسة الثالثة من جديد بدعم من الثنائي الشيعي وعدد من النواب السنة المنضوين في تكتل «الاعتدال الوطني» وكتلة «التوافق الوطني» إضافة إلى نواب «التكتل الوطني المستقبل» ما يجعله ينطلق من تأييد حوالي 50 صوتاً، في مواجهة النائب فؤاد مخزومي الذي رشّحته قوى المعارضة والذي ينطلق من 31 صوتاً، فيما سيشكل تصويت «اللقاء الديمقراطي» و«تكتل لبنان القوي» و«اللقاء التشاوري المستقل» بيضة القبّان لترجيح إحدى الكفتين في وقت يشكل ترشيح النائب إبراهيم منيمنة من قوى التغيير وطرح اسم رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام عائقاً امام توحد النواب وراء اسم منافس لميقاتي يسهم في نجاح المرحلة الجديدة لعهد جوزف عون بدل الاستعانة بأسماء من المرحلة الماضية حسب ما ورد في بيان قوى المعارضة التي رشّحت مخزومي بمشاركة من اللواء أشرف ريفي الذي كان اسمه متداولاً ايضاً لرئاسة الحكومة.

وجاء في بيان المعارضة «مواكبة منا للمرحلة الجديدة في لبنان، والتي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في خطاب القسم، والذي وضع فيه العناوين الإنقاذية التي تحتاجها الدولة اللبنانية، والتي تتطلب مواكبة حكومية، ونهجاً واسلوباً جديداً في ادارتها، اجتمع نواب قوى المعارضة وقرروا تحصين هذا المسار بعيداً من إرث الماضي في المحاصصة والفساد. وبعد نقاش معمق حول ظروف المعركة، وضرورة فتح صفحة جديدة في موقع رئاسة الحكومة، قرر نواب قوى المعارضة دعمهم ترشيح النائب فؤاد مخزومي وتزكيته في الاستشارات النيابية الملزمة يوم الاثنين المقبل». وينطلق معارضو ميقاتي من أن تسميته لن تتيح حسم مسألة حصر السلاح بيد الدولة وتضرب فرصة العهد لتحقيق الإصلاح وستكون بداية مؤسفة لعهد يتطلع إليه اللبنانيون بأمل.
وكانت الاجتماعات والاتصالات بين الكتل النيابية تكثفت في الساعات الماضية لحسم الخيارات وسط مخاوف من تشرذم في الترشيحات وتالياً بالأصوات من بين يؤيد عودة ميقاتي وبين من يرفضها.

مشاورات بين الكتل

وقد أكد النائب التغييري مارك ضو أن «بناء تحالف نيابي واسع لإسقاط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، هو الأولوية المطلقة، ولا هدف غيره الآن» موضحاً «أننا نتفق أولاعلى إسقاطه كمبدأ ملزم للجميع، ونَجمع ثانيًا الأصوات حول الاسم الأقدر على الربح» وأضاف «حتى ذلك الحين، يجب تجنب الضعضعة ورمي أسماء غير مفيدة، لأن هدفها الترويج وليس إسقاط ميقاتي». وقال زميله وضاح الصادق: «طار اللبنانيون فرحاً بانطلاق عهد جديد، وبخطاب قَسَم حمل كل آمالهم. منهم من بدأ يحلم بالعودة إلى لبنان، ومنهم من قد ينسى فككرة الهجرة من لبنان. النواب أمام مسؤولية ألا يُحبطوا اللبنانيين مجدداً، وأن يذهبوا إلى خيار رئيس حكومة سيادي إصلاحي مؤمن بمشروع التغيير، لا يخضع للطبقة الفاسدة أو شريكاً فيها، وإلا سيكون الإحباط بحجم فرحة انتخاب الرئيس جوزف عون، إن لم يكن أكبر». وختم «مرحلة جديدة انطلقت، فلا تضعوا العصي في طريقها».

في المقابل، أيّد نائب تغييري آخر هو فراس حمدان تسمية وجه جديد يعطي الأمل للبنانيين بنهج جديد، لكنه رشّح شخصية من قوام إبراهيم منيمنة أو نواف سلام. وفي وقت لاحق، أعلن النائب منيمنة استعداده لتولي المسؤولية في موقع رئاسة الحكومة انطلاقاً من «التزامه بالعمل على تطبيق المشروع السياسي في هذه اللحظة المصيرية، على أن نستكمل مع الزملاء النواب المشاورات السياسية مع مختلف الأطراف، منفتحين على أي طرح يحقق المصلحة العليا لبلدنا وتطلعات شعبنا» حسب ما ورد في بيانه.

أول زيارة للسعودية

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

ويأتي الاستحقاق الحكومي بعد أيام من إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتوالي اتصالات التهنئة بإنتخاب العماد جوزف عون وآخرها من قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع الذي كان استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس وفد رسمي ضم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير. وشارك عن الجانب السوري وزير الخارجية اسعد شيباني ورئيس الاستخبارات انس خطاب ومدير مكتب الشرع علي كده.
كما تلقى رئيس الجمهورية اتصالاً من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أعرب له فيه عن تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بانتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية. وتناول الحديث المستجدات وسبل تعزيز العلاقة الفربدة والتاريخية بين المملكة العربية السعودية ولبنان. ووجّه ولي العهد دعوة للرئيس عون لزيارة الرياض فشكره، مؤكداً «ان المملكة العربية السعودية ستكون اول مقصد له في زياراته الخارجية تلبية لدعوته وايماناً بدور المملكة العربية السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه وتأكيداً لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي».
كذلك، تلقى الرئيس عون اتصالاً هاتفياً من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هنّأه فيه على انتخابه وعلى «الثقة التي منحه إياها اللبنانيون» متمنياً له «التوفيق في مهامه والنجاح في مسعاه للنهوض بلبنان». واكد الرئيس الاماراتي وقوف بلاده «إلى جانب لبنان والشعب اللبناني، والمساهمة في كل ما يعزز العلاقات بين البلدين وتوطيدها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين» وابلغه انه بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي قررت الامارات «إعادة فتح سفارتها في بيروت، على ان يبدأ العمل فيها في أقرب وقت ممكن».

المفتي في بعبدا

وفي أول مواقفه، أكد الرئيس عون انه «لم يأت ليعمل في السياسة إنما ليبني وطناً» آملاً امام وفد من مفتي المناطق برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان «تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لكي يتم وضع الأمور على السكة الصحيحة، ونبدأ ببناء جسور الثقة مع الخارج الجاهز». وأضاف: «هذا عهد كل لبناني أياً كان مركزه ومهما كانت طائفته. لدينا فرصة كبرى إما نربحها او نخسرها، ولكي نستفيد منها علينا ان نكون يداً بيد» مشيراً إلى أن «علينا أن نستعين بمساعدة الخارج لا أن نستقوي بالخارج على الداخل. ولا فضل لطائفة على أخرى أو لشخص على آخر» مشدداً على «أننا جميعنا لبنانيون ونحمل الهوية ذاتها وننشد النشيد الوطني نفسه، والعلم اللبناني لنا جميعاً. حق الاختلاف مقدس، ولكن حق الخلاف غير مسموح».
اما المفتي دريان فأكد «ضرورة تنفيذ مضامين خطاب القسم» وقال «لمسنا من فخامة الرئيس إرادة قوية وعزمًا على التنفيذ وأكدنا له اننا كمكون لبناني أساسي في هذا البلد لن نكون الا تحت سقف الدولة اللبنانية القوية العادلة دولة التوازن والتوافق وأتمنى كل التوفيق لرئيس الجمهورية وان يكون عهده عهدًا ميمونًا يطوي صفحة الاوجاع التي عانى منها اللبنانيون وأن نبدأ جميعًا بالتفكير بمنطق الدولة التي تحتضن الجميع».
وعن الاستشارات النيابية الملزمة، قال دريان «على النواب ان يقوموا بواجبهم الدستوري بتسمية من هو أصلح لتولي مسألة تشكيل الحكومة الجديدة» معتبراً «أن الاسماء المطروحة جيدة والتمييز بينها يعود للنواب وأنتظر منهم جميعاً ان يختاروا شخصية تقود البلاد في هذه المرحلة الجديدة».

المالية لمنصوري أو جابر؟

يُذكَر أنه بعد تكليف رئيس الحكومة ستتم استشارات نيابية في مجلس النواب للتداول في شكل الحكومة العتيدة حيث يتوقع أن تكون بحدود 24 وزيراً. وتتجه الأنظار إلى وزارة المالية مع ترجيح إبقائها حالياً بيد شخصية شيعية غير حزبية ويتم التداول باسم حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أو الوزير والنائب السابق ياسين جابر.
في المواقف، شكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «الله على استجابة صلوات اللبنانيين، وسماع أنينهم، فألهم السادة النواب على انتخاب رئيس للجمهورية بشخص العماد قائد الجيش جوزف عون الذي يكسب ثقة اللبنانيين في لبنان والخارج، وثقة الدول الصديقة». وقال الراعي الذي سبق أن استقبل رئيس الجمهورية ليل الجمعة «لقي خطاب القسم استحسانًا عارمًا، لما فيه من وعود وعهود تجيب على واقع الحياة في لبنان. فقدم رؤية وطنية جديدة قوامها قيام دولة المؤسسات والعدالة انطلاقًا من الدستور ووثيقة الوفاق «والتكاتف في وجه الشدائد لأن سقوط أحدنا يعني سقوطنا جميعًا». وشدد «على تغيير الإداء السياسي وتعزيز دولة القانون: «فلا حصانة لفاسد أو مجرم، بل مكافحة تهريب المخدرات وتبييض الأموال» منوهاً «بعرض مشاريع إصلاحية وبالوعد بممارسة الحياد الإيجابي».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading