وشهد طريق الذهاب إلى سوريا، مع ساعات الصباح، زحمة عودة لافتة ما لبثت أن تراجعت مع ساعات ما قبل الظهر. وبالتوازي، شهد الطريق الموازي غير الشرعي للمصنع اللبناني، والمسمى طريق جبل المصنع، عمليات عودة إلى سوريا قام بها سوريون يقيمون في لبنان بطريقة غير شرعية، مع غض الطرف من جهة الأمن العام اللبناني، وتسهيلات على المَعبرين: الشرعي من حدود المصنع، وغير الشرعي الموازي لمعبر المصنع غير الشرعي.
وكان لافتاً دخول سيارات تحمل لوحات لبنانية، إلى جانب سيارات سورية، في طريقها إلى دمشق.
وشهد طريق المصنع، عند مدخل قرى البقاع الغربي، احتفالاً بسقوط النظام السوري، ورُفعت فيه أعلام الثورة السورية، مع تمزيق لصور الرئيس بشار الأسد. وأفاد مصدر أمني لبناني، «الشرق الأوسط»، بأن القوى الأمنية تجاوبت مع الواقع المستجدّ في سوريا بحكمة، فسهّلت دخول السوريين الذين يغادرون إلى سوريا، على مرأى من القوى الأمنية.
وفي البقاع الشمالي، شهد معبر الزهراني غير الشرعي على الحدود اللبنانية السورية، شرق بلدة عرسال، تحركاً لافتاً لبعض الشباب نحو الأراضي على دراجات نارية إلى بلدات القلمون الغربي؛ للاطلاع والاستكشاف تمهيداً لنقل عائلاتهم، مع الإشارة إلى أن عدد النازحين السوريين الذين يتوزعون على 42 مخيماً على أطراف ووسط البلدة يفوق الـ70 ألف نازح؛ أيْ ضِعفيْ عدد سكان عرسال، الذي لا يتجاوز الـ35 ألفاً.
عودة شيعية… ونزوح مسيحي
في المقابل، تشهد مدينة الهرمل، رغم الإجراءات الأمنية المشددة للجيش اللبناني، حركة نزوح كثيفة إليها من سكان قرى منطقة القصير، وبلدات ربلة حاويك ومطربا، ومن القرى السورية التي يسكنها لبنانيون، وصولاً إلى العمق السوري من بلدتيْ نبل والزهراء، بينما لجأ الشيعة منهم إلى الهرمل، ولجأ المسيحيون إلى راس بعلبك والقاع وجديدة الفاكهة في الشمال اللبناني.
وأقامت عشائر الهرمل حواجز مشتركة من أبناء العشائر على المعابر غير الشرعية التي دخلها نازحون لبنانيون وسوريين من داخل الهرمل، عملت على منع دخول مسلحين.
وعزّز الجيش اللبناني وجوده ملتزماً بأوامر مشدَّدة تقضي بمنع دخول أي سوري أو سيارة تحمل لوحة سورية خارج الهرمل باتجاه الداخل اللبناني وحصر وجودهم في الهرمل وقرى راس بعلبك والقاع في البقاع الشمالي.