ثار فيديو جديد نشره الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتمد أسلوبا استعراضيا دعائيا عبر الغموض والتشويق تمهيدا لخطابه غدا الجمعة.
وانتشر مقطع فيديو مدته 12 ثانية، ظهر فيه حسن نصرالله وهو يمر أمام عدسات الكاميرا دون ظهور وجهه، وفي الخلفية علم الحزب.
وحرص نصرالله على الظهور صامتا يخطو إلى إحدى غرف الاجتماعات، وفي لقطة أخرى بصدد التحضير لخطابه وكتابته، ويركز الفيديو على حركة يديه وهو يشير على أوراق موضوعة على طاولة أمامه، وكأنه يشير إلى إحداثيات وخرائط.
وفي حين لا يحمل الفيديو طابعًا زمنيًا بشأن توقيت تصويره، وصفت وسائل إعلام لبنانية الفيديو بأنه “ظهور غير رسمي”، كونه لم يتم توزيعه عن طريق المنافذ التابعة للحزب. بينما قال معلقون إن قناة “موثوقة” على تليغرام نشرت الفيديو.
وأثار الفيديو تكهنات وتساؤلات حول ما قد يحمله ترويجه من رسائل يريد حزب الله إرسالها. وركز البعض على مظهر وحركة حسن نصرالله.
لكن السخرية كانت سيدة الموقف بالنسبة إلى الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وبينهم صحافيون وإعلاميون اعتبروا أن ظهور نصرالله بهذا الشكل الدعائي شبيه بالأفلام الهوليوودية.
واختار البعض الابتعاد عن السخرية والتهكم، إذ لا تليق ولا تتناسب مع الظرف الراهن، وقالت الإعلامية ديانا مقلد في تعليق على حسابها في موقع إكس:
وقال الإعلامي نديم قطيش متكهنا بما سيقوله نصرالله:
الرسالة الرئيسية في خطاب نصرالله يوم الجمعة: 1- لولا سلاح حرب الله لما امتنعت إسرائيل عن توسعة حربها نحو لبنان. دماء “مجاهدينا” حمت لبنان. 2- الذين كانوا يقولون إننا أداة بيد إيران، ظهر لكم كذبهم. نحن لم ندخل في الحرب لأن ثقتنا بأن حماس قادرة وحدها ولأن مصلحة لبنان تتطلب ذلك.
وعلق آخر على الفيديو التشويقي:
وكتب الإعلامي السوري نضال معلوف:
وسخر ناشط من إنجازات محور المقاومة والممانعة الأخيرة التي تحدث عنها كثيرا وتوعد بها إسرائيل بالتصعيد والانتقام لأهل غزة:
وغرد حساب ساخر يحمل اسم الرئيس السوري بشار الأسد:
bashar__asad@
صحيح أن السيد حسن صديقي وفضله كبير عليّ لمشاركتي في قتل السوريين لكن سأحكي الحقيقة.. الفيديوهات التي ينشرها حزب الله للسيد حسن توحي أنه على وشك إطلاق أغنية وليس خطابا في وقت حرب.
وأضاف:
دخول الحرب يكون مفاجئا ودون مقدمات كما حدث يوم 7 أكتوبر .. من ينشر مقاطع تشويقية ومؤثرات مع موسيقى حماسية هذا يحضّر لجلسة رقص شرقي وليس لدخول الحرب.
وتابع:
bashar__asad@
ورأى ناشطون أن حزب الله وغيره من الفصائل المسلحة التابعة لإيران ليست سوى أداة بيد طهران تنفذ أجندتها ومصالحها في المنطقة على حساب دماء الأبرياء في فلسطين وغزة:
خلص لشو تنطرو السيّد #حسن_نصرالله هيدا حسين مرتضى خبرنا شو بدو يصير. مسخرة أكتر من هيك ما بقا في.
وانتقد البعض انجرار الجمهور بمختلف أطيافه الاجتماعية والسياسة لدعاية حزب الله وحلفائه وجر البلاد إلى حرب ليست قادرة على تحمل تبعاتها على جميع الأصعدة وستكبد لبنان خسائر كبيرة:
أتأسف كيف هناك نسبة كبيرة من اللبنانيين ومن بينهم الكثير من المسيحيين يؤمنون بـ#نصرالله ويؤيدون علنا قراراته بأخذ لبنان إلى الحرب! فغياب رئيس للجمهورية ووجود الانقسامات الداخلية والأحزاب التي تتقاتل ضد بعضها البعض تعزز دور حسن نصرالله الذي يبدو اليوم القائد البطل الوحيد وهو مجرد…
وطالب آخرون بمحاسبة حسن نصرالله الذي استحوذ على كل السلطات واتخذ قرارات تتعلق بكل اللبنانيين دون تفويض من أحد.
وكتب معلق في هذا السياق:
RaymondFHakim@
ويتقصد نصرالله الإيحاء في المشهد بإمكانية الانخراط في الحرب. وقد تم نشره بالتزامن مع بدء الاجتياح البرّي الإسرائيلي لقطاع غزة. ويوجد في المقطع صورة للمسجد الأقصى، بينما الخلفية الصوتية لآية من سورة الإسراء في القرآن الكريم وتقول: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا”. وعلقت وكالتا “عكا” و”يسرائيل هيوم” العبريتان بأن ظهور نصرالله في مقطع الفيديو القصير، ربما إشارة لما هو قادم.
يذكر أنه وللمرة الأولى منذ بدء معركة طوفان الأقصى، أعلن حزب الله يوم 25 أكتوبر عبر صورة جمعت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والأمين العام لحركة الجهاد زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، عن اجتماع بين الأطراف الثلاثة.
وفي وقت سابق كشف مسؤول في حزب الله سبب عدم إطلالة أمينه العام حسن نصرالله على الإعلام لمخاطبة الرأي العام”، مؤكدا أن ذلك جزء من إدارته لهذه المعركة.
وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، في تصريحات لقناة “الميادين”، إن “المقاومة تعرف طريقها الذي اختارته للدفاع عن بلدها جيدا، وتعرف أيّ عدو تقاتل، ومن يقف وراءه، ومعها بيئة صلبة لا تؤثر فيها كل حملات التضليل والتهويل”.
وأكد أن “الأمين العام للحزب حسن نصرالله يتابع مجريات هذه المواجهة هنا في لبنان وما يحدث في غزة ساعة بساعة ولحظة بلحظة، وهو يشرف على إدارة هذه المعركة في تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة، ويشرف على كل المجريات الميدانية والسياسية”.
