ساد التوتر في منطقة الكحالة التي تربط البقاع ببيروت، بعد انقلاب شاحنة محملة بالسلاح والذخائر عائدة لـ«حزب الله» الذي اضطر بعد محاولات التبرؤ منها إلى الاعتراف أنها تابعة له، لكنه لم يأتِ على ذكر الذخائر والسلاح، بل اتهم الأهالي أنهم مليشيات كونهم أطلقوا النار على أحد عناصره ما أدى إلى وفاته.
وفي التفاصيل أن الشاحنة انزلقت أثناء عبورها في المنطقة باتجاه بيروت آتية من البقاع وربما من سورية، لتظهر عناصر مسلحة في المنطقة على إثر الحادثة وقامت بإطلاق النار ما أدى إلى مقتل مواطن من أهل المنطقة.
وقطع أهالي المنطقة الطريق وقرعوا أجراس الكنائس رفضاً لاستباحة «حزب الله» حرمة المناطق اللبنانية واشتبكوا عدة مرات مع الجيش لمنعه من رفع الشاحنة ورفع الصناديق قبل معرفتهم بمحتوياتها.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه يتابع ملابسات الحادثة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، موضحاً أنه طلب الإسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع.
ودعا ميقاتي الجميع للتحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية، مؤكداً أن الجيش مستمر في جهوده لإعادة ضبط الوضع ومنع تطور الأمور بشكل سلبي.
وعلق عدد من السياسيين على الحادثة، وقال النائب نديم الجميل «ما قام به الجيش اليوم جريمة بحق الدولة وسيادتها وكرامتها، جريمة بحق الكحالة وكل لبنان، فالجيش ممنوع أن يكون حارساً لشاحنة مليشيا إرهابية، لشاحنة سلاح أو كبتاغون»، مشدداً على ضرورة أن يتحمل الجيش مسؤولياته أو التخلّي عنها كاملةً.
من جهته قال النائب السابق أنطوان زهرا «مرّة جديدة يتمّ إلقاء القبض على القتيل ويفرّ القاتل»، مضيفاً «نقل سلاح وذخائر إلى الداخل اللبناني ليس مقاومة».
ودعا زهرا «حزب الله» أن يتّعظ وأن يعرف أنّ سياسة القمع والتخويف لا تُفيد، وما حصل هو امتحان للحزب وللدولة اللبنانية لكي تُثبت حضورها.