وستحدد الخطابات المرتقبة الوجهة السياسية من التحركات المنتظرة وخصوصاً التمديد لقوات “اليونيفيل” ومدى الالتزام بتطبيق القرار 1701 في ضوء توجّه الولايات المتحدة الأمريكية ولو غير الحاسم لنقل ولاية القوات الدولية من الفصل السادس الذي يدعو إلى حل النزاع بالطرق السلمية إلى الفصل السابع الذي يدعو إلى فرض القرار بالقوة، إضافة إلى مهمة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان الذي ينتظر أجوبة النواب اللبنانيين على سؤالين طرحهما حول رؤيتهم لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل وأولويات ولايته خلال السنوات الست.
وإذا كان أمين عام حزب الله سيرفض أي تعديل على القرار 1701 وعلى حرية حركة “اليونيفيل” بمعزل عن مواكبتها من الجيش اللبناني، فإن الدبلوماسية اللبنانية تبدو عاجزة عن مواجهة مثل هذا التوجه رغم اعتراض وزير الخارجية عبدالله بوحبيب على مسودة مشروع القرار المطروحة في مجلس الأمن.
وقبل أيام على جلسة مجلس الأمن، اخترقت طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله الحدود الجنوبية وحلّقت في أجواء فلسطين المحتلة قبل أن تكتشفها قوات الاحتلال الإسرائيلي وينطلق سلاح الجو للبحث عنها والتصدي لها. ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الحدث بـ”الفضيحة الأمنية”.
كذلك، كان لافتاً افتتاح حزب الله متحف بعلبك الجهادي “حكاية الشمس للأرض” في بعلبك برعاية رئيس المجلس السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد. وتبلغ مساحة هذا المعلم 10452 متراً مربعاً تحاكي مساحة لبنان، ويحتوي آليات ومدرعات يبلغ عددها حوالي 50 آلية هي من الغنائم التي حصدها الحزب منذ عام 1982 تاريخ الاجتياح الإسرائيلي للبنان مرورًا بالتحرير الأول للجنوب عام 2000 والانتصار في تموز/ يوليو عام 2006 وصولًا لتحرير لسلسلة الشرقية وجرود البقاع عام 2017.
وأكد السيّد في كلمة له “أن شباب المقاومة ثبتوا بوجه كل التحديات، وما زالوا “يكتبون المجد بعد المجد والنصر بعد النصر”، مشدداً على “أن جيوش العالم كلها لو اجتمعت على شباب المقاومة، وقد اجتمعوا عليهم خصوصًا في سوريا، فلن ينالوا لا من إيمانهم ولا من يقينهم وعزيمتهم وإرادتهم”.
وكانت سُجلت السبت تحركات على الحدود الجنوبية حيث قامت قوة إسرائيلية بتمشيط الطريق العسكري بين تلال العديسة وبوابة فاطمة وصولاً حتى جسر الخرار وتلة الشريفي في خراج بلدة الخيام، في وقت كان وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية يعلن عن “طريق البداية” في كفرشوبا ويؤكد “أن الدولة اللبنانية موجودة حتى آخر شبر من أراضيها، ومشهد الاستنفار الإسرائيلي مكرر، ولا يعني شيئاً”.
في الشأن الرئاسي، لا بوادر إيجابية لغاية الآن، وتحدث رئيس “تكتل نواب بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن عن “انقسام كبير حول ما يريده كل فريق من أجل انتخاب الرئيس، ففريقنا يريد انتخاب رئيس يجمع ويأخذ البلد للاستقرار ويحافظ على عناصر القوة، وفريقهم يريد أن يأخذ البلد إلى عدم الاستقرار، فريقنا يريد أن يحافظ على عناصر القوة وفريقهم يريد أن يفرط بهذه العناصر”.
وأضاف “منفتحون على الحوار ومرشحنا الوزير سليمان فرنجية”، سائلاً “كيف يكون لبنان قوياً في وقت تمنع فيه أمريكا تسليح الجيش الا بالمقدار الذي تريده، فالترسيم لم يحصل بفضل النوايا، الترسيم حصل بفضل معادلة القوة”.
وفي هذا المجال، سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “لصالح من تُحرم دولة لبنان من رئيس لها، بدونه تنشل المؤسّسات؟ ولماذا يُنتهك منذ عشرة أشهر الميثاق الوطني لسنة 1943 الذي كرّسه اتفاق الطائف سنة 1989، وينص على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً، ورئيس مجلس النواب مسلمًا شيعياً، ورئيس الحكومة مسلماً سنياً، كتعبير فعلي للعيش المشترك؟ ونسأل بالتالي النافذين الممعنين في انتهاك هذا الميثاق الوطني: كيف توفقون بين هذا الانتهاك السافر والمتمادي ومقدمة الدستور التي تنص على أن “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك؟” ألا يطال هذا النص شرعيّة ممارسة المجلس النيابي والحكومة؟”.
وأضاف الراعي “طرحنا هذه الأسئلة لأننا متمسكون بالثوابت الوطنية: المؤسسات الدستورية، ميثاق العيش المشترك بالتكامل والمساواة والاحترام المتبادل، لبنان وطن لكل أبنائه مع الولاء الكامل له دون سواه، سيادة لبنان الداخلية على كامل أراضيه”.
واللافت في التحركات زيارة قام بها إلى منطقة بشري ذات النفوذ الكبير للقوات اللبنانية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي أكد “أن التيار يرى في انتخاب رئيس الجمهورية فرصة، ولكن ليس هو الحل الوحيد، هو ضروري ولا نستطيع القيام بأي شيء من دون وجود رئيس للجمهورية، ولكن ليس وحده لذا طرحنا اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني ورأينا أنه إذا أردنا أن يكون عهد الرئيس المقبل ناجحاً، علينا أن نقوم بتغيير حقيقي في البلد على الأقل على مستوى حياة الناس، وأدرك أن هذين الأمرين لا يمكننا من إيجاد الحلول لمشكلة السلاح ولا لمشكلة الاستراتيجية الدفاعية، وعلاقتنا مع أي من الدول ولكن يسمحان للبنانيين بالعيش بكرامتهم وأن تصل إليهم الخدمات كما يجب”.