وكان زكي التقى رئيس كتلة حزب الله النيابية «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وأبلغه خلال اللقاء أن «الجامعة» لم تعد تعتبر الحزب إرهابياً.
وبعد أسئلة للحصول على توضيحات من زكي، اعتبر أن الجامعة ليس لديها لوائح أو تصنيفات للتنظيمات الإرهابية، وأن قرار عدم تسمية أي جهة أو طرف بالإرهابي قد اتخذ في قمة جدة 2023 إذ لم ترد صفة إرهابي في أي من قرارات القمة الخاصة بالملف اللبناني، واستند زكي في توضيحاته أيضاً على مندرجات قمة البحرين العربية التي عقدت الشهر الماضي والتي لم تذكر حزب الله كتنظيم إرهابي.
أثارت تصريحات زكي، تساؤلات كثيرة حول الهدف من هذا القرار أو التطور، وإذا كان قد سبقته مفاوضات معينة أو مداولات على مستوى مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة، وسط تضارب في المعلومات، إذ تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الجامعة العربية لم تتخذ قراراً واضحاً لإلغاء القرار السابق، وهناك من يعتبر أن موقف زكي يمثل تناقضاً في توجهات الجامعة التي أقرت تصنيف حزب الله في اجتماع عام، بالتالي لا بد من إصدار قرار مضاد في اجتماع عام أيضاً.
وتشير المصادر إلى أن دول عديدة أرسلت استفسارات للجامعة لاستيضاح الأمر.
في المقابل، هناك من يشير الى أن تطورات المرحلة بما في ذلك المصالحة السعودية ـ الإيرانية وما تبعها من تقارب عربي مع طهران يفرض بعض الليونة في المواقف وهو ما انعكس بما يتعلق بحزب الله، أما آخرون فيعتبرون أن حسابات مصرية خاصة بالتقارب مع إيران إضافة إلى الظروف الإقليمية والدولية المحيطة قد تكون وراء قرار الجامعة تعديل موقفها على قاعدة محاولة لعب دور مؤثر في لبنان خلال هذه المرحلة العصيبة والخوف من احتمال حصول تصعيد إسرائيلي ضد لبنان.
في هذا السياق، يقول مصدر دبلوماسي إنه قبل حصول زيارة زكي الى بيروت حصل نقاش حول أهمية الزيارة فكان الاتجاه لدى الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط حول ضرورة الحضور على الساحة اللبنانية مادامت هناك جهات عديدة تتحرك وتتقدم بمبادرات بينما الجامعة العربية غائبة.
ويقول المصدر، إن القرار بالزيارة جاء وفق قاعدة أنه لا بد للجامعة أن تكون موجودة وحاضرة على الساحة اللبنانية في ظل التوترات القائمة ومخاطر التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأنه لا يمكن ترك الفرنسيين أو الأميركيين أو الألمان وحدهم يبحثون عن صيغة لتسوية الأوضاع في لبنان.
ويضيف المصدر:» هناك من يظن في الجامعة العربية أنه لا بد من القيام بلعب دور مؤثر، وأن هذا الدور لا يمكن القيام به بدون التنسيق أو التواصل مع حزب الله، وكان المخرج بأن الجامعة ليس لديها لوائح تصنيف للتنظيمات الإرهابية.
وقد وقعت الجامعة في تناقض كبير بين تصنيف الحزب كإرهابي والتراجع عن هذا القرار».
ويقول المصدر إنه «في الاجتماع بين زكي ومحمد رعد، كان تشديد من قبل الجامعة العربية على ضرورة البحث عن قواسم مشتركة بين القوى السياسية الأخرى في الداخل اللبناني، وهو المدخل الذي تريد الجامعة عبوره للتأثير على المجريات اللبنانية على اعتبار أنه لا يمكن إيجاد أي حل أو تسوية في لبنان بدون التواصل مع الحزب».