فرضت مجموعة من الأحداث والأسرار والتكريمات لنجوم مميزين في عالم صناعة السينما نفسها على الدورة الـ39 من مهرجان الإسكندرية السينمائي في مصر، إذ عرض خلال فعالياته 120 فيلماً من 25 دولة.
وتنافس في مسابقة الفيلم الروائي الطويل 12 فيلماً، منها الفيلم الفرنسي “5 هكتارات” من إخراج إميلي ديليوزي، والفيلم الإيطالي الدنماركي “طعام فضائي” للمخرج جورجيو كوغنو، والفيلم اللبناني “مفرق طريق” من إخراج لارا سابا، والفيلم المغربي “سلم وسعي” من إخراج مولاي الطيب بوحنانة الذي حصد جائزة العمل الأول، وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب وأفضل سيناريو وجائزة أفضل تصميم إنتاج من مهرجان غايبور السينمائي بالهند.
ويشارك أيضاً بالمسابقة نفسها فيلم “الحجر الأسود” من إخراج سبيروس جاكوفيديس، و”إليريكوم” من إخراج سيمون بوجوجيفيتش نارات في أول عرض له بأفريقيا والشرق الأوسط، وحصد الفيلم جائزة أفضل ماكيير من مهرجان “بالا” السينمائي في كرواتيا، علاوة على فيلم “إيمان” من إخراج كيرياكوس توفاريدس وكورينا أفراميدو، وسبق وحصد جائزة أفضل فيلم من مهرجانات سان أنطونيو بالإكوادور وانكا امبريال السينمائي الدولي ببريو، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وتنويه بأفضل ممثلة من مهرجان لوس أنجليس.
وفي المسابقة الدولية عرض فيلم “ماتريا – الوطن الأم” من إخراج الفارو غاغو، وحصد جائزة أفضل ممثلة من مهرجان ملاجا للسينما الإسبانية وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان سياتل السينمائي. وفيلم “أغنية من البوسنة والهرسك” من إخراج عايدة بيغيتش، وحصل على جائزة أحسن فيلم في مهرجان سراييفو.
وأخيراً شارك فيلم “بيني” من إخراج سلوبودان ماكسيموفيتش، الذي حصد جائزة الجمهور من مهرجان سراييفو، وأفضل فيلم من مهرجان الطفولة والشباب السينمائي الدولي.
وفي مسابقة الفيلم القصير تنافس 26 فيلماً، منها المصري “فاطيما” للمخرج أحمد عادل، الذي فاز العام الماضي بجائزة السيناريو من مهرجان الإسكندرية السينما. ومن مصر أيضاً تشارك أفلام “مكالمة” للمخرجة أمينة عرفة، و”الأميرة النائمة” من إخراج عبدالفتاح زيدان و”حجر معسل” من إخراج يزيد الدالي، كما يشارك في المسابقة نفسها الفيلم التونسي “دمي ولحمي” من إخراج إيناس عرسي، والفيلم الفلسطيني “صمود” من إخراج امتياز المغربي، والفيلم السوري “ليلى والشهم” من إخراج خالد عثمان، والفيلم المغربي “صحوة”.
ومن الأفلام المهمة التي شهدتها المسابقة الفيلم الفرنسي “فيلم في الظلام” من إخراج مور تالا أنديوني، في عرض عالمي للمرة الأولى، وفيلم “الـ11 و20 دقيقة صباحاً” من إخراج ديميتري ناكوس، في عرض أول في أفريقيا والشرق الأوسط، وفيلم “إليا” من إخراج نيكولو باتيلغليرو في عرض عالمي أول، وفيلم “يوم رياضي” من إخراج أوغست أدريان براتز، وفيلم “نهر الأكيرونتي” من إخراج مانويل موز ريفاس في عرض أول في أفريقيا والشرق الأوسط، والفيلم المغربي “صمت عايدة” من إخراج أحمد مسعودي، في عرض أول بمصر، والفيلم الإيطالي “مونتاج عاطفي” من إخراج ستيفانو إيتر في عرض عالمي أول.
تألق مصري
وتألقت الأفلام المصرية في مسابقة الفيلم المصري وشاركت خمسة أفلام هي “اختيار مريم” للمخرج محمود يحيى، و”الصف الأخير” للمخرج شريف محسن، و”أما عن حالة الطقس” من إخراج أحمد حداد، وفيلم “بحر الماس” من إخراج سيف يوسف، وأخيراً “طرف الخيط” من إخراج شريف شعبان.
وفي مسابقة أفلام الشباب نافس 34 فيلماً منها فيلم “استدعاء ولي أمر” من إخراج كريم المصري، و”غروندام” من إخراج جنى السلامي، وفيلم “الورشة” من إخراج أمنية صلاح، وفيلم “مدينة الأموات” من إخراج محمد الجنزوري، وفيلم “هذه البحيرة ليست ماء” من إخراج روان شوقي، وفيلم “كريستالات” من إخراج محمد كامل، و”مزاهر” من إخراج ملك حسن.
لجان التحكيم
وضمت لجان التحكيم كلاً من المخرجة الألبانية فلونيا كوديللي والمنتج الإسباني خوانما باغو لمسابقة الأفلام الدولية الطويلة، ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير الفنان محمد رياض، ومن أعضائها اندريا لودفيتشتي من إيطاليا وعامر سالمين من الإمارات. فيما ترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصري الفنانة شيرين رضا، ومن أعضائها الناقد عصام زكريا والمونتيرة دينا عبدالسلام.
أما مسابقة أفلام شباب مصر فكانت لجنة تحكيمها مكونة من الفنانة جومانا مراد والناقد سمير شحاته وسامي حلمي، كما ضم المهرجان مسابقة السيناريو ورأس لجنة تحكيمها الدكتور خالد عبدالجليل، ومن أعضائها السيناريست محمد الباسوسي والمخرج خالد بهجت.
اعتذار مفاجئ
وكان من المفترض مشاركة الفنان السوري جمال سليمان بلجنة تحكيم المسابقة الدولية بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ39، ولكنه اعتذر وأرسل خطاباً رسمياً للأمير أباظة رئيس المهرجان.
وأوضح سليمان أن سبب اعتذاره عن المشاركة هو وجوده في العراق، إذ كان مقرراً له العودة في الـ30 من سبتمبر (أيلول) الماضي، ولكن نظراً إلى حريق مدينة الحمدانية الذي هز الوطن العربي وأدى إلى مصرع أكثر من 100 شخص وإصابة 150 آخرين تم تأجيل الحدث الذي سافر من أجله، وهو ما عطل عودته للقاهرة.
دورة شاهين
وقال الأمير أباظة إن دورة هذا العام حملت اسم الممثلة الكبيرة إلهام شاهين تقديراً لمشوارها الفني الكبير، وتقديمها عشرات الأفلام التي تعتبر من أبرز الأعمال السينمائية، كما شاركت في إنتاج أفلام ذات قيمة فنية عالية غير مكترثة بالعبء المادي أو متخوفة من خسائر الإنتاج التي تعرضت لها.
وتابع “وكذلك احتفى المهرجان بتكريم شخصيات عدة فنية مهمة ومؤثرة مثل الفنانة الشابة حنان مطاوع والفنان خالد زكي، ومن فرنسا النجمة كارولين سيلول”.
وأضاف “كرمنا كذلك المخرج والممثل والموسيقي اليوناني الكبير كوستاس فيرس، وتم إهداء وسام عروس البحر المتوسط إلى رائد السينما العمانية ومؤسس مهرجاني مسقط وسينما الدوليين المخرج الدكتور خالد الزدجالي تقديراً لعطائه للسينما العمانية والعربية”.
وقالت الفنانة إلهام شاهين التي حملت الدورة اسمها في حديثها لـ”اندبندنت عربية”، إنها “تشعر كأنها عروس المهرجان، وتعتبر كل مهرجان فني بمصر أو بالعالم هو عرس حقيقي لكل الفنانين وأصحاب الصناعة”.
وأضافت شاهين “الفن أرقى وأجمل شيء بالعالم وهو الرسالة التي لا تموت وتظل خالدة عبر السنين حتى مع موت صانعيها، وأوضحت أن الفن منحها كل شيء جميل في الحياة، وكما أخلصت له منحها السعادة والتحقق والمتعة والقيمة والشهرة وحب الناس واحترامهم”.
واعتبرت إلهام شاهين أن الفن مثل الحرب، بقولها “كل مشهد أو فكرة أثرت في الناس من خلال عمل وغيرت من مشاعرهم وتوجهاتهم ليست أقل من الحرب والانتصار فيها، والفن وصناعه محاربون حقيقيون من أجل فنهم وجمهورهم في مهنة مليئة بالمتاعب وعدم الاستقرار وانعدام الحياة الخاصة”.
وختمت شاهين “منحت للفن كل عمري وحياتي الخاصة واعتبر أفلامي هي أولادي، ففي تاريخي أكثر من 100 فيلم، ولهذا أنا لدي 100 ابن، وفي هذا اليوم أشعر بتتويج مشوار اقترب من 50 سنة في حب السينما المصرية والعربية”.
ندوات المكرمين
وعقدت ضمن فعاليات المهرجان عديد من الندوات المهمة للنجوم المكرمين وكان أبرزهم الفنان المصري خالد زكي، الذي بدأ حديثه بقوله “أنا سعيد جداً بتكريمي في مهرجان عريق بحجم مهرجان الإسكندرية، وهو مهرجان سينمائي يحتفي بي على رغم مشاركاتي السينمائية المعدودة التي اعتبرها مهمة في تاريخي، وأوجه الشكر لكل من عملت معهم في مشواري الفني، فهم من دفعونا للإجادة من خلال النقد والجمهور”.
وتحدث عن دور وزير الداخلية في مسلسل “صاحبة السعادة”، قائلاً “كان من أجمل وأهم المحطات الفنية في حياتي، وكنت متخوفاً لأني لست كوميديان، وسأقف أمام عادل إمام زعيم الفن والكوميدي الأول في العالم العربي على مدار نصف قرن وكنت سعيداً لوقوفي أمامه بشكل لا يوصف”.
وأشار إلى أن التجربة نجحت لأنه درس الشخصية جيداً وجمع بين الكوميديا والتراجيديا، واتبع تعليمات المخرج واستفاد كثيراً من ملاحظات المخرج ومن خبرة النجم عادل إمام.
وتحدث كذلك عن ندمه لرفضه دوراً مهماً جداً في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكراً”، وقال إنه اكتشف بعد عامين من الاعتذار أن هذا كان خطأ كبيراً جداً، وأدى الدور الفنان الراحل فاروق الفيشاوي وكان نقلة في مشواره الفني وبعدها أصبح نجماً كبيراً.
وعن النقلات المهمة في حياته الفنية، قال زكي إن دوره في فيلم “طباخ الريس” كان محطة لا يمكن إنكارها، وشعر أنها مسؤولية كبيرة لأنه يقوم بدور رئيس الجمهورية.
وكشف عن أنه اعتذر في البداية أيضاً وخاف من التجربة لكن بطل الفيلم الفنان الراحل طلعت زكريا ومخرجه سعيد حامد أقنعاه بخوض التجربة، وأسعده جداً جرأته في خوضها ورد الفعل الناجح بعد عرض الفيلم.
وواصل زكي حديثه وأسراره “أخبرني المخرج أن دور رئيس الجمهورية كان في البداية للفنان عادل إمام، وبعد فترة حدث تعديل ضخم جداً للسيناريو ولكن عادل اعتذر، وكذلك حدث الأمر نفسه مع محمود عبدالعزيز وكنت المرشح الثالث للعمل”.
يوناني بروح مصرية
وأقيمت ضمن المهرجان ندوة لتكريم الفنان اليوناني كوستاس فيرس، إذ تحدث عن أصوله المصرية وقال “أنا انتمي لأربع دول، فوالدي لبناني وأمي قبرصية، وعشت طفولتي وصباي في مصر حتى أصبح عمري 22 سنة بعدها سافرت إلى اليونان، وعلى رغم ذلك أعتز جداً بسنوات عمري التي عشتها في مصر”.
وأشار فيرس إلى أنه عمل كومبارس في عدد من الأفلام المصرية بداية من “غرام وانتقام” مع أسمهان، و”أيامنا الحلوة” و”فاطمة وماريكا وراشيل” و”باب الحديد”، لافتاً الانتباه إلى عمله أيضاً في الأوبرا المصرية القديمة، وشارك في عديد من الأعمال العالمية منها أوبرا عايدة.
كوستاس اعترف بأنه تأثر في أفلامه بالسينما المصرية أكثر من السينما الأوروبية، ويعتبر يوسف شاهين وحسن الإمام وصلاح أبو سيف من أكثر المخرجين المصريين أصحاب البصمة في مشواره الفني.
واختتم أن السينما المصرية تتميز عن الأوروبية بأنها تجمع القلب والروح والعقل، وأنه يعشق الأغنيات المصرية بخاصة لسيد درويش وأم كلثوم والمسحراتي، معرباً عن حلمه بتقديم فيلم مصري يوناني بعنوان “كوبري الليمون”.