أعلن رئيس بلدية دبل الحدودية خليل حنا لـ«الأنباء» ان بلدته مع جيرانها رميش وعين إبل والقوزح، في قضاء بنت جبيل، والى جانب العديد من قرى الجوار، «مثال حي على الإيمان والصمود. في وجه العدو الإسرائيلي».
وأشار إلى أن دبل «تعرضت لغارات إسرائيلية، وقصف مدفعي مستمر من الدبابات».
وأضاف «العدو لا يميز بين بلدة وأخرى، ففي 2 أكتوبر 2024 ارتكب مجزرة في البلدة، عندما استهدفت طائراته الحربية أحد المنازل، وأدت إلى استشهاد صاحب المنزل سميح سعيد مع زوجته وابنه، ما تسببت بخوف وهلع لدى أبناء البلدة، الذين نزحوا بحدود 80% عن البلدة».
وأوضح أنه «بعد وقف اطلاق النار عاد بحدود 90%، لكن الخوف ينتابهم من تجدد الحرب، إلا أنهم يتمسكون بالأرض ومحاولة التغلب على المخاوف والصعاب، لأنه في النهاية لا يمكننا إلا أن نعود إلى أرضنا وبيوتنا، فنحن نتمسك بجذورنا مهما كانت التحديات».
وشدد على «أننا أصحاب تاريخ طويل في الجنوب ولسنا ضيوفا، ونعيش مع جيراننا في القرى والبلدات المجاورة كإخوة، ونتشارك معا الأفراح والأتراح. وكنا استقبلنا العديد من العائلات الجنوبية التي نزحت عن قراها في الحروب، ومنها في العام 2006 وقبلها، حيث تحولت بلدتنا إلى ملجأ، لكن في هذه الحرب لم نتمكن من استقبالهم لأننا نزحنا جميعا عن البلدة».
وتمنى حنا «عودة جميع ابناء الجنوب إلى قراهم والى حياتهم الطبيعية»، مؤكدا «ان الناس تحب بعضها البعض، فالجنوب رمز الوحدة والتعايش الواحد بين مختلف المكونات والطوائف اللبنانية، والمشكلة هي مع اسرائيل العدوة».
وأبدى ارتياح الأهالي لانتشار الجيش اللبناني في عدد من القرى والبلدات الحدودية.
ومن دبل إلى بلدة رميش، التي تقع في محاذاة الحدود جنوبا، وتلفها بلدات يارون شرقا وعيتا الشعب غربا وعين إبل ودبل وحنين شمالا، وتبلغ مساحتها حوالي العشرين الف دونما، وهي أكبر رعايا أبرشية صور المارونية، تبعد عن العاصمة بيروت 135كيلومترا وتعتبر أبعد بلدة جنوبية عن العاصمة.
وأكد رئيس بلديتها ميلاد العلم «نحن كطائفة مسيحية، نتمسك بالأرض وبالشرعية والدولة اللبنانية، ولا يمكن لفريق لبناني ان يلغي الفريق الآخر، فكلنا أبناء الوطن».
وقال «نحن لم نغادر البلدة رغم كل المخاطر التي كانت تحدنا وتهدد حياتنا جراء الحرب الإسرائيلية، التي لم توفر البلدة بالغارات والقصف المدفعي الذي انحصر على أطرافها».
وإذ شدد على «اننا بأمان تحت ظلال الشرعية والدولة اللبنانية. ونعول على انتشار الجيش اللبناني».
ووصف العلم الأوضاع بـ «الجيدة في ظل العيش بوئام ومحبة بين الأهل»، مؤكدا أن لبنان «بلد الرسالة ويبقى يشع محبة وسلاما إلى العالم أجمع»، متمنيا أن «تكون هذه الحرب نهاية الجراح والآلام».
كما أشار إلى «ان رميش احتضنت خلال حرب يوليو 2006 أكثر من 30000 نسمة من أبناء القرى المجاورة دون تمييز، وكان يقطن فيها أكثر من 8000 نسمة، وتم احتضانهم في بيوتهم وتقاسموا لقمة العيش معهم، وفتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم والمدارس والكنائس».
وختم بالإشارة إلى «ان حوالي 60% من أبناء رميش يعملون في الزراعة، وخصوصا زراعة التبغ والحبوب والأشجار المثمرة كالزيتون والتين والكرمة، و40% من الموظفين والمستخدمين في القطاع العام والخاص».